مقدمة عن فحص الدهون
يُعتبر فحص الدهون، أو ما يُعرف بتحليل الكوليسترول، إجراءً هامًا لتقييم مستويات الدهون والكوليسترول في الدم. يهدف هذا الفحص إلى توفير صورة شاملة عن صحة القلب والأوعية الدموية. يشمل الفحص قياس الكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL). الكوليسترول هو مادة شمعية موجودة بشكل طبيعي في الدم، وهي ضرورية لوظائف الجسم. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من البروتين الدهني منخفض الكثافة والدهون الثلاثية إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. يساعد هذا الاختبار في التنبؤ باحتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية لدى الأفراد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، إلا داء واحدا: الهرم” رواه الترمذي وأبو داود. وهذا الحديث يحثنا على السعي للعلاج والفحص الدوري.
مبررات إجراء فحص الدهون
تتعدد الأسباب التي تستدعي إجراء فحص الدهون، ومن أبرزها:
- تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: يعتبر هذا السبب الأكثر شيوعًا لإجراء الفحص. يساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- تقييم خطر الإصابة بمشاكل الدهون المرتبطة بالتاريخ العائلي: يُجرى الفحص لتقييم الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض وراثية معينة مثل فرط كوليسترول الدم العائلي.
- تحديد أسباب بعض المشاكل الصحية: يساعد الفحص في تحديد أسباب بعض المشاكل الصحية مثل التهاب البنكرياس.
- متابعة حالة المرضى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية: يُستخدم الفحص لمراقبة تطور حالة المرضى الذين يعانون من تصلب الشرايين.
- تقييم فعالية العلاجات المستخدمة لخفض مستويات الدهون: يساعد الفحص في تقييم مدى نجاح العلاجات الدوائية أو تغيير نمط الحياة في خفض مستويات الدهون.
- الفحص الروتيني: يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء الفحص كجزء من الفحوصات الروتينية للكشف عن ارتفاع مستويات الكوليسترول.
يوصى بإجراء فحص الدهون بشكل دوري مرة كل 4-6 سنوات على الأقل، ولكن هذه المدة قد تختلف حسب عوامل الخطر الفردية. يبدأ الفحص عادةً خلال مرحلة الطفولة بتوصية من طبيب الأطفال، ثم يتم إجراؤه مرة أخرى عند بلوغ 18 عامًا. بعد ذلك، تُتخذ القرارات بشأن تكرار الفحص بناءً على عوامل الخطر الفردية.
فيما يلي بعض التوصيات المتعلقة ببدء إجراء فحص الكوليسترول بشكل منتظم:
- الرجال: البدء عند بلوغ 35 سنة، أو بين 25-30 سنة في حال وجود عوامل خطر.
- النساء: البدء عند بلوغ 45 سنة، أو بين 30-35 سنة في حال وجود عوامل خطر.
تشمل عوامل الخطر السمنة، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والتاريخ العائلي للإصابة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
آلية إجراء اختبار الدهون
يتطلب فحص الكوليسترول الصيام للحصول على نتائج دقيقة. يفضل إجراء الفحص في الصباح الباكر بعد الامتناع عن تناول الطعام والشراب (باستثناء الماء) لمدة تتراوح بين 10 و 12 ساعة قبل موعد الفحص. يجب ألا تتجاوز فترة الصيام 16 ساعة. يتم سحب عينة الدم من الوريد في الذراع. يقوم المختص بتنظيف موقع الحقن بالمطهرات ووضع شريط مطاطي حول الجزء العلوي من الذراع لتسهيل تجمع الدم في الأوردة. ثم يتم استخدام إبرة الحقن لجمع كمية صغيرة من الدم في أنبوب الاختبار أو المحقنة. بعد جمع الكمية الكافية من الدم، يتم إزالة الشريط المطاطي والإبرة، ويتم تغطية مكان الحقن بضمادة طبية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء” رواه البخاري. وهذا يشجع على البحث عن العلاج واتباع الإرشادات الطبية.
بعد الانتهاء من سحب الدم، يمكن للفرد العودة إلى منزله وممارسة أنشطته بشكل طبيعي. ينصح بإحضار وجبة خفيفة لتناولها بعد الفحص، نظرًا لضرورة الصيام قبله.
فهم نتائج فحص الدهون
يمكن تفسير نتائج فحص الدهون على النحو التالي:
الكوليسترول الإجمالي
يمثل الكوليسترول الإجمالي الكمية الإجمالية للكوليسترول في الدم، بما في ذلك البروتين الدهني عالي الكثافة والبروتين الدهني منخفض الكثافة.
القيمة | النتيجة | دلالة النتيجة |
---|---|---|
أقل من 200 ملغم/ديسيلتر | طبيعية | خطر قليل للإصابة بأمراض القلب |
200-239 ملغم/ديسيلتر | ضمن الحد الأعلى المسموح به | خطر متوسط للإصابة بأمراض القلب |
240 ملغم/ديسيلتر أو أعلى | مرتفعة | ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب |
البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)
يُعرف البروتين الدهني عالي الكثافة بالكوليسترول الجيد، وارتفاع قيمته يعني انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب.
القيمة | النتيجة | دلالة النتيجة |
---|---|---|
بين 35-65 ملغم/ديسيلتر (للرجال) و 35-80 ملغم/ديسيلتر (للنساء) | طبيعية | خطر طبيعي للإصابة بأمراض القلب |
أقل من 25 ملغم/ديسيلتر | منخفضة | خطر مضاعف للإصابة بمرض القلب التاجي |
بين 60-74 ملغم/ديسيلتر | مرتفعة | خطر أقل من المعدل للإصابة بمرض القلب التاجي |
البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)
يُعرف البروتين الدهني منخفض الكثافة بالكوليسترول الضار، وارتفاع قيمته يعني زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
القيمة | النتيجة | دلالة النتيجة |
---|---|---|
أقل من 100 ملغم/ديسيلتر | طبيعية | خطر طبيعي للإصابة بأمراض القلب |
بين 100-129 ملغم/ديسيلتر | مقبولة بشروط | مقبولة للأصحاء، غير مقبولة للمصابين بأمراض القلب أو من لديهم عوامل خطر |
بين 130-159 ملغم/ديسيلتر | ضمن الحد الأعلى المسموح به | خطر متوسط للإصابة بأمراض القلب |
بين 160-189 ملغم/ديسيلتر | مرتفعة | ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب |
190 ملغم/ديسيلتر أو أكثر | مرتفعة جدًا | ارتفاع كبير لخطر الإصابة بأمراض القلب |
حساب نسبة الكوليسترول الكلي إلى البروتين الدهني عالي الكثافة
تُحسب هذه النسبة عن طريق قسمة قيمة الكوليسترول الكلي على قيمة البروتين الدهني عالي الكثافة. وتشير النتيجة إلى خطر الإصابة بتصلب الشرايين. ارتفاع النسبة يعني ارتفاع الكوليسترول الكلي وانخفاض الكوليسترول الجيد، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. القيمة المثالية للنسبة هي 3.5، ويهدف الأطباء إلى الحفاظ على نسبة أقل من 5.
الدهون الثلاثية
الدهون الثلاثية هي نوع آخر من الدهون الموجودة في الدم. بعد تناول الطعام، يحول الجسم السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون ثلاثية ويخزنها في الخلايا الدهنية. يرتبط ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية بعوامل مثل الوزن الزائد، وتناول الحلويات بكثرة، وإدمان الكحول، والتدخين، والخمول، والإصابة بمرض السكري.
القيمة | النتيجة | دلالة النتيجة |
---|---|---|
أقل من 150 ملغم/ديسيلتر | طبيعية | خطر طبيعي للإصابة بأمراض القلب |
بين 150-199 ملغم/ديسيلتر | ضمن الحد الأعلى المسموح به | خطر متوسط للإصابة بأمراض القلب |
بين 200-499 ملغم/ديسيلتر | مرتفعة | ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب |
500 ملغم/ديسيلتر أو أكثر | مرتفعة جدًا | ارتفاع كبير لخطر الإصابة بأمراض القلب |
الحفاظ على مستويات صحية للدهون
يمكن تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق السيطرة على مستويات الكوليسترول في الجسم. تشمل النصائح والإرشادات:
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالألياف (مثل الفواكه والخضروات الطازجة) والدهون غير المشبعة (مثل الأفوكادو والمكسرات). الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون المتحولة والسكريات والصوديوم.
- ممارسة الأنشطة البدنية: ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة لمدة لا تقل عن ساعتين ونصف أسبوعيًا (مثل ركوب الدراجات والمشي السريع).
- الإقلاع عن التدخين: التدخين له تأثيرات ضارة على الأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب: قد تتطلب بعض الحالات استخدام أدوية لخفض مستويات الكوليسترول. يجب الالتزام بتناول الأدوية حسب وصفة الطبيب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير” رواه مسلم. القوة هنا تشمل القوة البدنية والصحة، ويمكن تحقيقها من خلال اتباع نمط حياة صحي.