مقدمة حول اختبار الدم للسل
يُعدّ فحص الدم للكشف عن السل، المعروف أيضًا باسم مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما (Interferon gamma release assay – IGRA)، وسيلة فعالة لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا ببكتيريا السل. هذا الاختبار عبارة عن فحص دم شامل يُستخدم لتشخيص الإصابة بعدوى المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis)، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا يميز بين الإصابة بالسل الكامن والسل النشط.
يقوم هذا الفحص بتقييم استجابة الجهاز المناعي لمواد معينة (مستضدات) مرتبطة بالسل، بالإضافة إلى قياس مستوى الأجسام المضادة المتكونة. مرض السل هو مرض معد يهاجم الرئتين بشكل أساسي، وينتج عن الإصابة ببكتيريا المتفطرة السلية. من المهم الإشارة إلى أنه ليس كل من يتعرض لبكتيريا السل سيصاب بالعدوى، وحتى لو أصيب الشخص بالعدوى، فقد لا تظهر عليه الأعراض، وهي حالة تعرف بالسل الكامن. أما الحالات التي تظهر فيها الأعراض فتسمى بالسل النشط.
لتشخيص مرض السل، يمكن استخدام اختبار التيوبركولين الجلدي أو فحص مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما، ولكن يُعتبر الأخير هو الأفضل والأكثر استخدامًا في الوقت الحالي.
الأسباب الموجبة لإجراء اختبار الدم للسل
يوصي الأطباء بإجراء اختبار مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما بشكل دوري، غالبًا سنويًا، للأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السل. عادةً ما تكون الفترة الزمنية المقدرة للإصابة بالعدوى حوالي ستة أسابيع بعد الاحتكاك المباشر بشخص مصاب بالسل النشط. الحالات التي تستدعي إجراء هذا الاختبار تشمل:
- ظهور علامات وأعراض قد تدل على الإصابة بالسل، مثل السعال المستمر المصحوب بالبلغم والدم، بالإضافة إلى الحمى، والقشعريرة، والتعرق الليلي، وفقدان الوزن غير المبرر.
- وجود خطر الإصابة بالسل لدى الفرد، حتى لو كانت نتيجة الاختبار الجلدي سلبية.
- الإقامة في بلد تنتشر فيه الإصابة بالسل. [1]
- الاتصال المباشر بشخص مصاب بمرض السل. [7]
- الإصابة بأمراض تضعف الجهاز المناعي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (Human Immunodeficiency Virus). [7]
- تعاطي المخدرات غير المشروعة. [7]
- العيش أو العمل في أماكن تزيد فيها احتمالية انتشار مرض السل، مثل السجون أو دور المسنين. [7]
الاستعدادات وإجراءات اختبار الدم للسل
لا يتطلب فحص السل عن طريق الدم أو الجلد أي تحضيرات مسبقة من جانب المريض. يقيس اختبار مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما مدى استجابة الجهاز المناعي لبكتيريا المتفطرة السلية. يتم سحب عينة الدم من الوريد في ذراع المريض باستخدام إبرة، وهو إجراء يستغرق عادةً أقل من خمس دقائق. يتم وضع العينة في أنبوب اختبار. [2][8]
تُخلط عينة الدم مع بروتينات صناعية مشابهة لتلك التي تنتجها بكتيريا السل. في حالة وجود عدوى السل، تنتج خلايا الدم البيضاء مواد خاصة تسمى إنترفيرون غاما، استجابةً لوجود هذه البروتينات الاصطناعية أو المستضدات. وهكذا، يظهر إنترفيرون غاما في عينة الدم إذا كان الشخص مصابًا بعدوى السل، مما يساعد في الكشف عن وجود بكتيريا السل. [2][9]
قد يشعر الفرد بألم طفيف في مكان إدخال الإبرة، ولكن هذا الألم يزول بسرعة. من الطبيعي أيضًا الشعور بوخز خفيف عند إدخال الإبرة وإخراجها. [8]
إيجابيات اختبار الدم للكشف عن السل
يمكن إجراء اختبار الدم بالتزامن مع اختبار الجلد أو بدونه. يتميز فحص السل عن طريق الدم بأنه لا يتطلب زيارة أخرى للمتابعة لمعرفة النتيجة، على عكس اختبار الجلد. بالإضافة إلى ذلك، لا تتأثر نتائج فحص الدم بتلقي لقاح السل (BCG) مسبقًا، أو بأي إصابة سابقة بعدوى غير ضارة من البيئة المحيطة، على عكس الاختبار عن طريق الجلد الذي يمكن أن يتأثر بكليهما. [9][10]
عند الحاجة إلى إجراء اختبار للكشف عن الإصابة بالسل الكامن، كما هو الحال في إجراءات التوظيف أو بعض الإجراءات القانونية، يُفضل إجراء فحص السل عن طريق الجلد للأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، بينما يُفضل إجراء فحص الدم للأفراد الأكبر سنًا. [5]
فهم نتائج فحص الدم للسل
قد تختلف نتائج الفحص بناءً على عوامل متعددة، مثل العمر، والجنس، والتاريخ الصحي للمريض، وطريقة إجراء الفحص. يمكن تفسير النتائج على النحو التالي: [7]
- النتيجة الإيجابية لاختبار مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما: قد يكون الشخص مصابًا بعدوى السل الكامنة أو النشطة (مرض السل).
- النتيجة السلبية لاختبار مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما: تشير النتيجة السلبية إلى عدة احتمالات:
- عدم الإصابة بعدوى السل بنوعيها، الكامنة أو النشطة.
- الإصابة المتقدمة بمرض السل، حيث قد يتم تثبيط الجهاز المناعي في المراحل الأخيرة من المرض، مما يمنع ظهور أي استجابة مناعية.
- إجراء الاختبار قبل ثبوت العدوى. إذا كانت النتيجة سلبية، فهذا لا ينفي تمامًا إصابة الشخص بالسل، لأن العدوى تحتاج إلى فترة تصل إلى ستة أسابيع حتى تظهر نتيجة الفحص إيجابية. في هذه الحالة، قد يوصي الطبيب بإعادة إجراء اختبار الدم أو إجراء اختبار الجلد، في حالة الاشتباه بالإصابة رغم أن النتيجة سلبية. [5]
قد يلجأ الطبيب إلى إجراء تحاليل وفحوصات إضافية إذا كانت النتائج سلبية، في حال ظهور أعراض السل أو وجود عوامل خطر للإصابة بالسل، أو كليهما، على الرغم من النتيجة السلبية للفحوصات السابقة. [8] تشمل هذه الفحوصات الإضافية تصوير الأشعة السينية للصدر، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، للكشف عن أي علامات في الرئتين تشير إلى الإصابة بالسل. بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص البلغم الذي يخرج مع السعال للكشف عن وجود بكتيريا السل أو الإصابة بعدوى السل النشطة. عادةً ما تحتاج هذه الفحوصات إلى شهر أو شهرين لتظهر نتائجها. [11]
المراجع
- Tuberculosis (TB) Blood Test (IGRA)
- Interferon-Gamma Release Assays (IGRAs) – Blood Tests for TB Infection
- TB (Tuberculosis) Tests
- Tuberculosis
- IGRA TB Test
- Tuberculosis
- TB Screening (Whole Blood)
- Tuberculosis Screening
- Tuberculosis (TB)
- Tuberculosis (Beyond the Basics)
- Tuberculosis Symptoms and Diagnosis