فحص الدم الشامل للكشف عن فيروس نقص المناعة

استخدامات تحليل الدم الشامل في الكشف عن فيروس نقص المناعة. طرق أخرى لتشخيص الإصابة بالإيدز، تشمل قياس الحمولة الفيروسية، تعداد الخلايا الليمفاوية CD4، وأنواع أخرى من الفحوصات المخبرية.

دور فحص الدم الشامل في تقييم الإصابة بفيروس نقص المناعة

يُعدّ فحص الدم الشامل (Complete Blood Count) أو ما يُعرف اختصارًا بـ CBC، أداةً مهمة لتقييم الحالات المرضية المختلفة، بما في ذلك الاضطرابات المصاحبة للعدوى بفيروس نقص المناعة البشري (Human Immunodeficiency Virus) واختصارًا HIV، المسبب لمرض الإيدز في مراحله المتقدمة. يجب التأكيد على أن هذا الفحص لا يكشف عن وجود الفيروس بشكل مباشر، بل يُستخدم بشكل أساسي لمراقبة التغيرات التي تطرأ على مكونات الدم نتيجة للعدوى أو العلاجات المستخدمة.

عادةً ما يُجرى فحص الدم الشامل مرة أو مرتين سنويًا، وقد يتطلب الأمر تكراره بوتيرة أعلى في حال عدم استقرار نتائج تعداد خلايا الدم. يشمل هذا الفحص عدة جوانب رئيسية:

  • تعداد خلايا الدم البيضاء (White Blood Cell Count): تُنتَج خلايا الدم البيضاء في نخاع العظام، وتلعب دورًا حيويًا في الدفاع عن الجسم ضدّ العدوى. قد يشير ارتفاع عددها إلى وجود استجابة مناعية نشطة لمكافحة عدوى ما، مما يستدعي إجراء فحوصات إضافية لتحديد السبب. في المقابل، قد يدلّ انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء على وجود خلل في نخاع العظام، مما يؤثر على قدرته على إنتاج هذه الخلايا، وهو ما قد يرتبط بالإصابة بفيروس نقص المناعة أو بمشاكل صحية أخرى.
  • تعداد خلايا الدم الحمراء (Red Blood Cell Count): تقوم خلايا الدم الحمراء بنقل الأكسجين من الرئتين إلى مختلف أنسجة الجسم. يشير انخفاض مستوياتها إلى الإصابة بفقر الدم، الذي قد ينجم عن الإصابة بفيروس نقص المناعة أو غيره من الحالات المرضية.
  • الصفائح الدموية (Platelets): هي خلايا صغيرة عديمة اللون تساهم في عملية تخثر الدم. غالبًا ما يصاحب الإصابة بفيروس نقص المناعة انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وقد يكون ذلك أيضًا نتيجة لتأثير بعض الأدوية المستخدمة في علاج العدوى.

اختبارات أخرى لتشخيص فيروس نقص المناعة البشري

إلى جانب فحص الدم الشامل، تتوفر العديد من الاختبارات الأخرى التي يمكن استخدامها للكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري:

قياس الكمية الفيروسية

يُظهر فحص الكمية الفيروسية (Viral load) عدد جزيئات الفيروس الموجودة في كل مليلتر من الدم. يساعد هذا الفحص الطبيب على تقييم سرعة تكاثر الفيروس وتطوره، بالإضافة إلى تحديد الخطة العلاجية الأنسب. كما يعتبر هذا الاختبار هامًا لتأكيد نتائج اختبارات الأجسام المضادة في حال كانت غير قاطعة. يشير انخفاض الكمية الفيروسية إلى تباطؤ انتشار الفيروس وتراجع الضرر الذي يلحق بالجهاز المناعي، في حين يدل ارتفاعها على سرعة انتشار المرض.

تعداد الخلايا الليمفاوية CD4

تعتبر خلايا CD4 نوعًا من خلايا الدم البيضاء التي تستهدفها عدوى فيروس نقص المناعة البشري. يُعدّ انخفاض عدد هذه الخلايا إلى أقل من 200 خلية لكل مليمتر مكعب من الدم مؤشرًا على تطور الحالة إلى المرحلة الأخيرة من المرض، أي مرحلة الإيدز. كلما ارتفع عدد خلايا CD4، كانت صحة الشخص أفضل. يتراوح المعدل الطبيعي لخلايا CD4 لدى الشخص السليم بين 500 و 1600 خلية لكل مليمتر مكعب من الدم.

فحوصات إضافية

توجد عدة فحوصات أخرى يمكن أن تساعد في الكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، ومنها:

  • التحاليل المناعية (Immunoassay): تكشف هذه التحاليل عن أنواع معينة من البروتينات التي يفرزها الجسم عند التعرض للعدوى. تتميز هذه التقنية بدقتها العالية، ولكن لا يمكن استخدامها في المراحل المبكرة من العدوى.
  • اختبارات الجسم المضاد ومولد الضد: يتم في هذه الاختبارات الكشف عن مولد الضد (Antigen) الخاص بفيروس نقص المناعة البشري، والذي يظهر بعد 2-4 أسابيع من الإصابة بالعدوى، وكذلك الأجسام المضادة (Antibody) التي ينتجها الجسم كرد فعل للقضاء على العدوى.
  • اختبار الحمض النووي الريبوزي (RNA Test): يساعد هذا الاختبار على الكشف عن العدوى بعد حوالي 10 أيام من الإصابة، ويعتمد على البحث عن الفيروس نفسه في الجسم.
  • الاختبار المنزلي: تتوفر مجموعة من الاختبارات المنزلية التي تساعد على الكشف عن الإصابة بالعدوى عن طريق قطرة من الدم أو عينة من اللعاب. في حال ظهور نتيجة سلبية، يجب تكرار الاختبار بعد عدة أشهر. أما في حال ظهور نتيجة إيجابية، فيجب مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

المراجع

  1. Mark Cichocki (26-3-2019), “HIV and Your Complete Blood Count (CBC)”, www.verywellhealth.com, Retrieved 20-5-2019. Edited.
  2. Adam Felman (29-11-2018), “Explaining HIV and AIDS”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-5-2019. Edited.
  3. Jonathan E. Kaplan, “What Does HIV Viral Load Tell You?”, www.webmd.com, Retrieved 28-5-2017. Edited.
  4. “Lab Tests and Why They Are Important”, www.hiv.gov, 14-2-2017, Retrieved 20-5-2019. Edited.
  5. Jonathan E. Kaplan (8-5-2019), “HIV Screening: Tests That Diagnose HIV”, www.webmd.com, Retrieved 20-5-2019. Edited.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دليل شامل لتحليل تعداد الدم الكامل (CBC)

المقال التالي

فحص الحمض النووي: نظرة شاملة

مقالات مشابهة