فتح القسطنطينية: تاريخ الإنجاز العسكري العظيم الذي غيّر مجرى التاريخ

فتح القسطنطينية: تاريخ الإنجاز العسكري العظيم الذي غيّر مجرى التاريخ

فهرس المحتويات

فتح القسطنطينية: تحفة تاريخية

فتح القسطنطينية، بقيادة السلطان محمد الفاتح، يُعدّ من أهمّ الأحداث في التاريخ الإسلامي، حيثُ مثّل حدثًا حاسمًا في تاريخ العالم، وفتحًا ألهم المسلمين على مر العصور، وأسهم في تحويل مجرى التاريخ، فلم يكن هدفًا عسكريًا فحسب، بل كان حلمًا راود المسلمين منذ قرون.

حاول المسلمون من قبل فتح القسطنطينية قبل العثمانيين، لكنّهم لم ينجحوا، ولكنّ السلطان محمد الفاتح، مع خطة استراتيجية حكيمة، أعدّ نفسه جيدًا للحملة، حيثُ تضمنت خطته ما يلي:

  • بناء قلعة على الساحل الأوروبي التي تطلّ على مضيق البوسفور.
  • اختيار موقع بناء القلعة بشكل مقابل للقلعة التي بناها السلطان بايزيد الأول على الساحل الآسيوي.
  • منع وصول الإمدادات إلى القسطنطينية من خلال السيطرة على مضيق البوسفور.

أدرك إمبراطور القسطنطينية حجم التهديد الذي يشكّله السلطان محمد الفاتح فأرسل إليه رسالةً يُقدّم فيها الجزية في مقابل إيقاف الهجوم على المدينة، لكنّ السلطان رفض، مما دفع الإمبراطور إلى طلب المساعدة من الدول المسيحية في أوروبا.

وصل الدعم لإمبراطور القسطنطينية من أوروبا في شكل 30 سفينة حربية و 250.000 جندي، بينما كان الجيش العثماني يضمّ 180 سفينة في البحر و 25.000 جندي محاصرين للمدينة.

اشتبك الأسطول العثماني مع السفن الأوروبية في معركة شرسة، مما أدى إلى هروب السفن الأوروبية إلى القرن الذهبي، حيثُ أغلقت سلسلة لمنع العثمانيين من دخول القرن.

ظهرت ذكاء السلطان محمد الفاتح عندما أمر جنوده بإحضار أخشاب مُغطاة بالدهون، ودفعوا بها السفن العثمانية من مضيق البوسفور إلى القرن الذهبي.

بعدها هاجمت المدافع العثمانية الأسوار الضعيفة للقسطنطينية، واقتحم الجنود العثمانيون أسوار المدينة في فجر يوم 29 من شهر مايو عام 1453 ميلادي، الموافق 15 من شهر جمادى الأولى عام 857 هجرياً.

أُعدم الإمبراطور وأسقطت المدينة في قبضة المسلمين. وأمر السلطان محمد الفاتح بإقامة الأذان في كنيسة آيا صوفيا، التي تم تحويلها إلى مسجد عظيم، وتغير اسم المدينة إلى “إسلام بول” (إسطنبول) وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية.

القسطنطينية: مدينة العصور

كانت القسطنطينية عاصمة لإمبراطوريتي الرومانية والبيزنطية، ثم أصبحت عاصمة للدولة العثمانية لخمسة قرون، بدءًا من عام 1453 ميلادي.

وتُعدّ إسطنبول (القسطنطينية) عاصمة الجمهورية التركية في الوقت الحاضر، ومركزًا تجاريًا وصناعيًا هامًّا.

تُعدّ القسطنطينية مدينة هامة لأسباب عدة، فهي جسر بين قارتي آسيا وأوروبا، واشتهرت بمواقعها التاريخية الثقافية التي ألهمت شعوب العالم منذ القديم.

سميت القسطنطينية بهذا الاسم نسبةً إلى الإمبراطور الروماني “قسطنطين” الذي قام بإعمارها.

حكمت الإمبراطورية البيزنطية القسطنطينية لمدة قرون، وبعدها فتحها العثمانيون، وإلى أن أُعلن قيام الجمهورية التركية في عام 1923 ميلادي، أصبحت عاصمة للخليفة العثماني.

السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية

هو السلطان محمد بن السلطان مراد الثاني، من أشهر سلاطين المملكة العثمانية، وُلد عام 1429 ميلادي، وتوفي عام 1481 ميلادي في مدينة إسطنبول.

اشتهر السلطان محمد الفتح بفتح القسطنطينية، امتثالاً لما وصاه به أباه السلطان مراد الثاني.

حقّق السلطان محمد الفتح انتصارات عديدة في أوروبا ودول البلقان، مثل الصرب والبوسنة والهرسك وأوكرانيا.

ويُعدّ السلطان محمد الفتح أحد أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، فقد حقّق انتصارات تاريخية غيرت مجريات الأحداث العالمية.

المراجع

Total
0
Shares
المقال السابق

غياب الطلاب: الأسباب والحلول

المقال التالي

فتح مكة: تاريخ الإسلام في تحوّل

مقالات مشابهة