فاس: تاريخ عريق ومعالم خلابة

نبذة عن مدينة فاس

تقع مدينة فاس في شمال شرق المملكة المغربية، وهي ثالث أكبر مدن المغرب بعد الدار البيضاء والرباط. تُعتبر فاس من أقدم المدن الأربع في المغرب الأقصى، إلى جانب مراكش، والرباط، ومكناس.

تاريخ تأسيس فاس و ازدهارها

يعود تأسيس فاس إلى أواخر القرن الثامن الميلادي، عندما قدم المولى إدريس الأول إلى المغرب عام 789م. شكلت هذه الواحة الأولى لنشوء مدينة فاس على الضفة اليمنى لوادي فاس، في حي الأندلسيين. لاحقاً، أسس إدريس الثاني مدينة جديدة على الضفة اليسرى عام 808م، في حي القيروانيين. شهدت فاس حضاراتٍ متعاقبة، كان لها أثرها البالغ في تشكيل هويتها:

في عام 857م، أنشأت فاطمة الفهرية جامع القرويين على الضفة اليسرى لوادي فاس، الذي وسّعه يوسف بن تاشفين المرابطي بين عامي 1060 و 1061م. سيطر يوسف بن تاشفين على فاس عام 1069م، ووحد الضفتين بسور واحد، معززاً الحياة الاقتصادية ببناء الفنادق، والمطاحن، والحمامات. ثمّ خضعت المدينة لحكم الموحدين عام 1143م، بعد حصار استمر تسعة أشهر. عرفت فاس عصرها الذهبي تحت حكم الدولة المرينية، حيث قام أبو يوسف يعقوب ببناء فاس الجديدة عام 1276م، محصناً إياها بسور، وبنا مسجداً كبيراً، وأحياء سكنية، وقصور، وحدائق. بعد ذلك، احتلّ السعديون فاس عام 1554م، ثمّ انتقلت العاصمة إلى مراكش. قام السعديون بتشييد أجزاء من جامع القرويين، وترميم أسوار المدينة، وبناء برجين ضخمين. وأخيراً، استولى العلويون على فاس عام 1667م، بعد الاضطرابات التي شهدتها الدولة السعدية، من أهم إنجازاتهم إنشاء فندق النجارين، ومدرسة الشراطين، وبصر البطحاء.

أصل اسم فاس

يُرجّح أن اسم فاس مشتق من كلمة “الفأس”، الأداة المستخدمة في حفر أساسات المدينة. لكن هناك آراء تاريخية أخرى، إلا أن هذا الرأي هو الأكثر قبولاً.

أقسام مدينة فاس

تنقسم مدينة فاس إلى ثلاثة أقسام رئيسية: فاس البالي (المدينة القديمة)، فاس الجديدة (بُنيت في القرن الثالث عشر خلال حكم المرينيين)، والمدينة الجديدة (بناها الفرنسيون خلال فترة الاستعمار، بين 1912 و 1956م). يُعدّ عهد المرينيين من أزهى مراحل تطور فاس، حيث قاموا بتحصينها، وبناء فاس الجديدة، ومسجداً كبيراً، وقصور، ومدارس، وأحياء سكنية، وحدائق.

موقع فاس الجغرافي

تُعرف فاس بموقعها الساحر بين التلال والغابات، مما يجعلها مكاناً جميلاً. تتميز بعمارتها المغربية الأصيلة، ومداخلها المقوّسة، وشوارعها الضيقة، وفنّها في الفسيفساء، والأعمال الحديدية. وتحتفظ فاس بإرث تاريخي عريق، يشمل آثاراً رومانية تعود للعصور الوسطى، وأنقاض إمبراطورية من القرن الثالث تقريباً.

معالم فاس التاريخية والسياحية

تضمّ فاس معالم تاريخية وسياحية هامة، منها:

• القصر الملكي (دار المخزن): من أهم قصور العائلة المالكة، يتميز ببواباته الضخمة المصنوعة من النحاس، وبلاط الزليج، والفسيفساء، والخشب المنحوت.
• دار البطحاء: تحوّل إلى متحف عام 1915م، ويحتوي على منحوتات خشبية، وبلاط مغربي، وقطع أثرية، وسيراميك، وفسيفساء، ونباتات، ونافورة، وحديقة أندلسية.
• جامع القرويين: من أقدم الجامعات في العالم، يُستخدم حالياً كمسجد، يضم مكتبة جُدّدت عام 2016م، ويتميز بأعمال البلاط اليدوية الرائعة.

المصادر: [مراجع ذات صلة]