دروس مستخلصة من سورة الأعراف
تحمل سورة الأعراف في طياتها العديد من الدروس والعبر القيمة التي يمكن للمسلم الاستفادة منها في حياته. ومن أبرز هذه الدروس:
-
الجزاء العادل للمفسدين: يتعلم المسلم أن هلاك المفسدين هو سنة إلهية ماضية، وأن العاقبة دائماً تكون للمؤمنين والمصلحين. قال تعالى:
وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
. -
أهمية الأعمال الصالحة: يجب على المسلم أن يحرص على الإكثار من الأعمال الصالحة التي تثقل ميزانه يوم القيامة، لأنها سبب الفلاح والنجاة. قال تعالى:
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ
. -
شكر النعم: يجب على المسلم أن يؤدي حق الله في شكره على جميع النعم التي أنعم بها عليه، لأن الشكر هو سبيل دوام النعم وزيادتها. قال تعالى:
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
. -
التواضع ونبذ الكبر: يجب على المسلم أن يتجنب صفة التكبر، لأنها كانت سبب طرد إبليس من رحمة الله وعصيانه لأمر الله. قال تعالى:
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ
. -
اتباع منهج الله وتجنب الهوى: يجب على المسلم أن يلتزم بمنهج الله ويتجنب اتباع الهوى، الذي هو اتباع للشيطان الذي يسعى لإضلال بني آدم. قال تعالى:
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
.
المحاور الأساسية لسورة الأعراف
تتضمن سورة الأعراف مجموعة من المحاور والقضايا الهامة التي تتناول جوانب مختلفة من العقيدة والشريعة والأخلاق. من أهم هذه المحاور:
- قصة آدم وإبليس: تتناول السورة قصة آدم عليه السلام وإبليس، والوسوسة التي قام بها إبليس لآدم وزوجه، مما أدى إلى نزولهما من الجنة وبدء استخلافهما في الأرض.
- قصة نوح عليه السلام: تتضمن السورة قصة نوح عليه السلام ودعوته لقومه، وما لاقاه منهم من الإنكار والتصدي، والجزاء الذي نالوه بالغرق في الطوفان.
- قصة هود عليه السلام: تعرض السورة قصة هود عليه السلام وما واجهه من قومه من تكذيب واستهزاء، وإنكار لدعوته لهم بترك عبادة الأصنام.
- قصة صالح عليه السلام: تتضمن السورة قصة صالح -عليه السلام- وذكره للنعم التي أنعمها الله على قومه، والإتيان بالناقة التي هي معجزته وما كان موقفهم منها وهو قتلها.
- قصة لوط عليه السلام: تعرض السورة قصة لوط -عليه السلام- والفاحشة التي أقدم عليها قومه، وبيان عاقبتهم من الهلاك.
- قصة شعيب عليه السلام: تعرض السورة قصة شعيب -عليه السلام- وما أقدموا عليه من التبخيس في المكيال والميزان، وما كان من هلاكهم.
لمحة تعريفية عن سورة الأعراف
سورة الأعراف هي إحدى السور الطوال في القرآن الكريم، وهي سورة مكية باستثناء بعض الآيات (من 163 إلى 170) التي نزلت في المدينة المنورة. نزلت السورة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهي من السور التي تبدأ بالحروف المقطعة. يبلغ عدد آياتها مئتين وست آيات، وهي السورة السابعة في ترتيب المصحف وتقع في الجزء التاسع.
المراجع
- ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 9-15. بتصرّف.
- جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 96-100. بتصرّف.
- “7 – تعريف سورة الأعراف”، المصحف الإلكتروني.