عِبر وفوائد من معركة حنين

استخلاص العِبر والفوائد من غزوة حنين، أسباب المعركة ونتائجها وأهم الدروس المستفادة للمسلمين.
المحتويات

الدروس والعِبر المستخلصة من حنين

تزخر غزوة حنين بالعديد من العِبر والدروس القيمة التي يمكن للمسلمين الاستفادة منها في حياتهم، ومن أهمها:

  • أهمية التوكل مع بذل الأسباب: يجب على المسلم أن يتوكل على الله -عز وجل- في جميع أموره، مع الأخذ بالأسباب المشروعة، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة حنين، حيث أعدّ الجيش واستعار الأسلحة، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: 60].
  • خطر الإعجاب بالكثرة: الإعجاب بالكثرة قد يكون سبباً للهزيمة، كما حدث في بداية غزوة حنين، عندما قال بعض الصحابة: “لن نُهزم اليوم من قلّة”، فكان ذلك سبباً لتأخر النصر، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾ [التوبة: 25]. يجب أن ندرك أن النصر من عند الله وحده، بعد الأخذ بالأسباب، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [آل عمران: 160].
  • فضل الدعاء وأثره: الدعاء سلاح المؤمن، فهو ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وقد توجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء في غزوة حنين، فاستجاب الله له، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿الدُّعاءُ ينفع مما نزل و مما لم ينزِلْ ، فعليكم عبادَ اللهِ بالدُّعاءِ﴾ [رواه الألباني].
  • التسامح والحلم: تجلّى حلم النبي -صلى الله عليه وسلم- في موقفه من الأعراب الذين أبدوا تذمرهم من توزيع الغنائم، فعندما قال أحدهم: “والله إن هذه القسمة ما عُدِل فيها، وما أُريد فيها وجه الله”، أخبر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- بما سمع، فتغيّر وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: ﴿فمَن يَعْدِلُ إنْ لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسولُهُ، قالَ: ثُمَّ قالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، قدْ أُوذِيَ بأَكْثَرَ مِن هذا فَصَبَرَ﴾ [رواه مسلم].
  • الحكمة السياسية: أظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- حكمة سياسية في توزيع الغنائم، حيث فضّل من أسلموا حديثاً على غيرهم، مراعياً مصلحة الأمة في دينها ودنياها.
  • الهدف الأسمى للجهاد: يجب أن يكون الدافع الأول للجهاد هو دعوة الناس إلى الإسلام، وإرشادهم وهدايتهم، وليس السعي وراء الأهداف المادية والاقتصادية.
  • دور المرأة المسلمة: يظهر حرص الصحابيات على المشاركة في الدعوة ومواجهة الأعداء، كموقف أم سليم في غزوة حنين.
  • التواضع والابتعاد عن الغرور: الابتعاد عن الغرور والتكبر، كما حصل مع مالك بن عوف حين رفض نصيحة دريد بن الصمة، فكان ذلك سبباً لهزيمتهم في المعركة.

السبب وراء معركة حنين

السبب الرئيسي وراء وقوع غزوة حنين هو تخوف قبيلتي هوازن وثقيف من زحف النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم بعد فتح مكة، خشية أن يقاتلهم بعدما قضى على أكبر قوة في الجزيرة العربية. لذلك، قرروا المبادرة بالقتال، وعهدوا بالقيادة إلى مالك بن عوف، الذي كان يبلغ من العمر ثلاثين سنة، والتفت حوله عدد من القبائل، مثل قبيلة بني سعد.

حصاد معركة حنين ونتائجها

كانت غزوة حنين بمثابة الفصل الأخير في قتال الوثنية في الجزيرة العربية، وكانت درساً من الله -عز وجل- لعباده بأن النصر بيده وحده وليس بكثرتهم، وأن العبرة تكون بالنتيجة النهائية، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ﴾ [التوبة: 26]. إضافة إلى ذلك، أدت الغزوة إلى تحطيم الأوثان، والنصر على الأعداء، والحصول على الغنائم. كما تجلّت أهمية القائد في المعركة ودوره في تحويل الهزيمة إلى نصر، وصمود بعض الصحابة في وجه المشركين في بداية المعركة وأثره الكبير في قلب نتيجة المعركة لصالح المسلمين.

المصادر والمراجع

  • صالح بن طه عبد الواحد (1428 هـ )، سُبُل السَّلام مِن صَحيح سيرة خَير الأنَامِ عَليه الصَّلاة وَالسَّلام (الطبعة الثانية)، تركيا: مكتبة الغرباء، صفحة 521-523، جزء 1.
  • إسلام ويب (31-3-2004)، “غزوة حنين تداعياتها ونتائجها”، www.islamweb.net.
  • محمد رضا، محمد صلى اللّه عليه وسلم، صفحة 6، جزء 2.
  • إبراهيم بن إبراهيم قريبي (1412)، مرويات غزوة حنين وحصار الطائف (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، صفحة 87، جزء 1.
  • مجموعة من المؤلفين (1433هـ)، نتائج البحوث وخواتيم الكتب، موقع الدرر السنية، صفحة 355، جزء 1.
  • محمود شيت خطابْ (1422هـ)، الرسول القائد (الطبعة السادسة)، بيروت: دار الفكر، صفحة 381.
  • مصطفى بن حسني السباعي (1985)،السيرة النبوية – دروس وعبر(الطبعة الثالثة)، المكتب الإسلامي، صفحة 129.
Total
0
Shares
المقال السابق

عِبر وفوائد من غزوة الأحزاب

المقال التالي

عِبر ومواعظ من قصة النبي صالح

مقالات مشابهة