المحتويات
مقتطفات من حِكم علي بن أبي طالب
يُعدّ الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، منارةً للعلم والحكمة، وقد ترك لنا إرثًا عظيمًا من الأقوال التي تنير لنا دروب الحياة. إليكم بعضًا من تلك الحكم:
- “مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.”
- “إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.”
- قال لابنه الحسن بن علي: “لا تدعُوَنَّ إلى مبارزة وإذا دُعيتَ إليها فأجب إن الداعي باغٍ والباغي مصروع.”
إن هذه الحكم تعكس عمق فهم الإمام علي لطبيعة النفس البشرية، وتحثنا على التفكير والتدبر في أمور حياتنا.
من كلماته القيمة أيضًا، قوله عن الذين يتبعون أهواء الدنيا:
“من لهج قلبه بحب الدنيا التاط قلبه منها بثلاث: همٌّ لا يغبُّه، وحرصٌ لا يتركه، وأملٌ لا يدركُه.”
ويشدد على أهمية الاعتدال والتوازن في كل شيء بقوله:
“كُنْ في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر فيركب ولا ضرع، فيحلب.”
في تعريف العقل والجهل يقول رضي الله عنه:
وقيل له: صِف لنا العاقل، فقال: هو الذي يضع الشيء مواضعه، فقيل: صف لنا الجاهل، فقال: قد فعلتْ!
وفي مكانة الحياء:
من كسا الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
وفي إخفاء السر:
ما أضمر أحد شيئاً إلَّا وظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.
وعن قيمة الآخرين:
وجدتك بعضي بل وجدتك كلّي، حتّى كأنَّ شيئاً لو أصابك أصابني، وحتّى كأنَّ الموت لو أتاك أتاني.
وفي العلاقات الاجتماعية:
لا ترغب فيمن زهد فيك.
وبشأن الأمانة:
كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة.
وفي تعديل سلوك النفس:
خالف نفسك تسترح.
وفي غفلة الناس:
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.
ويحثنا رضي الله عنه على طلب الحكمة من أي مصدر وجد:
الحكمة ضالَّة المؤمن، فخذ الحكمة حتَّى من أهل النفاق.
ويوضح العلاقة بين العقل والكلام:
إذا تم العقل نقص الكلام.
ويختتم بتوضيح عاقبة الاختلاف:
ما اختلفت دعوتان إلَّا كانت إحداهما ضلالة.
أقوال مأثورة عن علي بن أبي طالب
تحمل أقوال الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، معاني عظيمة، وإليكم بعضًا منها:
- “صديقك من صَدَقَكَ لا من صَدَّقَك.”
- “فاعل الخير خيٌر منه، وفاعل الشرِّ شرٌّ منه.”
- “صدر العاقل صندوق سرِّه، والبشاشة حُبالةُ المودَّة.”
إن هذه الأقوال تشجعنا على الصدق والإخلاص في علاقاتنا، وعلى فعل الخير وتجنب الشر.
ويحث الإمام علي على التخطيط والتدبر في الحياة:
“لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة.”
ويصف الجاهل بصفات سلبية:
“لا ترى الجاهل إلَّا مفرطاً أو مفرِّطاً.”
ومن وصاياه القيمة:
“ترك الذنب أهون من طلب التوبة.”
ويصف تأثير الدنيا على الإنسان:
“إذا أقبلت الدنيا على أحدٍ أعارتهُ محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.”
ويحث على شكر النعم:
“إذا وصلت إليكم أطرافُ النِعم فلا تُنفِروا أقصاها بقلِّة الشكر.”
ويوصي بالاعتدال في الإنفاق:
“كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدِّراً ولا تكن مقتِّراً.”
ويحذر من تضخيم الأخطاء:
“من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره.”
ويوضح قيمة الزهد الحقيقي:
“أفضل الزُّهد إخفاء الزُّهد.”
ويوصي بالشفقة على الأبناء:
“يجب عليك أن تشفق على ولدك من إشفاقك عليه.”
ويوضح أثر الابتسامة:
“بشاشة وجه المرء خير من القِرَى.. فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك؟.”
ويحث على الإحسان:
“أحسن إذا كان إمكان ومقدرة.. فلن يدوم على الإحسان إمكان.”
ويقارن بين الدنيا والآخرة:
“ثواب الآخرة خير من نعيم الدنيا.”
ويحث على بر الوالدين والأقارب:
“عليك ببر الوالدين كليهما.. وبر ذوي القربى وبر الأباعد.”
ويحث على الجد والعمل:
“فعليكم بالجد والاجتهاد، والتأهب والاستعداد، والتزاود في منزل الزاد.”
ويوضح أهمية الأدب:
“لا ميراث أنفع من الأدب.”
ويصف أهل الدنيا:
“أهل الدُّنيا كركبٍ يُسارُ بهم وهم نيام.”
ويقارن بين مرارة الدنيا وحلاوة الآخرة:
“مرارة الدُّنيا حلاوة الآخرة، وحلاوة الدُّنيا مرارة الآخرة.”
ويحذر من بعض الناس:
“احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع.”
ويحث على اختيار من نطلب منه الحاجة:
“فوْتُ الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها.”
ويوصي بعدم الاستحياء من القليل:
“لا تستحي من إعطاء القليل، فإن الحرمان أقل منه.”
ويوضح حتمية النهاية:
“كل معدودٍ منقض، وكل متوقعٍ آتٍ.”
ويوضح قيمة الوطن في الغربة:
“الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة.”
ويوضح أهمية قول لا أدري للعالم:
“من ترك قول “لا أدري” أصيبت مقاتله.”
ويذكرنا بطبيعة القلوب:
“إنَّ هذه القلوب تملُّ كما تملُّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحِكم.”
ويختتم بتوضيح أهمية معرفة قدر النفس:
“هلك امرؤ لم يعرف قدره.”
من دُرر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
نستعرض هنا مجموعة أخرى من الحكم القيمة التي نُقلت عن الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:
- “لا يعدم الصبور الظفر، وإن طال به الزمان.”
- “من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر.”
- “كلُّ وعاءٍ يضيق بما جُعل فيه إلا وعاءُ العِلمِ فإنَّه يتسع.”
إن هذه الحكم تعلمنا أهمية الصبر والمثابرة، ومحاسبة النفس، والحرص على العلم والمعرفة.
ومن روائع وصاياه:
“أوصيكم بخمسٍ لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلاً: لا يرجونَّ أحدٌ منكم إلا ربَّه، ولا يخافنَّ إلا ذنبه، ولا يستحينَّ أحدٌ منكم إذا سئل عمَّا لا يعلم أن يقول لا أعلم، ولا يستحينَّ أحدٌ إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه، وعليكم بالصَّبر، فإن الصَّبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسدٍ لا رأس معه، ولا في إيمان لا صبر معه.”
وفي فضل الاستغفار:
“عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.”
ويقدم نصيحة قيمة في الأدب:
“كفى أدبا لنفسك تجنبك ما كرهته لغيرك.”
من روائع شعر علي بن أبي طالب
كان الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، شاعرًا بليغًا، وقد ترك لنا قصائد تعبر عن حكمته وعمق إيمانه. إليكم بعض الأبيات من شعره:
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ وَضاقَ لِما بِهِ الصَدرُ الرَحيبُ وَأَوطَنَتِ المَكارِهُ وَاِطمَأَنَّت وَأَرسَت في أَماكِنِها الخُطوبُ وَلَم تَرَ لِاِنكِشافِ الضُرِّ وَجهاً وَلا أَغنى بِحيلَتِهِ الأَريبُ أَتاكَ عَلى قُنوطٍ مِنكَ غَوثٌ يَمُنُّ بِهِ اللَطيفُ المُستَجيبُ وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ
تعبر هذه الأبيات عن الأمل والثقة بالله في أصعب الظروف.
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ وَأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ نَحيلُ الجِسمِ يَشهَقُ بِالنَحيبِ أَضرَّ بِجِسمِهِ سَهَرُ اللَيالي فَصارَ الجِسمُ مِنهُ كَالقَضيبِ وَغَيَّرَ لَونَهُ خَوفٌ شَديدٌ لِما يَلقاهُ مِن طَولِ الكُروبِ يُنادي بِالتَضَرُّعِ يا إِلَهي أَقِلني عَثرَتي وَاِستُر عُيوبِي فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ مُستَغيثاً فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ مِن مُجيبِ وَأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ طِبُّ وَمِن لي مِثلَ طِبِّكَ يا طَبيبي
رَأَيتُ رَبّي بِعَينِ قَلبي فَقُلتُ لا شَكَّ أَنتَ أَنتا أَنتَ الَّذي حُزتَ كُلَّ أَينٍ بِحَيثُ لا أَينَ ثَمَّ أَنتا فَلَيسَ لِلأَينِ مِنكَ أَينٌ فَيَعلَمُ الأَينُ أَينَ أَنتا وَلَيسَ لِلوَهمِ فيكَ وَهمٌ فَيَعلَمُ الوَهمُ كَيفَ أَنتا أَحَطتَ عِلماً بِكُلِّ شَيءٍ فَكُلُ شَيءٍ أَراهُ أَنتا وَفي فَنائي فَنا فَنائيوَفي فَنائي وَجَدتَ أَنتا
الحَمدُ لِلّهِ رَبّي الخالِقُ الصَمَدُ فَلَيسَ يُشرِكهُ في حُكمِهِ أَحَدُ هُوَ الَّذي عَرَّفَ الكُفّارَ مَنزِلَهُم وَالمُؤمِنونَ سَيَجزيهِم بِما وُعِدوا وَيَنصُرُ اللَهُ مَن والاهُ إِنَّ لَهُ نَصراً وَيَمثُلُ بِالكُفّارِ إِذ عَنَدوا قَومي وَقَوا لِرَسولِ اللَهِ وَاِحتَسَبوا شُمَّ العَرانينِ مِنهُم حَمزَةُ الأَسَدُ