موطن الميجالودون | غذاء هذا العملاق | خصائص الميجالودون | تاريخ الميجالودون | انقراض الميجالودون |
---|
موطن الميجالودون: رحلة عبر العصور
تُظهر الحفريات المكتشفة أن قرش الميجالودون، هذا العملاق البحري المنقرض، كان يسكن المياه الدافئة والضحلة التي غطت مساحات واسعة من الأرض خلال عصر الميوسين، أي منذ حوالي 23 إلى 5.3 مليون سنة. انتشر وجوده في معظم المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، بفضل الممرات البحرية الواسعة التي كانت تربط بين القارات آنذاك، مما سمح له بالتنقل بحرية.
غذاء الميجالودون: سيد السلسلة الغذائية
كان الميجالودون مفترسًا قمةً في بيئته، يتصدر السلسلة الغذائية. تُشير الأدلة إلى أنه كان يتغذى على الثدييات البحرية الكبيرة، مثل الحيتان والدلافين والفقمات. يُعتقد أنه كان يهاجم فريسته من خلال استهداف ذيلها أو زعانفها لمنعها من الهرب، مستعينًا بأسنانه القوية والمسننة (يصل عددها إلى 276 سنًا) لتمزيقها بفعالية.
خصائص الميجالودون: وصف العملاق
يُعتبر الميجالودون أكبر سمكة قرش عاشت على الأرض على الإطلاق. هذا الاستنتاج استند على دراسة الحفريات المكتشفة، التي تضمنت أسنانًا، و فقرات، وكشفت عن سمكة ضخمة ذات شكل طوربيدي، أنف مخروطي، وزعانف صدرية وظهرية كبيرة، وذيل قوي على شكل هلال. يبلغ متوسط طول الميجالودون حوالي 10.2 متر، مع تقديرات لبعض الأفراد بأن يصل طولهم إلى 25 مترًا! أما كتلة جسمه فتقدر بـ 30 إلى 65 طنًا متريًا، حيث كانت الإناث أكبر حجمًا من الذكور. وتميزت أسنانه الضخمة، التي يصل طول أكبرها إلى 17.8 سم، بشكلها المثلث، المسنن، والمماثل لأسنان سمك القرش الأبيض الكبير، إلا أنها أكبر بكثير.
تاريخ الميجالودون: تصنيف وتطور
أثار تصنيف وتطور الميجالودون وعلاقته بالقرش الأبيض الكبير جدلًا علميًا واسعًا. أطلق عليه عالم الطبيعة والجيولوجيا الأمريكي (Carcharodon Megalodon) عام 1835، وظل هذا التصنيف سائدًا حتى التسعينات، قبل أن يُصنف ضمن جنس (Carcharoles). يعتقد بعض العلماء أن الميجالودون والقرش الأبيض الكبير تطورا ضمن نفس السلالة (Carcharodon) من عائلة القرش (Lamnidea)، بناءً على تشابه أسنانهما المدببة. في حين يُصنف علماء آخرون الميجالودون ضمن سلالة أسماك القرش العملاقة (Otodontidea)، التي تعود أصولها إلى العصر الطباشيري (145-66 مليون سنة). وتشير دراسة حديثة (2012) إلى تطور القرش الأبيض الكبير من سلالة أسماك القرش الأمينية (Lamnidea) منذ حوالي 5 ملايين سنة، في أواخر عصر الميوسين وبداية عصر البليوسين، بناءً على تحليل لأسنانه.
انقراض الميجالودون: أسباب الاختفاء
يُعتقد أن الميجالودون انقرض في نهاية عصر البليوسين، أي قبل حوالي 2.6 مليون سنة، أو ربما قبل 3.6 مليون سنة وفقًا لأحدث الدراسات. ويرجع سبب انقراضه إلى عدة عوامل، منها دخول الأرض في عصر جليدي، أو ما يُعرف بالتبريد العالمي (Global Cooling)، حيث تطلبت بيئة الميجالودون مياه دافئة، وانخفضت درجة حرارة مياه البحر بشكل كبير مما أدى إلى نفوق أعداد ضخمة. كما ساهم اختلال السلسلة الغذائية، بسبب انخفاض أعداد الكائنات الحية التي كان يتغذى عليها الميجالودون، في انقراضه، مما أثر بشكل كبير على أعداد المفترسات في قمة السلسلة الغذائية.
المراجع:
- Alina Bradford (18/5/2021),”Megalodon”,LIVE SCIENCE
- John Rafferty ,”Megalodon “,Britannica
- Josh Davis,”Megalodon”,NATURAL HISTORY MUSEUM