عمر بن عبد العزيز: أقوال خالدة في الأخلاق والعدل

أقوال مأثورة وحكم من سيرة عمر بن عبد العزيز، تشمل الحكم المتعلقة بالأخلاق والدين والعدل والعلاقات الاجتماعية. استلهم من أقواله دروسًا في الحياة.

لمحة عن حياة الخليفة العادل

عمر بن عبد العزيز الأموي القرشي، المعروف بأبي حفص، هو الخليفة الأموي الثامن. يُعتبره الكثيرون خامس الخلفاء الراشدين لما اتصف به من عدل وتقوى. كان جدّه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وعمّه الخليفة عبد الملك بن مروان، وزوجته فاطمة بنت عبد الملك بن مروان.

نشأ في المدينة المنورة وتلقى تعليمه على يد صالح بن كيسان، حيث نهل من علوم الدين والأخلاق. ترك لنا رصيدًا غنيًا من الحكم والأقوال التي تحمل في طياتها الكثير من العبر والدروس المستفادة. فيما يلي، نستعرض بعضًا من هذه الحكم.

أقوال في تهذيب النفس

فيما يلي بعض الحكم والأقوال التي تُنسب إلى عمر بن عبد العزيز، والتي تعكس رؤيته للأخلاق الفاضلة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع:

  • يحكى أن جرير بن عثمان الرحبي دخل مع أبيه على عمر بن عبد العزيز، فسأله عن حال أبيه، ثم قال له: علمه الفقه الأكبر. قال: وما الفقه الأكبر؟ قال: القناعة وكف الأذى.
  • “قد أفلح مَنْ عُصم من المراء والغضب والطمع.”
  • “مَنْ عَدَّ كلامه مِنْ عمله قَلَّ كلامُه.”

هذه الأقوال تبرز أهمية القناعة والابتعاد عن إيذاء الآخرين، والتحكم في الغضب والطمع، وتدعو إلى التأمل قبل الكلام، فكلها صفات تسمو بالنفس وتجعلها أكثر نقاءً وصفاءً.

مواعظ دينية مؤثرة

فيما يلي مجموعة من النصائح الدينية المأثورة عن عمر بن عبد العزيز، والتي تعكس فهمه العميق للدين الإسلامي وأهمية العمل بتعاليمه:

  • “أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل .”
  • “اجتنبوا الاشتغال عند حضرة الصلاة، فمن أضاعها فهو لما سواها من شعائر الإسلام أشد تضييعا.”
  • قال له رجل أوصني، فقال: أوصيك بتقوى الله وإيثاره تخف عنك المؤونة وتحسن لك من الله المعونة.
  • “أكثر من ذكر الموت، فإن كنت في ضيق من العيش وسّعه عليك.”
  • “أيها الناس أصلحوا أسراركم تصلح علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم.”

هذه النصائح تحث على تقوى الله في السر والعلن، والمحافظة على الصلاة، وتذكر الموت، وإصلاح النية، فكلها أمور تقود إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

نظرات في مفهوم العدل

تتميز فترة حكم عمر بن عبد العزيز بالعدل والإنصاف، وقد ترك لنا العديد من الأقوال التي تعكس رؤيته لأهمية العدالة في الحكم والمجتمع:

  • “لا ينبغي للرجل أن يكون قاضياً حتى تكون فيه خمس خصال، يكون عالماً قبل أن يستعمل، مستشيراً لأهل العلم، ملقياً للرفع، منصفاً للخصم، مقتديا بالأئمة.”
  • “انثروا القمح على رؤوس الجبال ؛ لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.”
  • كتب أحد الولاة للخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطلب مالاً كثيراً ليبني سوراً حول عاصمة الولاية، فأجابه عمر، ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل ونقي طرقها من الظلم.

هذه الأقوال تؤكد على أهمية العلم والاستشارة والإنصاف في القضاء، وعلى ضرورة توفير الأمن الغذائي للجميع، وعلى أن العدل هو الحصن الحقيقي للدولة.

إرشادات في اختيار الأصحاب

ترك لنا عمر بن عبد العزيز بعض التوجيهات القيمة في مجال العلاقات الاجتماعية والصداقة، والتي تعكس حرصه على اختيار الصحبة الصالحة وتجنب الصحبة السيئة:

  • قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى-: من أراد أن يَصحبَنا فلْيَصحبْنا بِخمسٍ: يُوصل إلينا حاجة مَن لا تصل إلينا حاجته، ويدلّنا على العدل إلى ما لا نَهتدي إليه ، ويكون عوناً لنا على الحق، ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس، ولا يغتاب عندنا أحداً، ثم قال: ومَن لم يفعلْ فهو في حرجٍ من صُحبتنا والدخول علينا، إني لست بخيركم، ولكني رجل منكم غير أنّ الله جعلني أثقَلكم حِملاً.
  • لا تصاحب الفجار فتتعلم من فجورهم، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي ربه، وتخشع عند القبور، وذل عند الطاعة، واستعصم عند المعصية، واستشر الذين يخشون الله.
  • قال لعمر بن حفص: إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملاً من الخير.

هذه التوجيهات تشدد على أهمية اختيار الأصدقاء الذين يعينون على الخير ويدلون على العدل ويحفظون الأمانة ويتجنبون الغيبة، وعلى ضرورة الابتعاد عن صحبة الفجار، وعلى حسن الظن بالمسلمين.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أقوال مأثورة من حياة عمر بن الخطاب

المقال التالي

رأي الشريعة في أداء المرأة للعمرة بدون محرم

مقالات مشابهة