علم الديموغرافيا: دراسة السكان وتغيراتهم

ما هو علم السكان؟

يُعرف علم الديموغرافيا، أو علم السكان، بدراسة خصائص السكان من حيث الكم والكيف. يشمل ذلك دراسة حجم السكان، وكثافتهم، وتوزيعهم الجغرافي، ومعدلات نموهم، وهيكليتهم العمرية والجنسية. كما يتناول العوامل النوعية المؤثرة في السكان، مثل مستوى التعليم، والصحة، والدخل، والوضع الاجتماعي والاقتصادي.

ويُعرف علم الديموغرافيا أيضاً بأنه علم إحصائي واجتماعي وحيوي، يعتمد على تحليل البيانات الإحصائية المتعلقة بالبشر. فهو يدرس الولادات والوفيات والهجرات، مُستخدماً هذه البيانات لفهم التغيرات السكانية على مر الزمن.

تاريخ علم السكان

يُعتبر جون غرونت من الرواد الأوائل في هذا المجال، حيث أجرى في عام 1662م أول دراسة إحصائية حول الوفيات في لندن، معتمداً على سجلات الوفيات الأسبوعية من نهاية القرن السادس عشر. قام غرونت بتحليل هذه البيانات وتوزيعها حسب الجنس، بالإضافة إلى تقدير معدلات المواليد والوفيات. أثرت دراسات غرونت بشكل كبير على باحثين لاحقين مثل يوهان سيلش وغوتلش أوردنونج اللذين عملا على أول جدول إحصائي لسكان بروسيا عام 1765م.

شهد القرن الثامن عشر تطوراً ملحوظاً في أوروبا، حيث ازداد الاهتمام بالرعاية الصحية والتأمين على الحياة، ما أدى إلى توفير سجلات مدنية أكثر دقة تتضمن معلومات عن المواليد والوفيات. استمر هذا التطور في القرن التاسع عشر، مع تركيز أكبر على دراسة معدلات المواليد والوفيات في الدول الصناعية. وقد أسس الاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان عام 1928م، مما يدل على التطور المتزايد في هذا الحقل.

خصائص علم السكان

يتميز علم السكان بمجموعة من الخصائص الأساسية، أهمها:

• متابعة التغيرات في التركيبة السكانية.
• مراقبة الاختلافات في حجم السكان، بما في ذلك معدلات المواليد والوفيات والهجرة.
• إجراء الأبحاث السكانية لفهم احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية.
• تحليل التركيبة السكانية لتحديد الاحتياجات العامة.

نظريات علم السكان

يعتمد علم السكان على عدة نظريات، من أبرزها:

نظرية مالتوس

تُعتبر نظرية مالتوس، المعروفة أيضاً بمقالة مالتوس حول مبادئ السكان، علامة فارقة في تاريخ الدراسات السكانية. وتشير النظرية إلى أن نمو السكان أسرع من نمو الموارد، مما يؤدي إلى مشاكل مثل المجاعات والفقر. وقد ظهرت فيما بعد نظرية مالتوس الجديدة (Neo-Malthusian theory) التي تؤكد على نفس الفكرة.

نظرية التحول الديموغرافي

تقدم نظرية التحول الديموغرافي تفسيرين رئيسيين:

تفسير فرانك نوتستين: يقترح هذا التفسير أن الدول تمر بثلاث مراحل: مرحلة ارتفاع معدلات المواليد والوفيات، ومرحلة ارتفاع معدلات المواليد وانخفاض معدلات الوفيات (الانفجار السكاني)، ومرحلة انخفاض معدلات المواليد والوفيات. ويُفسر هذا التفسير انخفاض معدلات المواليد في الدول الغربية بسبب تحسن مستوى المعيشة.

تفسير بلاكر: يقسم هذا التفسير التحول الديموغرافي إلى خمس مراحل: مرحلة ثابتة عليا، ومرحلة توسع، ومرحلة توسع متأخر، ومرحلة ثابتة دنيا، ومرحلة منخفضة.

مصادر البيانات

يعتمد علم السكان على مصادر بيانات متعددة، أهمها:

التعداد السكاني: هو عملية رسمية لجمع البيانات السكانية، يجري عادة كل عشر سنوات، ويغطي الدولة بأكملها. ويشمل معلومات عن الأعمار، أماكن العمل، وغيرها من البيانات.

التسجيل: يعتمد على تسجبل البيانات الحيوية، مثل المواليد، والوفيات، والزواج، والطلاق، وغيرها من المعلومات على مدار السنة.