فهرس المحتويات
مقدمة
النفاق من الأخلاق الذميمة التي حذر منها الإسلام بشدة. إنّ المنافق يظهر خلاف ما يبطن، ممّا يجعله خطراً على المجتمع المسلم. وقد ورد في السنة النبوية بيان لعلامات تدل على وجود النفاق في الشخص. هذا المقال يستعرض أبرز هذه العلامات كما جاءت في الحديث الشريف.
بيان علامات النفاق
ورد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حديث شريف يوضح فيه العلامات التي تدل على النفاق، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
“آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أَخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ”.
يشير الحديث إلى ثلاث علامات رئيسية تميز المنافق، وهي التحدث بالكذب، وعدم الوفاء بالعهود، وخيانة الأمانة.
التحدث بالكذب
الكذب من أقبح الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان. وقد نهى الإسلام عنه تحذيراً من مغبّة الوقوع فيه. فالكذب يؤدي إلى الفجور، والفجور يؤدي إلى النار، كما جاء في الحديث النبوي الشريف:
“إنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا”.
وقد ذمّ الله الكاذبين في مواضع عديدة من القرآن الكريم. لقد كان الكذب متفشياً في الجاهلية، ثم جاء الإسلام ليطهّر النفوس منه ويدعو إلى الصدق. وأمر الله المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين:
“يا أَيُّهَاالَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ”.
عدم الوفاء بالعهود
إنّ الوفاء بالوعد من شيم الكرام، والإخلاف به من صفات المنافقين. وقد حثّ الإسلام على الوفاء بالعهود والوعود، لما في ذلك من حفظ للحقوق وصيانة للعلاقات بين الناس. وقد ذكر الله نبيّه إسماعيل -عليه السلام- وأثنى عليه لصدقه في الوعد:
“إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيّاً”.
وبيّن الله عاقبة إخلاف الوعد:
“فَأَعقَبَهُم نِفاقاً في قُلوبِهِم إِلى يَومِ يَلقَونَهُ بِما أَخلَفُوا اللَّـهَ ما وَعَدوهُ وَبِما كانوا يَكذِبونَ”.
فإخلاف الوعد يورث النفاق في القلب، ويستمر مع صاحبه إلى يوم القيامة.
الغدر بالأمانات
الأمانة صفة عظيمة، وهي دليل على صدق الإيمان وحسن الخلق. وقد أمر الله بالحفاظ على الأمانات وأدائها إلى أهلها. وقد ذكر الله من صفات المؤمنين:
“وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ”.
وخيانة الأمانة دليل على النفاق، لأنّ المنافق لم يحفظ الأمانة التي بينه وبين الله ورسوله، ولا الأمانة التي بينه وبين الناس. وقد عظّم الله شأن الأمانة، وبيّن أنّ السماوات والأرض والجبال أشفقت من حملها، لكن الإنسان حملها:
“إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً * لِّيُعَذِّبَ اللَّـهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُوراً رَّحِيماً”.
الأمانة هي الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، واستشعار مراقبته في السر والعلن. فمن أظهر القيام بها في العلن وتركها في السر فهو منافق، ومن تركها في السر والعلن فهو مشرك، ومن قام بها في كل أحواله فهو مؤمن.
خلاصة
في الختام، يجب على المسلم أن يتجنب صفات المنافقين، وأن يتحلى بالصدق والأمانة والوفاء بالعهود. فالإيمان قول وعمل، وليس مجرد ادعاء باللسان. والله نسأل أن يجعلنا من الصادقين المخلصين.