علامات الساعة الكبرى: أوبئة وأمراض في آخر الزمان

بحث في أحاديث نبوية تصف الأوبئة والأمراض المنتشرة في آخر الزمان، بالإضافة إلى انتشار الجهل والفواحش كعلامات من علامات الساعة.

فهرس المحتويات

الطاعون في آخر الزمان
وباء الجهل
انتشار الفواحش
الخلاصة
المراجع

الطاعون كعلامة من علامات الساعة

يُشير الحديث النبوي الشريف إلى الطاعون كواحد من علامات الساعة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الإِبِلِ، المُقِيمُ فِيهَا كَالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ)،[١]

يُفهم من هذا الحديث أن انتشار وباء الطاعون سيكون أحداثاً بارزة قبل نهاية العالم. وقد شهدت حقبة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وباءً واسع الانتشار، أودى بحياة العديد من الصحابة الكرام، منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه. [٢] مع ذلك، يبقى تحديد ما إذا كان هذا الوباء هو نفس الوباء المذكور في الحديث أو وباء آخر من الأمور الغيبية التي يعلمها الله وحده. ويبقى على كل مسلم الاستعداد الدائم لملاقاة الله عز وجل، سواءً في حالة وقوع وباء أو بدون.

انحسار العلم وشيوع الجهل

من علامات الساعة الكبرى، كما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، هو انحسار العلم وظهور الجهل. هذا الانحسار لا يعني فقط نقص المعرفة العلمية، بل يشمل أيضاً نقص المعرفة الدينية والأخلاقية. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(يُقْبَضُ العِلْمُ، ويَظْهَرُ الجَهْلُ والفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ، قيلَ يا رَسولَ اللَّهِ، وما الهَرْجُ؟ فَقالَ: هَكَذَا بيَدِهِ فَحَرَّفَهَا، كَأنَّهُ يُرِيدُ القَتْلَ)،[٣]

يشهد عصرنا الحالي انتشاراً واسعاً للجهل في شتى المجالات، خاصةً في الدين. فقد كان حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف من أهم سمات التربية الإسلامية في الماضي، بينما نجد اليوم نقصاً شديداً في هذا الجانب لدى الكثيرين، حتى بين طلاب الجامعات.

انتشار الفواحش والمعاصي

يُعدّ انتشار الفواحش والمعاصي، كالخمر والزنا، من علامات الساعة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال صلى الله عليه وسلم:(إنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَظْهَرَ الجَهْلُ، وَيَفْشُوَ الزِّنَا، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ، وَتَبْقَى النِّسَاءُ حتَّى يَكونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ).[٥]

يُلاحظ للأسف انتشار هاتين المعصيتين بشكلٍ واسع في الكثير من المجتمعات، مما يُسهم في انتشار الأمراض الاجتماعية والأخلاقية، بالإضافة إلى الأمراض الجسدية كالزهري والإيدز. إن انتشار هذه الظواهر دليل على قرب الساعة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عواقبها الوخيمة. كما جاء في حديث آخر: (خمسٌ بخمسٍ، ما نقض قومٌ العهدَ إلا سُلِّطَ عليهم عدَوُّهم، وما حكموا بغير ما أنزل اللهُ إلا فشا فيهم الفقرُ، ولا ظهرتْ فيهم الفاحشةُ إلا فشا فيهم الموتُ، ولا طفَّفوا المكيالَ إلا مُنِعوا النباتَ وأُخِذوا بالسِّنين، ولا مَنَعوا الزكاةَ إلا حُبِسَ عنهم القطرُ).[٧] ويُلاحظ هنا استخدام كلمة “فشا” للدلالة على الانتشار الواسع لهذه الظواهر.

ختاماً

تُشير الأحاديث النبوية إلى مجموعة من العلامات التي تدل على قرب الساعة، منها انتشار الأوبئة والأمراض، وشيوع الجهل، وانتشار الفواحش والمعاصي. يُحثّنا هذا على التوبة والاستغفار، والعمل الصالح، والالتزام بالدين الإسلامي، والاستعداد لملاقاة الله عز وجل في أي وقت.

المصادر

  1. رواه أحمد، في مسند أحمد، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:26182، إسناده جيد.
  2. محمود رجب الوليد،كشفُ المنن في علاماتِ الساعة والملاحم والفتن، صفحة 26. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:85، صحيح.
  4. محمود الوليد،كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن، صفحة 51. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2671 ، صحيح.
  6. ابن منظور،لسان العرب، صفحة 189. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3240، صحيح.
Total
0
Shares
المقال السابق

أحاديث الآحاد: تعريفها، أقسامها، وحجيتها

المقال التالي

نصائح النبي ﷺ في اختيار الزوجة أو الزوج

مقالات مشابهة