عظمة المسارح الرومانية: تاريخها، فنّها، وأشهر أمثلتها

فهرس المحتويات

دور المسارح الرومانية في الحياة الاجتماعية

لم تكن المسارح الرومانية مجرد أماكن لعرض المسرحيات، بل كانت مراكز حيوية في المجتمع الروماني. فقد استخدمت لعرض المسرحيات والمسابقات بين المصارعين، بالإضافة إلى عروض الحيوانات البرية، وحتى الحفلات الموسيقية، والمناقشات، وقراءات الشعر. سيرك ماكسيموس، على سبيل المثال، يمثل نموذجاً مثالياً على هذه البنايات الضخمة المصممة لاستضافة سباقات العربات.

بناء المسرح الروماني: هندسة متقنة

تميزت المسارح الرومانية ببنائها في الهواء الطلق، غالباً على تل منحدر أو أرض مستوية. كانت واجهتها الخارجية مزينة بزخارف منحوتة بدقة في الحجر، وتتميز بمداخل مقببة وأروقة أعمدة. انتشر بناء هذه المسارح بشكل واسع في القرن الرابع قبل الميلاد، بعد تحول الحكم الروماني من مملكة إلى جمهورية.

الاختلاف بين المسارح والمدرجات

يُلاحظ الفرق بين المسرح الروماني والمدرج. فالمسرح كان عادة نصف دائري، وفي كثير من الأحيان مسقوفاً. أما المدرجات، فكانت ذات شكل بيضاوي، مُصممة لاستيعاب أعداد كبيرة من المشاهدين. استوحى الرومان تصميماتهم من مسرح بومبي، أول مسرح روماني دائم بني من أحجار مكعبة الشكل.

معالم بارزة من عالم المسارح الرومانية

تتنوع المسارح الرومانية في أحجامها ومواقعها الجغرافية. سنلقي الضوء على بعض أشهرها:

المسرح الروماني في عمّان

بني مسرح عمّان في القرن الثاني الميلادي خلال عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس. يُقسم إلى ثلاثة مستويات طبقية، حيث جلس الحكام في المقدمة، تليهم الجنود، ثم عامة الشعب. ويُقام فيه حتى اليوم العديد من الفعاليات الفنية.

الكولوسيوم: رمز عظمة روما

يُعدّ الكولوسيوم في روما، الذي يزيد عمره عن 1900 عام، أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة. اشتهر بمعارك المصارعين وحيوانات البرية. يروي المؤرخون أن 9000 حيوان برّي قُتل خلال أول مئة يوم من افتتاحه. تعرض الكولوسيوم لأضرار كبيرة بسبب زلزال في القرن السابع الميلادي.

مدرج فيرونا: مسرح حيّ

يقع مدرج فيرونا في إيطاليا، وقد بُني في القرن الأول الميلادي. يُعتبر ثالث أكبر مدرج روماني، ولا يزال يُستخدم حتى اليوم لعروض الأوبرا والحفلات الموسيقية والفعاليات الفنية. وتُعرف فيرونا غالباً باسم “روما الصغيرة” لثراء معالمها الرومانية.

المسرح الروماني في قالمة (الجزائر)

يُعدّ المسرح الروماني في قالمة (كالاما سابقاً) في الجزائر من أهم المواقع الأثرية. بُني بين القرنين الثاني والثالث الميلادي في عهد الإمبراطور سيبتيموس، بتكلفة باهظة آنذاك. يتميز بتصميمه الهندسي المتميز وشرفاته الصخرية المخصصة لكبار الشخصيات، ويتسع لحوالي 4500 شخص. يُعتقد أنه استُخدم لعروض قتال الحيوانات المفترسة.