محتويات
ماهية العطاء التطوعي
الصدقة التطوعية هي فعل نبيل يتمثل في تقديم المال، الثياب، الطعام، أو أي شيء ذي قيمة للفقراء والمحتاجين، ابتغاء مرضاة الله تعالى دون رياء أو طلب مكافأة دنيوية. فهي عمل مستحب في جميع الأوقات، ويزداد فضلها في أوقات الشدة والحاجة. وقد حثّنا الله سبحانه وتعالى عليها بقوله: ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة:245]. كما أوصى بها رسول الله ﷺ بقوله: (الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النارَ)[صحيح].
أصول ومبادئ الصدقة التطوعية
لتحقيق أقصى منافع الصدقة، ينبغي مراعاة بعض الآداب، منها:
الآداب الضرورية
- الإخلاص لله: يجب أن تكون نية المتصدق خالصة لله تعالى، بعيداً عن أي رياء أو سمعة.
- اجتناب المن والأذى: يجب تجنب التسبب في أي أذى أو إحراج للمستفيد، فقد قال تعالى: ﴿لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ﴾ [البقرة: 264].
الآداب المرغوبة
- الأقارب أولاً: يُفضل التصدق على الأقارب المحتاجين قبل غيرهم، حتى وإن لم تكن هناك إلزامية شرعية بذلك.
- اختيار الأفضل: يُستحب تقديم صدقة جيدة النوع، حلال المصدر، ومحبوبة لدى المتصدق.
- الإسرار بالعطاء: يُفضل إخفاء الصدقة، لأن ذلك أقرب للإخلاص و أبعد عن الرياء. ومع ذلك، في بعض الحالات التي تخدم هدفًا إيجابيًا مثل تشجيع الآخرين على العطاء، جاز إظهارها مع مراعاة نية المتصدق.
- التصدق بما تيسر: لا يشترط أن تكون الصدقة كبيرة، بل يكفي التصدق بما يتيسر للفرد، مهما قلّت قيمته.
أثر العطاء على الفرد
للسدقة التطوعية أثر بالغ على الفرد، من أهمها:
- تنقية النفس من الصفات السيئة.
- الاقتداء بسنة النبي الكريم ﷺ في الكرم والجود.
- ثواب الله عز وجل وزيادة في الرزق.
- تنقية المال من غبار البيع.
- كسب الحسنات وغفران الذنوب.
- استمرار أجر الصدقة بعد الوفاة.
- وقاية من النار ودخول الجنة.
- حماية من عذاب يوم القيامة.
- النصر والتوفيق في الحياة.
- غرس قيم الكرم والعطف في النفس.
- حماية النفس من البخل والشح.
أثر العطاء على المجتمع
تمتد فوائد الصدقة التطوعية لتشمل المجتمع ككل، من خلال:
- تعزيز التعاون والتكافل الاجتماعي.
- إحياء روح المحبة والترابط بين أفراد المجتمع.
- إكمال رسالة الزكاة في بناء مجتمع متماسك.
- خلق الاستقرار والرخاء.
