عذاب قوم مدين: تفاصيل قصة سيدنا شعيب وكيف أهلك الله قوم مدين

تعرّف على قصة قوم مدين، الذين كانوا يعيشون في منطقة الحجاز، وكيف أهلكهم الله بسبب كفرهم وإصرارهم على الظلم والطغيان. تعرف على سيدنا شعيب الذي حاول نصحهم ونقلهم عن طريق الحق، لكنهم رفضوا وضلوا عن الصراط المستقيم. تعرّف على أنواع العذاب التي أهلك الله بها قوم مدين، وكيف دمرهم الله ليصبحوا عبرة لمن اعتبر.

فهرس المحتوى

عذاب قوم مدين

تُخبرنا النصوص الشرعية في القرآن الكريم عن أنواع العذاب التي أهلك الله -تعالى- بها قوم مدين، وهم قوم سيدنا شعيب عليه السلام. أول هذه الأنواع هو الرجفة، كما ورد في قول الله -تعالى-:

(فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ) [1]

الرجفة هي زلزال الأرض من تحت أقدامهم وعدم ثباتها [2].

ثاني أصناف العذاب هو الصيحة، والتي وردت في قول الله -تعالى-:

(وَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا شُعَيبًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ) [3]

الصيحة هي صوت شديد العلوّ يصدر من انفجار أو زلزال كبير.

وثالث أصناف العذاب هو الظلة؛ وهي السحابة شديدة الحرارة [2]، والتي عُرفت في القرآن الكريم بيوم الظلة [4]. أرسل الله -تعالى- على مدين الحرّ لسبعة أيّام، ولم يجدوا ما يظلّهم منه، ثمّ أرسل الله -تعالى- سحابةً يستظلّون بها. ذهب رجلٌ منهم تحتها فوجد الرّاحة، وتبعه بقية القوم، حتى إذا ما اجتمعوا تحتها اشتعلت ناراً وأصابتهم جميعهم. قال -تعالى-:

(فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [5، 6]

اجتمعت هذه الأصناف الثلاثة من العذاب على قوم شعيب -عليه السّلام-، جزاءً لهم على كفرهم وأفعالهم [7].

سبب هلاك قوم مدين

لم يكن قوم مدين يزِنون بالقسط ولا يوفون المكيال، وهو ما يُعرف بالتّطفيف. قال -تعالى-:

(وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إِنّي أَراكُم بِخَيرٍ وَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحيطٍ* وَيا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَالميزانَ بِالقِسطِ وَلا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ) [8، 9]

إضافة إلى ذلك، كانوا ينكرون نبيّهم شعيب -عليه السلام- ويهددونه بالقتل، كما بيّنه الله في قوله:

(لَنُخرِجَنَّكَ يا شُعَيبُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا) [10، 11]

كان شعيب -عليه السّلام- يدعوهم إلى توحيد الله -تعالى-، وترك التّطفيف في المكيال والميزان، وأمرهم بإيفاء الكيل، وألّا يُنقصوا من قيمة ما يملكه الآخرون. أخبرهم أنّ الله -تعالى- أنعم عليهم بنعم عديدة وفيرة، ومن الجحود مقابلة النّعمة بالمعصية والكفر. ثمّ أمرهم بترك الإفساد في الأرض من سّرقة، وقطع للطّريق [12]. كرّر دعوته ونُصحه لهم [13]، لكنهم رفضوا أن يؤمنوا به، وكذبوا كلّ ما يدعوهم إليه [14].

من هم قوم مدين؟

أهل مدين هم القوم الذين أرسل الله لهم شعيب -عليه السّلام-. كانوا يُعرفون بالقراءة؛ فقال فيهم الله -تعالى-:

(وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَـكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) [15]

المراد بثاوياً؛ أيّ مُقيماً، والمعنى من الآية هو قراءة التلميذ على معلمه ليقوم بالتصحيح له في قراءته حين وقوع الخطأ منه [16]. كانوا من الأعراب، يعود أصلهم إلى بني مَدين بن مديان بن إبراهيم الخليل. أمّا نبيّهم شعيب فقد ذكر ابن منبّه أنّه ممّن آمن بإبراهيم -عليه السّلام- عندما أُحرق في النّار، ثمّ هاجر معه إلى الشّام، وتزوّج إحدى ابنتي لوط -عليه السّلام- [17].

أماكن سكن قوم مدين

سكن أهل مدين قرية في طرف الشّام ناحية الحجاز، قريبة من بحيرة قوم لوط، تقع في أرض معان [17]. كان رسولهم شعيب -عليه السّلام- منهم، وأشرفهم نسباً، فاختاره الله -تعالى- ليكون رسولهم [18].

المراجع

  1. سورة الأعراف، آية:78
  2. أبصلاح الخالدي (2007)،القرآن ونقض مطاعن الرهبان(الطبعة 1)، دمشق :دار القلم ، صفحة 490. بتصرّف.
  3. سورة هود، آية:94
  4. مجموعة من المؤلفين (1993)،التفسير الوسيط للقرآن الكريم(الطبعة 1)، صفحة 1730، جزء 3. بتصرّف.
  5. سورة الشعراء، آية:189
  6. سعيد حوّى (1424)،الأساس في التفسير(الطبعة 6)، القاهرة :دار السلام، صفحة 3950، جزء 7. بتصرّف.
  7. محمد الأمين الشنقيطي (1426)،العذب النمير في مجالس الشنقيطي في لتفسير(الطبعة 2)، مكة المكرمة :دار عالم الفوائد، صفحة 126، جزء 5. بتصرّف.
  8. سورة هود، آية:84-85
  9. مجموعة من المؤلفين (1427)،الموسوعة الفقهية الكويتية(الطبعة 2)، الكويت :وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، صفحة 401، جزء 39. بتصرّف.
  10. سورة الأعراف، آية:88
  11. محمد الأمين الشنقيطي (1426)،العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير(الطبعة 2)، مكة المكرمة :دار عالم الفوائد، صفحة 639، جزء 5. بتصرّف.
  12. سعيد حوّى (1424)،الأساس في التفسير(الطبعة 6)، القاهرة :دار السلام ، صفحة 2591-2592، جزء 5. بتصرّف.
  13. وهبة الزحيلي (1418)،التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج(الطبعة 2)، دمشق :دار الفكر المعاصر، صفحة 113، جزء 30. بتصرّف.
  14. وهبة الزحيلي (1418)،التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج(الطبعة 2)، دمشق :دار الفكر المعاصر، صفحة 238، جزء 20. بتصرّف.
  15. سورة القصص، آية:45
  16. محمد متولي الشعراوي ،تفسير الشعراوي ، الخواطر، صفحة 10940. بتصرّف.
  17. أبإسماعيل بن كثير (1988)،البداية والنهاية(الطبعة 1)، بيروت :دار إحياء التراث العربي، صفحة 213. بتصرّف.
  18. سعيد حوّى (1424)،الأساس في التفسير(الطبعة 6)، القاهرة :دار السلام، صفحة 2591، جزء 5. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

كيف أهلك الله قوم فرعون؟

المقال التالي

مواضيع مثيرة للاهتمام للحديث مع خطيبك

مقالات مشابهة

أذكار تجلب الرزق

تُعدّ أذكار الرزق من أهمّ الوسائل المُجربة لجلب الرزق وتيسيره، وتُعدّ من أعظم العبادات التي تُقرب العبد من ربه، كما أنها تساهم في زيادة الرزق وبركته. إليك بعض الأدعية والأذكار التي تُساعد على جلب الرزق بمشيئة الله.
إقرأ المزيد