فهرس المحتوى
عذاب قوم لوط: قصةٌ من القرآن
تُعدّ قصة قوم لوط من القصص الهامة في القرآن الكريم، حيث تُبرز عذاب الله للظالمين الذين تمادوا في فواحشهم. دعا نبي الله لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عمّا يقومون به من الفواحش، لكنّهم رفضوا الإيمان، ولم يستجيبوا لدعوته، بل زادوا في فاحشتهم.
وحاولوا إخراج لوط عليه السلام من قريتهم، فأمر الله ملائكته بإيقاع العذاب بهم بما كانوا يفعلون، فلا رادّ لأمره عز وجل. فُخرج لوط عليه السلام ومن معه، وقيل لم يخرج معه أي رجل.
وعند شروق الشمس، كان عذاب الله عليهم في أشكالٍ مختلفة، منها:
* **اقتلاع قراهم:** اقتلع جبريل عليهم السلام قراهم ورفعها إلى عنان السماء ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها.
* **أمطار الحجارة:** أمطر الله عليهم حجارة من سجّيل، وهي حجارة صلبة وقوية مكتوب على كل حجر اسم من ستهبط عليه، فلم يبق منهم أحداً.
أصبح مكان سكناهم بحيرة مالحة ليس بها نفع، و ذلك عبرة وآية لقدرة الله.
قال تعالى: **(فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ)** [٢].
فواحش قوم لوط: أعمالٌ تُنكرُ
كان لوط معاصراً للخليل إبراهيم عليهما السلام، وقد ذكر الله تعالى قصته في القرآن بتركيز على سعي النبي لوط في منعهم من ارتكاب الفواحش التي كانوا يرتكبونها، فلم يسبقهم أحداً إليها. ومن أبرز أفعالهم:
* **إيتاء الرجال بشهوة:** فعلٌ لم يسبقهم إليه أحد، حيث كانوا يأتون الرجال بشهوة كما يأتون النساء.
* **قطع الطرق:** كانوا يقطعون الطرق ويقتلون المارة، ويسلبونهم، ويفعلون الفاحشة بهم.
* **الأقوال والأفعال غير اللائقة:** كانوا يفعلون ما لا يليق من الأقوال والأفعال في المجالس دون إنكار ذلك.
* **ظلم النفس:** كانوا يظلمون أنفسهم، ويشتمون بعضهم البعض.
* **العبث والتبذير:** كانوا يلعبون النرد، ويرتدون المصبغات، ويقاتلون بالديكة والكباش.
* **التشبه بالنساء:** كانوا يُلونون أصابعهم بالحنّاء، ويتشبه الرجال بالنساء، والعكس.
* **الأفعال غير اللائقة:** كانوا يُصفّرون، ويلعبون الحمام، ويسألون في المجلس، ويفكون أزرار اللباس.
* **الشرك بالله:** كانوا يشركون بالله، كما أنّ أوّل ظهور للوطية والسحاق كان على أيديهم.
موقع عذاب قوم لوط: البحث عن الآثار
تُشير المعلومات إلى أنّ مكان إقامة قوم لوط كان في منطقة تُسمّى سدوم، وتدل الدراسات الأثرية أنّها تقع في منطقة البحر الميت الذي يمتد على طول الحدود الأردنية الفلسطينية.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المنطقة قد تعرّضت إلى هزّة أرضيّة عنيفة، ويتبيّن من بُحيرة لوط التي وقع فيها العذاب، تُشير دلالاتها إلى وقوع كارثة كهذه، فبُحيرة لوط، أو ما يُسمّى بالبحر الميت، يقع في منطقة زلزالية وصدع تكتوني، كما يوجد في المنطقة فوهات بركانية على الضفة الغربية من البُحيرة، وطبقات من البازلت الناتج عن الحمم.
ومن الأمور المثيرة في المنطقة، أنّها أخفض منطقة على سطح الأرض، فهي تنخفض أربعمئة متر عن مستوى سطح البحر، ومع عُمق البحيرة، تصل إلى ثمانمئة. وكشفت صور الأقمار الصناعية وجود ست نقاط في عمق البحيرة، يُعتقد أنّها قُرى قوم لوط، كما يظهر أشجار وأغصان قديمة حفظها ملح البحر الذي بلغت كثافته أنّ قتل كل أشكال الحياة فيه، بعد أن كانت سديم من أكثر المناطق خُضرة وجمالاً.
المراجع
[1] ابن كثير (1968)، قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 259-270، جزء 1. بتصرّف.[2] سورة الحجر، آية: 74.
[3] وهبة الزحيلي (1418ه)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 230-231، جزء 21. بتصرّف.
[4] هارون يحيى (28-6-2010)، “القرآن الكريم ودمار قوم لوط”، www.quran-m.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2018. بتصرّف.