عدد المصلين اللازم لصلاة الجمعة

شروط إقامة صلاة الجمعة، وعدد المصلين الأدنى، واختلاف الفقهاء في ذلك.

محتويات

  1. فضل صلاة الجمعة ووجوبها
  2. الحد الأدنى للمصلين لصلاة الجمعة
  3. شروط صحة وجوب صلاة الجمعة
  4. المراجع

فضل صلاة الجمعة ووجوبها

تُعدّ صلاة الجمعة من أهمّ شعائر الإسلام، وهي فريضةٌ على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ مقيمٍ، كما ورد في كتاب الله وسُنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. يُشتقّ اسم “الجمعة” من اجتماع الناس للصلاة، أو جمع الجماعات، أو لِما يُروى من جمع خلق آدم عليه السلام في هذا اليوم، أو اجتماعه بحواء. وقد سمّاها كعب بن لؤي بهذا الاسم، بينما كان يُطلق عليها قديماً اسم “يوم العروبة”. وهي أفضل أيام الأسبوع بلا شك.

دلّ القرآن الكريم على وجوب صلاة الجمعة بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ [سورة الجمعة، الآية 9]. يُبيّن هذا الأمر الإلزام بالذهاب للصلاة، والنهي عن البيع يدلّ على وجوبها.

كما أكّدت السُنّة النبوية على وجوبها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ﴿لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ﴾ [صحيح مسلم]. وقد أجمع المسلمون على وجوبها.

الحد الأدنى للمصلين لصلاة الجمعة

اختلف الفقهاء في تحديد أقلّ عددٍ يُقيم به صلاة الجمعة، ونذكر آراء المذاهب الفقهية المختلفة:

  • الحنفية: اختلف الحنفية، فرأى أبو حنيفة ومحمد أنّه ثلاثة مصلّين بالإضافة للإمام، بينما ذهب أبو يوسف إلى اثنين بالإضافة للإمام. وقد روي أن مصعب بن عمير أقام الجمعة باثني عشر رجلاً.
  • المالكية: يرى المالكية أنّ أقلّ عدد هو اثنا عشر رجلاً أحراراً مستوطنين، بالإضافة إلى الإمام، بشرط بقائهم من بداية الخطبة حتى التسليم.
  • الشافعية والحنابلة: اتفق الشافعية والحنابلة على أن العدد الأدنى هو أربعون رجلاً من أهل وجوبها بالإضافة إلى الإمام، مستندين إلى رواية كعب بن مالك.

شروط صحة وجوب صلاة الجمعة

تنقسم شروط صلاة الجمعة إلى ثلاثة أنواع: شروط للصحة والوجوب معاً، وشروط للوجوب فقط، وشروط للصحة فقط.

شروط الصحة والوجوب معاً:

  • البلدة الجامعة: اختلفت المذاهب في تعريف البلدة الجامعة، فالحنفية اشترطوا وجود قاضٍ، والمالكية اشترطوا مكاناً صالحاً للاستيطان، والشافعية اشترطوا خطة أبنية، والحنابلة لم يشترطوا البنيان.
  • إذن السلطان: اختلف الفقهاء هنا أيضاً، فرأى الحنفية وجوب إذن السلطان، بينما ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم اشتراط ذلك.
  • دخول وقت الظهر: اتفق جمهور الفقهاء على أن وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر، بينما ذهب الحنابلة إلى أنّه أول وقت صلاة العيد.

شروط الوجوب فقط:

  • الإقامة في البلد: لا تجب على المسافرين.
  • الذكورية: لا تجب على النساء.
  • الصحة: يشترط السلامة من الأمراض التي تمنع الحضور.
  • الحرية: لا تجب على العبيد.
  • السلامة من العاهات: كأن يكون المصلّي شيخاً مُقعداً أو أعمى، مع اختلاف الفقهاء في حالة الأعمى.

شروط الصحة فقط:

  • الخطبة: اختلف الفقهاء في عدد الخطبتين و شروطها، فالحنفية يرون أن خطبة واحدة تكفي، بينما يرى المالكية والشافعية والحنابلة وجوب خطبتين.
  • الجماعة: شرط أساسي لصحة صلاة الجمعة، ويجب استمرار الجماعة من بداية الخطبة حتى نهاية الصلاة.
  • إقامة الجمعة في مكانٍ بارزٍ معلوم: يجب أن يكون مكان الصلاة معروفاً للجميع.
  • عدم تعدّد الجمعة: يُمنع إقامة أكثر من جمعة في البلدة الواحدة إلا لحاجة.

المراجع

المرجعالصفحةالجزءملاحظات
منصور البهوتي، كشاف القناع عن متن الإقناع20-212بتصرّف
ابن قدامة (1968)،المغني2183بتصرّف
أبو بكر الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع2681بتصرّف
محمد ابن عليش (1989)، منح الجليل شرح مختصر خليل4301بتصرّف
الخطيب الشربيني (1994)، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج545-5461بتصرّف
منصور البهوتي (1993)، دقائق أولي النهى لشرح المنتهى3121بتصرّف
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1992)، الموسوعة الفقهية الكويتية195-20427بتصرّف
Total
0
Shares
المقال السابق

الحد الأدنى للمصلين في صلاة الجماعة

المقال التالي

أصحاب أعلى ثروات على مستوى العالم

مقالات مشابهة