محتويات
وصف جزر العالم: تحفة معمارية فريدة
تُعدّ جزر العالم في دبي معلماً فريداً من نوعه، حيثُ تُشكل هذه الجزر الاصطناعية خريطةً مصغرةً لقارات العالم. تتألف من ثلاثمائة جزيرة صغيرة، يتراوح حجم كلّ جزيرة بين 250 ألفاً و 900 ألف قدم مربع. يفصل بين كلّ جزيرتين مسافة تتراوح بين خمسين ومئة متر من المياه. تمتدّ هذه الجزر على مساحة تقارب تسعة كيلومترات طولاً وستة كيلومترات عرضاً. وتتميز الجزر بتصميمها المبتكر، حيثُ تضمّ جزيرةً بيضاويةً الشكل مجوّفةً من الداخل. تمّ تقسيم الجزر إلى وحدات سكنية متنوعة، تتضمن بيوتاً خاصة، وفيلات فاخرة، ومنتجعات، وجزر مشتركة. وسيتمّ ربط الجزر عبر وسائل نقل بحرية وجوية متطورة.
تقع هذه الجزر على بعد أربعة كيلومترات من شاطئ جميرا، بالقرب من نخلة جميرا، وبين ميناء راشد وبرج العرب. وقد قامت شركة نخيل، ذات الخبرة في إنشاء مشاريع ضخمة مثل نخيل جميرا، بتطوير جزر العالم. وقد بلغت تكلفة إنشاء كلّ جزيرة صغيرة حوالي 6.6 مليار درهم إماراتي (1.8 مليار دولار أمريكي)، بينما بدأت أسعار البيع من 25 مليون درهم إماراتي (6.85 مليون دولار أمريكي).
التحديات التي تواجه جزر العالم
على الرغم من ضخامة هذا المشروع وتكلفته العالية، إلا أنه واجه تحديات كبيرة، أبرزها خطر تآكل الجزر وغرقها في مياه البحر. فقد أفادت تقارير إعلامية أن بعض الجزر بدأت تتآكل، وأن الرمال بدأت تغطي القنوات المائية بين الجزر. وذكرت صحيفة التلغراف اللندنية أن معظم الجزر لا تزال غير مأهولة، باستثناء جزيرة حاكم دبي (جزيرة غرينلاند). وأشارت الصحيفة أيضاً إلى توقف معظم أعمال البناء بسبب مشاكل مالية.
وقد ساهمت الأزمة المالية العالمية وهبوط أسعار العقارات في دبي في تراجع عدد المستثمرين، مما أدى إلى توقف العديد من المشاريع. لم يتم بيع سوى 70% من الجزر فقط. وتُظهر بعض الحالات الفردية حجم المشكلة، فمثلاً، أقدم مالك جزيرة أيرلندا، جون أو دولان، والذي دفع 38.4 مليون دولار أمريكي، على الانتحار بسبب ضغوط مالية. كما حُكم على مالك جزيرة بريطانيا، صافي قرشي، بالسجن أربع سنوات في دبي بسبب شيكات مرتجعة بعد أن دفع 68.8 مليون دولار أمريكي. وتسعى شركة بنغوين مارين جاهدةً لفسخ عقدها مع شركة نخيل لتقديم خدمات القوارب، والذي بلغ مليون جنيه إسترليني سنوياً.
المشاريع المتوقفة والآثار المالية
لقد أدت هذه التحديات إلى ظهور العديد من القضايا القانونية المتعلقة بانفصال بعض الشركات التابعة لدبي العالمية، المملوكة للحكومة. وقد تمّ إنشاء محكمة عالمية للنظر في هذه القضايا المتزايدة.
يُبرز هذا المشروع، بالرغم من حجمه الاستثنائي، مدى تعقيدات الاستثمار العقاري الضخم وتأثير العوامل الاقتصادية العالمية على مشاريع البنية التحتية الكبرى. فقد أصبحت جزر العالم مثالاً على نجاح هندسي مع تحديات اقتصادية ومالية كبيرة.