عبد الله بن رؤبة العجاج: نبذة عن حياته وشعره

من هو عبد الله بن رؤبة بن لبيد (العجاج)؟ نبذة عن حياته وأهم أشعاره. معلومات عن نسبه وزيجاته ووفاته.

من هو؟

العجاج هو الشاعر عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كتيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم. يعتبر من الشعراء المخضرمين، وينتمي إلى قبيلة تميم، وهي إحدى أكبر وأشهر القبائل العربية التي تركت بصمتها في السياسة والأدب. كان يُكنى بأبي الشعثاء، نسبة إلى ابنته الكبرى. نشأ العجاج في أسرة اشتهرت بالعلم، وكان أخوه العباس من علماء عصره، بالإضافة إلى كونه من شعراء الجاهلية.

لمحة عن حياته

تزوج العجاج ثلاث مرات. لم يرد ذكر لاسم زوجته الأولى، وهي والدة ابنه رؤبة وابنته الشعثاء. أما زوجته الثانية فكانت تدعى عقرب، بينما كانت الثالثة هي الدهناء، وهي بنت مسحل من بني مالك بن سعد. تزوج العجاج الدهناء في سن متقدمة من عمره. وقد سار ابنه رؤبة بن العجاج على دربه في الشعر، وبلغ شأناً عظيماً. كان للعجاج ابن آخر اسمه القطامي، ولكن لا توجد معلومات كثيرة عنه. كما كانت له ابنة اسمها حزمة، ولا يُعرف ما إذا كانت هي نفسها الشعثاء أم أخت لها.

وفاته

توفي العجاج في عهد الوليد بن عبد الملك، بعد أن تقدم به العمر. المصادر القديمة التي ترجمت له قليلة، مما أدى إلى نقص المعلومات حول حياته وتفاصيلها. وقد قام أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي، وهو من أهل البصرة وتوفي بعد سنة 330 هـ، بتأليف كتاب عن أخبار العجاج وابنه رؤبة، إلا أن هذا الكتاب قد فُقد ولم يصل إلينا.

نماذج من قصائده

ترك العجاج العديد من القصائد، وفيما يلي بعض الأمثلة عليها:

قصيدة يا صاح ما هاج الدموع الذرفا

يا صاحِ ما هاجَ الدُموعَ الذُرَّفا
مِن طَلَلٍ أَمسى تَخالُ المُصحَفا
ارُسومَهُ وَالمُذهَبَ المُزَخرَفا
اجَرَّت عَلَيهِ الريحُ حِتّى قَد عَفا
كلاكِلاً مِنها وَجَرَّت كَنَفا
وَكُلَّ رَجّافٍ يَسوقُ الرُجَّفا
مِنَ السَحابِ وَالسُيولَ الجُرَّفا
فَاطَّرَقَت إِلّا ثَلاثاً وُقَّفا
دَواخِساً في الأَرضِ إِلّا شَعَفا
وَمَبرَكاً مِن جامِلٍ وَمَعلَفا
وَقَد أَراني بِالدِيارِ مُترَفا
أَزمانَ لا أَحسَبُ شَيئاً مَنزَفا
أَزمانَ غَرّاءُ تَروقُ الشُّنَّفا
بِجيدِ أَدماءَ تَنوشُ العُلَّفا
وقَصَبٍ لَو سُرعِفَت تَسَرعَفا
أَجَمَّ لَولا لِينُهُ تَقَصَّفا
كَأَنَّ ذا فِدامَةٍ مُنَطّقا
قَطَّفَ مِن أَعنابِهِ ما قَطَّفا
فَغَمَّها حَولَينِ ثُمَّ استَودَفا

قصيدة إنا إذا ما الحرب حد نابها

إِنّا إِذا ما الحَربُ حَدَّ نابُها
وَطالَ بَعدَ قِصَرٍ أَسبابُها
نَرُدُّها مَفَلَّلاً كُلّابُها
بِأَسدِ غابٍ في الأَكُفِّ غابُها
غابُ وَشيجٍ سَلِبٍ كِعابُها
عَواتِرٍ يَرفِدُها اِضطِرابُها
لِيناً إِذا ما نَشِبَت حِرابُها
وَالخَيلُ تَعدو حَسَناً إِلهابُها
عَدوَ المَخاضِ سَرَّها جَنابُها
وَحالَ دونَ عُقرِها ضِرابُها
عُذافِراتٍ غُلُبٍ رِقابُها
قَد طالَ بَعدَ بُزلِها إِصعابُها
ظَلَّت بِأَرضٍ سامِقٍ أَعشابُها
مِنَ الرَيعِ صَخِبٍ ذُبابُها
إِني إِذا ما عُصبَةٌ أَنتابُها
ظالِمَةٌ قَد سَرَّني سِبابُها
أَصدُقُها الشَتمَ وَلا أَهابُها
حَتّى تُرى جاحِرَةً كِلابُها
إِذا القَوافي حُسِرَت أَثوابُها
وَجَدتُها مُفَتَّحاً أَبوابُها
مُقبِلَةً بِسَيلِها شِعابُها

المراجع

  1. أ الأصمعي، عبد الملك بن قريب، ديوان العجاج، صفحة 7-12. (بتصرّف)
  2. ب “يا صاح ما هاج الدموع الذرفا”، الديوان، تاريخ الاطلاع 13/2/2022.
  3. ج “إنا إذا ما الحرب حد نابها”، الديوان، تاريخ الاطلاع 13/2/2022.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أسرار وخفايا جسم الإنسان: رحلة في عالم الأعضاء والوظائف

المقال التالي

الإنصاف والتعاطف في الثقافة العربية الإسلامية

مقالات مشابهة