جدول المحتويات
- كرم عبد الرحمن بن عوف وإنفاقه
- مواقف مشهورة من بذله
- تجارته الناجحة وبركة دعاء النبي
- إرثه العظيم بعد وفاته
- دروس مستفادة من حياة عبد الرحمن بن عوف
كرم عبد الرحمن بن عوف وإنفاقه
عُرف الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- بكرمه الشديد وحبه للإنفاق في سبيل الله. كان من أغنياء الصحابة، وقد أنفق أمواله بسخاء على الفقراء والمجاهدين وأمهات المؤمنين. من أشهر مواقفه أنه باع أرضاً بأربعين ألف درهم وأنفقها جميعها على قومه، كما أنفق خمسمئة فرس للمجاهدين وألف وخمسمئة راحلة في يوم واحد. عند وفاته، أوصى بخمسين ألفاً من أمواله لتُنفق في سبيل الله.
وقد قيل عنه: “أهل المدينة جميعاً شركاء لابن عوف في ماله، ثلث يقرضهم، وثلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصلهم ويعطيهم”. كما تصدق بنصف ماله في يوم واحد، وأعتق ثلاثين ألف عبد في يوم آخر. هذه المواقف تدل على مدى كرمه وحبه للخير.
مواقف مشهورة من بذله
توجد العديد من المواقف التي تُظهر بذل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، ومنها:
- إنفاقه ثمانية آلاف درهم في يوم تبوك.
- إنفاقه سبعمئة بعير بما تحمل في سبيل الله.
- تصدقه بأربعمئة دينار لأهل بدر، وكان عددهم مئة رجل.
- إعتاقه ثلاثين عبداً في يوم واحد، وقيل إن عدد من أعتقهم بلغ ثلاثين ألف عبد.
- إهداؤه حديقة لأمهات المؤمنين قُدر ثمنها بأربعمئة ألف درهم.
هذه المواقف تُظهر مدى سخائه وحبه للإنفاق في سبيل الله، مما جعله من أشهر الصحابة في الكرم.
تجارته الناجحة وبركة دعاء النبي
عندما هاجر عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- إلى المدينة، كان فقيراً لا يملك شيئاً. آخى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بينه وبين سعد بن الربيع من الأنصار، الذي عرض عليه أن يناصفه جميع ماله، لكن عبد الرحمن رفض ذلك ودعا له بالبركة في ماله. طلب عبد الرحمن من سعد أن يدله على السوق، فبدأ بالتجارة وربح منها.
تزوج عبد الرحمن امرأة بزنة نواة من ذهب، وكسب من تجارته مالاً كثيراً. بعد وفاته، ترك ألفاً من الإبل وثلاث آلاف شاة ومئة فرس وعشرين ناضحاً، كما ورثت كل زوجة من زوجاته الأربع ثلاثة وثمانين ألفاً. كل هذا المال كان ببركة دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- له.
إرثه العظيم بعد وفاته
ترك عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- إرثاً عظيماً من الأموال والأملاك بعد وفاته. كان لديه ألفاً من الإبل وثلاث آلاف شاة ومئة فرس وعشرين ناضحاً، بالإضافة إلى أمول كثيرة. ورثت كل زوجة من زوجاته الأربع ثلاثة وثمانين ألفاً، مما يدل على مدى ثرائه ونجاحه في التجارة.
كان عبد الرحمن مثالاً للصحابي الذي جمع بين الغنى والإنفاق في سبيل الله، مما جعله من أعظم الصحابة في التاريخ الإسلامي.
دروس مستفادة من حياة عبد الرحمن بن عوف
تقدم حياة عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- العديد من الدروس المستفادة، منها:
- أهمية الكرم والإنفاق في سبيل الله.
- البركة في المال تأتي من الإخلاص في العمل والدعاء.
- التجارة الناجحة يمكن أن تكون وسيلة لخدمة الدين والمجتمع.
- العطاء لا يقلل من المال بل يزيده بركة.
عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- كان مثالاً يحتذى به في الكرم والإخلاص، وتاريخه يظل مصدر إلهام للمسلمين في كل زمان ومكان.
المراجع
- محمد نصر الدين عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 570-571، جزء 1.
- علي بن أبي الكرم بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، الطبعة الأولى، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 475، جزء 3.
- محمد حسن عبد الغفار، فضائل الصحابة، صفحة 4، جزء 11.
- صفة الصفوة، القاهرة: دار الحديث، صفحة 132، جزء 1.
- موسى بن راشد العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون «دراسة محققة للسيرة النبوية»، الطبعة الأولى، الكويت: المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 281، جزء 4.
- محمد يوسف الكاندهلوي (1999)، حياة الصحابة، الطبعة الأولى، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 419، جزء 2.
- أحمد بن عبد الوهاب البكري، شهاب الدين النويري (1423هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب، الطبعة الأولى، القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 452، جزء 19.
- أحمد بن عبد الله بن محمد، محب الدين الطبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة، الطبعة الثانية، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 313، جزء 4.
- شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة: دار الحديث، صفحة 65، جزء 3.
- يوسف بن عبد الله النمري (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، الطبعة الأولى، بيروت: دار الجيل، صفحة 847، جزء 2.