عبادة النبي ﷺ قبل وبعد البعثة

رحلة عبادة النبي محمد ﷺ من غار حراء إلى المساجد، وكيف تطورت عبادته مع مرور الزمن

فهرس المحتويات

البندالرابط
عبادة النبي قبل البعثة #pre-prophethood
مكان العبادة قبل البعثة #place-pre-prophethood
طبيعة عبادة النبي قبل البعثة #nature-pre-prophethood
حكمة اختيار مكان العبادة قبل البعثة #wisdom-pre-prophethood
عبادة النبي بعد البعثة #post-prophethood
أماكن عبادة النبي بعد البعثة #places-post-prophethood
عبادة النبي بعد البعثة: طبيعتها وأبعادها #nature-post-prophethood

عبادة النبي ﷺ قبل البعثة

قبل بعثة النبي محمد ﷺ، وفي زمن كانت فيه أغلب القبائل العربية تعبد الأصنام، كان النبي ﷺ من القلة النادرة التي لم تنحرف عن التوحيد. كان ﷺ يكنّ الكراهية لما كانوا عليه من ضلال، مُفضلاً الانفراد والتأمل في خلق الله العظيم.

مكان عبادته قبل البعثة

كان غار حراء ملاذه الروحي. يقع هذا الغار شمال شرقي المسجد الحرام على جبل حراء، أعلى مكة المكرمة، على يسار القادم من منى، يُقدّر بعده عن مكة بحوالي 4.8 كيلومترات ويرتفع حوالي 634 متراً. كان النبي ﷺ يقصد الغار كل رمضان، مُعتكفاً فيه أياماً عدة، متزوداً بما يحتاجه من طعام وشراب.

طبيعة عبادة النبي ﷺ قبل البعثة

لم تكن عبادته ﷺ في غار حراء طقوساً مُحددة، بل كانت تأملاً عميقاً في عظمة الخالق وجلال خلقه، بحثاً عن معاني الوجود ومصير البشرية. كان ﷺ يسعى لإجاباتٍ لا يجدها عند الأصنام أو البشر، مُستعيناً بتفكره وطاعته لله. وكانت هذه العبادة آخر مراحل رحلته قبل النبوة. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه -وهو التَّعَبُّدُ- اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلها). [٥]

وبقي على هذه الحال حتى نزل عليه الوحي بقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [٦]. وهنا وجد النبي ﷺ ضالته، كما في قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) [٧].

حكمة اختيار غار حراء

اختار النبي ﷺ غار حراء لحكم متعددة: الخلوة والعبادة، والقرب من الكعبة المشرفة، حيث إن النظر إليها عبادة بحد ذاتها. كما أن بُعد الغار و صعوبة الوصول إليه أَمّنا له الخصوصية الكاملة، مُساعداً على صفاء روحه وقربه من الحق.

وكان اختلاء النبي ﷺ في غار حراء بمثابة تنقية لروحه، وتهيئة له لنيل الوحي. وهذه الخلوة تُعدّ درساً للمسلمين في أهمية الانسحاب للحساب النفس والقرب من الله.

عبادة النبي ﷺ بعد البعثة

بعد نزول الوحي، تغيرت طبيعة عبادته ﷺ. فقد وجد خالقه، وبدأ جبريل عليه السلام بنزول الوحي عليه، مُعلّماً إيّاه أحكام الدين، وكيفية عبادة الله على أكمل وجه. وبدأ ﷺ بمهمة الدعوة إلى الإسلام.

أماكن عبادة النبي ﷺ بعد البعثة

تعددت أماكن عبادته ﷺ بعد البعثة، وذلك وفقاً لمراحل الدعوة: السرية ثم الجهرية.

المرحلة الأولى (الدعوة السرية): كانت عبادته ﷺ وأصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم، حيث كانوا يُعلّمون الناس ما نزل من القرآن الكريم.

المرحلة الثانية (الدعوة الجهرية): تعددت أماكن عبادته ﷺ في هذه المرحلة، منها: صلاة النبي ﷺ في الكعبة المشرفة، وصلاة النبي ﷺ في مسجد قباء كل يوم سبت، وصلاة النبي ﷺ في بيته، إذ كان يصلي السنن في بيته، أما الفرائض فكان يُصليها جماعة في المسجد.

روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يأتي مسجد قباء كل يوم سبت ماشياً وراكباً (كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأْتي مَسْجِدَ قُباءٍ كُلَّ سَبْتٍ ماشِيًا وراكِبًا).[١٥]

عبادة النبي ﷺ بعد البعثة: طبيعتها وأبعادها

بعد البعثة، كان النبي ﷺ يُجسّد أسمى معاني العبادة في جميع أفعاله. كانت عبادته ﷺ مثالاً للمسلمين. فهو ﷺ كان أكثر الناس تصدقاً، وكان يصوم كل اثنين وخميس، وكان ذاكراً لله شاكراً لنعمه. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ).[٢٠]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت:(أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: افلا اكون عبدا شكورا).[١٧]

كان النبي ﷺ قدوة في الهمة العالية في العبادة، مُجسداً أروع صور التقوى والخشوع.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

قصر المصمك: تاريخ، هندسة، وأهمية

المقال التالي

مسكن الزير سالم ورحلته

مقالات مشابهة