فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
جوهر العبادة: فهم المفهوم | الفقرة الأولى |
أنماط العبادة وأشكالها المتنوعة | الفقرة الثانية |
العبادة والإيمان: رابطة وثيقة | الفقرة الثالثة |
الدعوة إلى العبادة في كتاب الله وسنة نبيه | الفقرة الرابعة |
ثمار العبادة وفضلها على الفرد والمجتمع | الفقرة الخامسة |
أفضل العبادات وأهميتها | الفقرة السادسة |
شروط قبول العبادة وأركانها | الفقرة السابعة |
هدف وجود الإنسان: عبادة الخالق | الفقرة الثامنة |
جوهر العبادة: فهم المفهوم
تُعرّف العبادة لغوياً بأنها الخضوع والتذلل لله تعالى تعظيماً له، وهي أسمى من مجرد الطاعة. شرعاً، هي الانقياد التام لله، والتقرّب إليه بما يحبه ويرضاه من أقوال وأفعال، ظاهرة كانت أم باطنة. الله -سبحانه وتعالى- أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعبادته قائلاً: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [١]. كما أن الملائكة مثالٌ حيٌّ للعبادة الدائمة لله، كما وصفهم الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) [٢]. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، عرّفها بأنها كل ما يحبه الله ويرضاه من أقوال وأفعال، سواءً كانت سرية أو علنية.
أنماط العبادة وأشكالها المتنوعة
تتنوع العبادات بين قلبيّة، ولسانية، وجسمية، ومالية، ومركبة. العبادات القلبيّة تشمل الحبّ والإخلاص والرجاء والخوف من الله. العبادات اللسانية تتضمن الشهادة لله بالوحدانية، وتلاوة القرآن الكريم، وذكر الله. أما العبادات الجسدية فتتضمن الصلاة، والصوم، والحج، والجهاد. العبادات المالية تشمل الزكاة وغيرها من أنواع الصدقات. وأخيراً، العبادات المركبة تجمع بين أكثر من نوع، كالحج مثلاً. يُمكن تصنيفها أيضاً بناءً على نفعها: ذاتية كقراءة القرآن، ومتعدية كإخراج الزكاة. وبناءً على التذلل: كونيه شاملة للجميع، وشرعية خاصة للمؤمنين.
العبادة والإيمان: رابطة وثيقة
الإيمان في الإسلام قولٌ وعملٌ. قول القلب بالتصديق، وقول اللسان بالشهادتين، وعمل القلب بالتوكل والمحبة، وعمل الجوارح بالصلاة والصيام والحج. العلاقة بين العبادة والإيمان علاقة جوهرية، فالعبادة هي تجسيد حيّ للإيمان، كما أن العبادة شاملة لكل ما يحبه الله من أقوال وأفعال باطنة وظاهرة، بما في ذلك أعمال القلب والجوارح وقول اللسان.
الدعوة إلى العبادة في كتاب الله وسنة نبيه
حثّ القرآن الكريم مراراً على عبادة الله وحده، ونبذ الشرك، كما في قوله تعالى: (وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [١٤]. كما حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على الاجتهاد في الطاعة، والحرص على أنواع العبادات، كقوله صلى الله عليه وسلم لعليّ وفاطمة: (أَلا تُصَلِّيَانِ) [١٦]، حاثاً إيّاهما على صلاة القيام.
ثمار العبادة وفضلها على الفرد والمجتمع
الله -تعالى- غنيّ عن عبادة خلقه، إلا أن إفراده بالعبادة حقٌّ له عليهم. يُروى عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قوله لمُعاذ بن جبل: (هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ عَلَىٰ عِبادِهِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: حَقُّ اللَّهِ عَلَىٰ عِبادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا…) [١٩]. وتعود العبادة على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة، بتحقيق الانسجام مع الكون، كما في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [٢١].
أفضل العبادات وأهميتها
تُعدّ إقامة الفرائض واجتناب المحرمات من أفضل العبادات، كما أن قراءة القرآن الكريم من أفضل العبادات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ عِبادَةِ أُمَّتِي قِراءةُ القُرْآنِ) [٢٥]. كذلك الدعاء من أفضل العبادات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ العِبادَةِ الدُّعَاءُ) [٢٧].
شروط قبول العبادة وأركانها
من أهم شروط قبول العبادة الإخلاص، أي أن يكون القصد لله وحده، دون رياء أو سمعة، كما قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) [٢٩]. ومن الشروط أيضاً اتباع شرع الله في العبادة، الصدق في النية، كمال المحبة والخضوع لله، واليسر في العبادة، والتوازن بين أنواع العبادات المختلفة، والشمول في العبادة، لتشمل جوانب الحياة كلها.
هدف وجود الإنسان: عبادة الخالق
خلق الله الإنسان ليعبده، كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [٤٥]. وجعل الله الإنسان خليفةً في الأرض، لِيُؤدِّيَ واجبه في عبادة الله، واتباع رسله، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [٤٧]. فالعبادة هي غاية وجود الإنسان وهدف خلقه.
[١] سورة الحجر، آية: 99. [٢] سورة الأعراف، آية: 206. [١٤] سورة يس، آية: 22. [١٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب. [١٩] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاذ بن جبل. [٢١] سورة فصلت، آية: 11. [٢٥] رواه السفاريني الحنبلي، في شرح كتاب الشهاب. [٢٧] رواه السيوطي، في الجامع الصغير. [٢٩] سورة البينة، آية: 5. [٤٥] سورة الذاريات، آية: 56. [٤٧] سورة النحل، آية: 36.