أنواع العبادات: جسدية، لسانية، وقلبية
شرع الله -تعالى- العبادات مُتّفقةً مع الفطرة البشرية، مُتنوّعةً في أشكالها. فمنها ما هو جسدي، كالصلاة والصيام والحج والجهاد؛ وما هو لفظي، كتلاوة القرآن والدعاء ونطق الشهادتين؛ وأخيراً ما هو قلبي، وهو ما يُعنى به هذا المقال.
تُعتبر جميع هذه الأنواع من العبادات، سواء كانت نيّات أو أقوالاً أو أفعالاً، مقبولة عند الله -عزّ وجلّ- فقط إذا كانت خالصة لوجهه الكريم، دون رياء أو سمعة.
معنى العبادات القلبية
العبادات القلبية هي تلك التي تنبع من القلب مباشرةً، وتُعدّ جوهر الإيمان. إنها أفعال باطنية، كالنية والإيمان والتوكل، وهي لا تقبل النيابة، بعكس العبادات الجسدية التي قد تقبل ذلك في بعض الحالات. مثال على ذلك، نية الحاج في حجّه، فإن كانت نية نيابة عن شخص آخر، فهي مرتبطة بعمل جسدي (الحج) يُقبل فيه النيابة.
أمثلة على العبادات القلبية
تتعدد العبادات القلبية، ومن أهمّها:
- الإخلاص لله وحده: كما جاء في حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).[٤]
- محبة الله عزّ وجلّ: يُشير القرآن الكريم إلى فضل محبة الله -عزّ وجلّ- بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} [٥]. فمحبة الله هي أساس الإيمان، وتُطهّر القلب وتُقربه من الخالق.
- بغض الكافرين والمعادين لدين الله: كراهية من يُعارض دين الله -عزّ وجلّ- تعتبر من العبادات القلبية التي تُقرب العبد من ربه.
- التوكل على الله تعالى: التوكل الكامل على الله -عزّ وجلّ- في جميع أمور الحياة من أهمّ العبادات القلبية.
- الخوف من الله تعالى: الخشية من معصية الله -عزّ وجلّ- وعقابه من العبادات القلبية التي تُنير الطريق إلى التقوى.
- الرجاء والأمل بالله تعالى: الأمل برحمة الله -عزّ وجلّ- وفضله من العبادات التي تُجدد الروح وتُعطي القوة.