مقدمة
تعتبر سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- المصدر الثاني للتشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم. وتشمل السنة أقواله وأفعاله وتقريراته. لقد حرص الصحابة رضوان الله عليهم على نقل السنة إلينا، ومن واجبنا تعلمها والعمل بها. ومع مرور الزمن، قد تغيب بعض هذه السنن عن أذهان الناس، أو يقل العمل بها. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض العادات النبوية المتعلقة بالنساء والتي قد لا يلتزم بها الكثيرون في هذا العصر.
عادات نبوية خاصة بالنساء
هناك العديد من العادات النبوية التي حث الإسلام النساء عليها، ولكن مع الأسف، قد لا نجد الكثيرات يلتزمن بها في زمننا هذا. هذه العادات تهدف إلى حماية المرأة، وصيانتها، والحفاظ على حيائها وعفتها. فيما يلي بعض هذه العادات:
استطالة الثوب للمرأة
من السنة أن تطيل المرأة ثوبها بمقدار ذراع بعد الكعبين، وذلك لزيادة الستر وعدم كشف القدمين. ولا يجوز أن تزيد عن الذراع، لأن الزيادة عن ذلك تعتبر من الخيلاء. فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:”مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ، فقالَت أمُّ سَلمةَ: فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟ قالَ: يُرخينَ شبرًا، فقالت: إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ، قالَ: فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ”.
آداب الطريق للنساء
حرص الإسلام على حماية المرأة من الفتن، ولذلك حثها على المشي في حافات الطريق، وتجنب المشي في منتصف الطريق، لأنه قد يكون موضع فتنة واختلاط بالرجال. وقد ورد عن مالك بن ربيعة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال:”استأخِرْنَ؛ فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطريقَ عليكن بحافَاتِ الطريقَ، فكانت المرأةُ تلتصقُ بالجدارِ حتى إن ثوبَها ليتعلَّقُ بالجدارِ من لصوقِها به”.
الذهاب إلى المسجد في الليل
أباح الإسلام للنساء الخروج إلى الصلاة في المسجد بشرط الالتزام بالستر وعدم التبرج وتجنب وضع العطور. ومن السنة أن تخرج المرأة ليلاً للصلاة، لأن الليل أستر لها. وقد ذُكر أنّ الصاحبيات كنّ يخرجن لصلاتي الفجر والعشاء. فعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- قال:”كانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ والعِشاءِ في الجَماعَةِ في المَسْجِدِ، فقِيلَ لَها: لِمَ تَخْرُجِينَ وقدْ تَعْلَمِينَ أنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذلكَ ويَغارُ؟ قالَتْ: وما يَمْنَعُهُ أنْ يَنْهانِي؟ قالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ”، وعنه أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:”إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ باللَّيْلِ إلى المَسْجِدِ، فَأْذَنُوا لهنَّ”.
لزوم البيت إلا لحاجة
من السنة أن تلزم المرأة بيتها وألا تخرج إلا لقضاء حاجة، وذلك أسلم لها من الوقوع في الفتن والاختلاط مع الرجال. قال تعالى:(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).
الخضاب للنساء
يستحب للمرأة خضاب الشيب في غير السواد، وكذلك يستحب لها خضاب يديها ورجليها، لأنها زينتها. وهذه السنة قد تضاءلت مع انتشار أصباغ الشعر والأظافر المختلفة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:”إنَّ أحسنَ ما غيرتُم به الشيبَ الحناءُ والكتمَ”، وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت:”أومت امرأةٌ من وراءِ سترٍ بيدِها كتابٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقبضَ النَّبيُّ يدَهُ فقالَ ما أدري أيدُ رجلٍ أم يدُ امرأةٍ قالت بلِ امرأةٌ قالَ لو كنتِ امرأةً لغيَّرتِ أظفارَكِ يعني بالحنَّاءِ”.