جدول المحتويات
عائشة رضي الله عنها وعدم إنجابها
لم يرزق الله تعالى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالأبناء إلا من السيدة خديجة -رضي الله عنها-، كما رُزق بابنه إبراهيم من مارية القبطية. لحكمة أرادها الله، لم تُرزق أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بأبناء من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-. ومع ذلك، كانت عائشة -رضي الله عنها- من أحبّ الناس إلى قلب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، لدرجة أنّ الصحابة الكرام كانوا يدركون مكانتها العظيمة عنده. فكانوا يتحرّون إهداء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الليلة التي يقضيها في بيتها، تعبيرًا عن تقديرهم لمكانتها.
وقد أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ زواجه من عائشة -رضي الله عنها- كان بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، إذ رآها في المنام مرارًا وتكرارًا، يُسمّى باسمها زوجةً له، حتى قضى الله تعالى أن يتم هذا الزواج المبارك.
صور من خدمة عائشة للنبي في بيته
كانت عائشة -رضي الله عنها- مثالًا للزوجة الصالحة لزوجها النبيّ -عليه الصلاة والسلام-. تجلّت خدمتها له في جوانب عديدة من حياتهما اليومية، منها:
- الخدمة في شؤون البيت: كانت أمّ المؤمنين عائشة تقوم بأعمال البيت المتنوعة، فكانت تطحن الدقيق، وتفتل القلائد التي تُهدى إلى بيت الله الحرام، وكانت تطيّب النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
- إكرام ضيوف النبي: كانت عائشة -رضي الله عنها- تحرص على إكرام ضيوف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فكانت تعدّ لهم الطعام وتقدّم لهم الشراب بكل حفاوة وترحيب.
- المحادثة اللطيفة والأدب في الحديث: كانت عائشة -رضي الله عنها- تجالس النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وتسّليه بأحاديثها الشيقة، فكانت تروي له أخبارها وأخبار الناس، وتبادله أطراف الحديث برقة وأدب.
- التزين للنبي: كانت عائشة -رضي الله عنها- تهتم بمظهرها أمام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فكانت تحرص على أن تكون في أبهى حلة، فكانت ترتدي الملابس الجميلة، وتتزين بالذهب، وتتطيب بأجمل العطور، وتستخدم السواك لتطيب رائحة فمها.
مكانة عائشة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يبادل زوجته عائشة -رضي الله عنها- الحبّ بالحبّ والإحسان بالإحسان. لم يخفِ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حبه لعائشة، بل كان يصرح لأصحابه بأنها أحبّ الناس إليه. ومن مظاهر هذا الحب، أنه إذا شربت عائشة من إناء، كان يضع فمه مكان فمها ويشرب منه، تعبيرًا عن قربه منها ومحبته لها. كما كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يتكئ في حجرها -رضي الله عنها-، دليلًا على راحته واطمئنانه بوجودها بجانبه.
وقد ورد في السنة النبوية ما يؤكد مكانة عائشة رضي الله عنها، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام”.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: “أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: فمن الرجال؟ قال: أبوها”. (رواه البخاري ومسلم)