ظاهرة التسول: تعريفها، أسبابها، وحلولها

ظاهرة التسول مشكلة اجتماعية خطيرة تؤثر على الأمن والسلامة في المجتمع. في هذا المقال، نستكشف تعريف ظاهرة التسول، أساليبها المختلفة، أنواعها، أسبابها، ونتائجها السلبية، بالإضافة إلى عرض الحلول المقترحة للحد من انتشار هذه الظاهرة.

جدول المحتويات

تعريف ظاهرة التسول

تعود أصل كلمة “التسول” في اللغة العربية إلى الفعل الثلاثي “سَوِلَ” بكسر الواو، بمعنى “استرخى”. يُقال “سَوِلَ فلان” أيّ استرخى بطنه، ويُقال “سوّل له أمراً” أيّ أغراه به، وسهّله له. كذلك، تأتي “السُّؤْل” و”السُّولُ” بمعنى الطلب، أو الحاجة، أو الأمنية. المُتسوِّل هو الفاعل من الفعل “تَسَوَّلَ” وهو مًن يستجدي الناس عطاءً. [1]

أما اصطلاحاً، فإن المتسول هو كلّ شخص يطلب المال والمساعدات العينية بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، ويعتبر الاستجداء مصدر دخل له ووسيلةً لتأمين احتياجاته الخاصة. [2]

يُعتبر مصطلح “التسوّل” بمعناه اليوم مصطلحاً حديثاً نسبياً، وإن كانت اللفظة نفسها موجودةً عند العرب منذ القدم، إلّا أنّ معانيها تغيّرت تبعاً للزمان والمكان. لذلك أشار عدد من المهتمين بالدراسات في المجال الاجتماعي والإنساني والتربوي إلى المصطلح بمدلوله المعاصر، وخلصت تعريفاتهم المختلفة إلى أنّ التسوّل اصطلاحاً هو “استجداء المساعدة الماديّة من الناس في الأماكن العامة والخاصة، كالطرقات والمحلات التجارية، أو التظاهر بأداء خدمات لتغطية عملية التسوّل، كألعاب الخفّة، أو بادّعاء الإصابة بالمرض لاستجداء عطف الناس، أو بالمبيت في الطرقات والأماكن العامة.” [3]

أساليب التسول المختلفة

تتنوع طرق التسوّل والأساليب المتّبعة فيه حسب المكان والزمان ولكن الغاية والمقصد واحد. من أبرز أساليب التسوّل:

  • كسب تعاطف الناس باستغلال المرض والإعاقة أو تصنّعهما.
  • كسب ثقة الناس وايهامهم من خلال عرض تقاریر ووثائق مزیفة.
  • محاولة التستّر بالهندام المهترئ، وقلة النظافة، وادّعاء الجوع والحاجة.
  • استغلال الأطفال بطرق تدفع الناس لتصديقهم وتقديم المساعدة لهم.
  • استخدام الأدعية والألفاظ التي تدفع الناس لتصديقهم والعطف عليهم ومساعدتهم.
  • التغطية على فعل التسوّل بادّعاء بيع السلع البسيطة على جوانب الطرقات.

أنواع التسول

يُصنّف التسول بشكل عام إلى نوعين: تسوّل صريح سلمي بمدّ اليد فقط، وتسوّل بالإكراه قد يتطوّر ليُصبح سطواً أو سرقةً عند تمادي المُتسوّل في التهديد واستخدام القوة الجسدية. [4]

وللتسوّل أنواع عدّة منها:

  • تسول ظاهر: وهو التسول الظاهر المُعلَن، والذي يكون باستجداء الناس من خلال مدّ اليدين أمامهم.
  • تسول غير ظاهر: وهو التسول الذي يكون من خلال التخفّي وراء عرض خدمات رمزية، مثل: مسح زجاج السيارات، أو بيع بعض السلع البسيطة في الأماكن العامة.
  • تسول طارئ: وهو تسول عارض يكون بسبب ظرف طارئ، كالطرد من المنزل، أو فقدان النقود، أو كما في حالة شخص ضلّ طريقه.
  • تسول موسمي: وهو تسول محكوم بالوقت يُمارس في مناسباتٍ ومواسم معينة فقط، كالأعياد، والاحتفالات الدينية، وغيرها.
  • تسول إجباري: وهو التسول الذي يقوم به الشخص مُجبراً، كما في حالات الأطفال والنساء الذين يُجبرون على التسول.
  • تسول اختياري: وهو تسول بإرادة الشخص الذي يقوم به، ويتّسم من يُمارسه بالحرفية العالية التي تُمكّنه من الكسب المادي.
  • تسول القادر: وهو تسول الأشخاص الذين يقدرون على توفير احتياجاتهم بالعمل لكنّهم يختارون التسول، ويتعرّضون للمحاكمة عند القبض عليهم.
  • تسول غير القادر: وهو تسول غير القادرين على توفير احتياجاتهم بالعمل، مثل المريض، والعاجز، والمتخلف عقلياً. يُودع من يُمارس هذا النوع من التسول في دور الرعاية الاجتماعية عند القبض عليه.
  • تسول الجانح: هو تسول للتستّر على أعمال السرقة والسلب، يتمادى كلّ من يقوم به باستخدام القوة الجسدية والكلام البذيء والتهديد. يُمارسه غالباً أصحاب الجُنَح والمجرمين.

أماكن تواجد المتسولين

يُعدّ التسوّل ظاهرةً خطيرةً تُهدّد آثارها أمن المجتمع وسلامته، كما أنّه يُعدّ مظهراً غير حضاريّ ومزعج. لذلك لا بدّ من علاج هذه الظاهرة، والحدّ من انتشارها الذي يكثر في العديد من الأماكن العامة والخاصة، والمناطق السياحية والدينية، وفي المواسم المختلفة، وأوقات الذروة. فيما يأتي أكثر الأماكن تردّداً بالنسبة للمتسولين:

  • المواقع المزدحمة في الأماكن العامة.
  • وسائط النقل العام والإشارات الضوئية.
  • التجمّعات التجارية والأسواق.
  • المساجد، والكنائس، والمقابر، والأضرحة، والمزارات الدينية.
  • المستشفيات.
  • الأماكن السياحية، والأثرية، والترويحية.
  • الأرصفة، والأدراج، ومواقف السيارات، وتقاطعات الطرق، والساحات، والجسور العامة.

آثار التسول السلبية

فيما يأتي أهم آثار التسول على المجتمع:

  • انخفاض إنتاجية أفراد المجتمع الذين يمتهنون التسول، لأنّهم يُصبحون غير قادرين على العمل أو تحمّل المسؤولية مع مرور الوقت.
  • عكس صورة سلبية عن الدولة بشكل عام، وترك انطباع سلبي لدى السياح تحديداً ممّا يدفهم لعدم زيارتها مرّةً أخرى.
  • ارتفاع معدّلات السرقة والجرائم.
  • التأثير في التنمية الوطنية بشكل سلبي.

علاج ظاهرة التسول

لا بدّ من سنّ قوانين متنوعة للحدّ من ظاهرة التسوّلوالتغلّب على مشكلة الفقر في كافة أنحاء العالم والسيطرة عليها. من أهم طرق علاج التسول:

  • زيادة التمويل للمشاريع التي تُساعد على الحدّ من ظاهرة التسول.
  • توفير وظائف مناسبة للمتسولين.
  • إنشاء برامج متعددة للحدّ من تزايد الفقر.
  • تحديد مسؤولين لمراقبة ظاهرة التسول من موظفي الشرطة وموظفي الرعاية الاجتماعية.
  • إطلاق برامج خيريّة لمساعدة المتسولين.

فيديو ظاهرة التسول

تعرف على ظاهرة التسوّل في الفيديو الآتي:

المراجع

  1. “التسول”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2021-1-10. بتصرّف.
  2. أ.م.د نبراس طه خماس (2016)،”دراسة ميدانية لاسباب التسول لدى المتسولات في مدينة بغداد انموذجاً”، صفحة 8. بتصرّف.
  3. أبتد. علي عودة الشرفات (2011)،ظاهرة التسول حكمها وآثارها وعلاجها في الفقه الاسلامي، صفحة 61. بتصرّف.
  4. Michael S. Scott (2002),”Panhandling”، popcenter.asu.edu, Retrieved 2021-1-16. Edited.
  5. م. ريم عبدالوهاب اسماعيل (2013)،ظاهرة تسول الأطفال، صفحة 183. بتصرّف.
  6. “Begging in downtown Riga banned”, www.baltictimes.com, 2012-8-1، Retrieved 2021-1-16. Edited.
  7. Said DAHMANI, Begging Phenomenon, Page 6. Edited.
  8. Muhammad Abed Ali Dhahi Al-Dulaimi,”The Phenomenon Of Begging And Its Treatment In Islam Comparative Study Of Religions”، www.produccioncientificaluz.org, Retrieved 14-2-2021. Edited.
Total
0
Shares
المقال السابق

طيور لا تطير: رحلة غريبة في عالم الطيور

المقال التالي

ظاهرة التفحيط: أسبابها وعلاجها

مقالات مشابهة