فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أساليب الدعوة الإلهية الفعّالة | أساليب الدعوة الإلهية الفعّالة |
نشر الرسالة: وسائل إيصال الدعوة | نشر الرسالة: وسائل إيصال الدعوة |
أساليب الدعوة الإلهية الفعّالة
يُعدّ الدعوة إلى الله تعالى من أهم الواجبات على كل مسلم، وهي عبادة عظيمة تُثمر الخير للداعي وللمدعو على حد سواء. ولضمان نجاح هذه الدعوة، يجب الالتزام بالإخلاص لله تعالى، والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. سنستعرض فيما يلي بعض الأساليب الفعّالة:
الحكمة في الدعوة
تتمثل الحكمة في الدعوة في أن يدعو الداعية بعلمٍ بما يدعو إليه، مع مراعاة فهم مدعويه وقدراتهم، فما يصلح للصغار لا يصلح للكبار، وما يناسب المثقفين لا يناسب غير المتعلمين. يجب أن يبدأ الداعية بالأمور الأهم، مع مراعاة سياق المجتمع والواقع المعاش. يُعدّ هذا الأسلوب من أهم أساليب الدعوة، وقد فضّله الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: 125]
مثال على ذلك حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته للحصين للإسلام، كما رواه ابن الحصين.
الموعظة الحسنة
تُعتبر الموعظة الحسنة من أهم أساليب الدعوة، حيث يستخدم الداعية الكلمات الطيبة المؤثرة، والعبر القيمة، مع لين الجانب والتودد. وهذا الأسلوب مذكور في الآية الكريمة السابقة.
يُستخدم هذا الأسلوب لتنبيه الغافلين وتذكيرهم بواجباتهم، ولردع المسرفين عن المنكرات. مثال على ذلك موعظة النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها العرباض بن سارية.
المجادلة بالتي هي أحسن
يتمثل هذا الأسلوب في إقناع المخاطبين بالحجة والبرهان، مع الرفق واللين، وعدم رفع الصوت أو اللجوء إلى السب والشتم. الهدف هو الوصول إلى الحق، وإبطال حجج المخالفين بالمنطق والعقل. وهذا الأسلوب أيضاً مذكور في الآية الكريمة السابقة.
مثال على ذلك مجادلة سيدنا إبراهيم عليه السلام لمن ادعى الألوهية.
الترغيب والترهيب
يستخدم هذا الأسلوب لتشجيع المدعوين على قبول الحق بذكر ثوابه، وإبعادهم عنه بذكر عواقبه. تستند هذه الوسيلة إلى طبيعة النفس البشرية، التي تميل للخوف والطمع. قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًىٰ لَهُمْ﴾ [محمد: 12]
مثال على ذلك وعد النبي صلى الله عليه وسلم الذين يبايعونه بالجنة.
نشر الرسالة: وسائل إيصال الدعوة
تتعدد وسائل نشر الدعوة إلى الله تعالى، وتتمثل أهمها في:
التبليغ بالقول
يشمل هذا الأسلوب الخطب، والدروس، والمحاضرات، وغيرها من وسائل إيصال المعرفة والفهم. قال تعالى:
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33]
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من هذا الأسلوب، مُمثلاً في خطبة الجمعة وغيرها.
التبليغ بالفعل
يُعدّ العمل الصالح أبلغ من الكلام، فإزالة المنكر وإثبات الحق يُؤثران بشكل كبير في نفوس الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»
تحويل الأفكار إلى أفعال يُضفي مصداقية ويُؤثر بشكل عملي في المجتمع.
التبليغ بالقدوة الصالحة
يُعتبر الداعية نفسه أحد أهم وسائل الدعوة. فعندما يكون قدوة حسنة في حياته وسلوكه، يتأثر الناس به ويقتدون به. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم».
الأفعال والسلوك الحسن أبلغ من مجرد الكلام في التأثير على الناس.