طرق مواجهة الاعتداء – Approaches to Address Aggression

تعريف الاعتداء وأشكاله المختلفة، بالإضافة إلى استعراض طرق التعامل مع الاعتداء في الأسرة، ضد الأطفال، والمرأة. يتضمن المقال أيضا مصادر إضافية.

مفهوم الاعتداء

تُعتبر ظاهرة الاعتداء مشكلة عالمية لا تكاد تخلو منها أي دولة. فما هو تعريف الاعتداء، وما هي أشكاله المتنوعة، وكيف يمكننا التغلب عليه وتقليل أضراره؟

تعرف منظمة الصحة العالمية الاعتداء بأنه الاستخدام المتعمد للقوة الجسدية أو السلطة، سواءً كان ذلك تهديدًا أو فعلًا، ضد الذات أو ضد فرد آخر، أو مجموعة من الأفراد، أو المجتمع بأكمله. وقد ينتج عن هذا الفعل ضرر أو أذى، أو إصابة نفسية، أو اضطراب في النمو، أو حتى الموت.

يشمل هذا التعريف جميع أشكال الاعتداء النفسي والجسدي، بالإضافة إلى الإهمال والاستغلال الجنسي، وسوء معاملة الأطفال. وتزداد خطورة هذه الظاهرة عندما يرتكب الاعتداء من قبل الأشخاص الذين يرعون الأطفال ويتولون شؤونهم.

أنواع الاعتداء

يُصنف الاعتداء إلى عدة أنواع بناءً على معايير مختلفة، منها:

  1. بناءً على نوع الأذى الذي يسببه:

    • الاعتداء الجسدي: هو سلوك يتضمن ضرب شخص آخر وإلحاق إصابات به بشكل غير عرضي. قد يكون الهدف من الاعتداء الجسدي هو التأديب المفرط، خاصةً عند توجيهه للأطفال. يعتبر هذا النوع من الاعتداء شائعًا في المجتمعات الشرقية، حيث يُنظر إليه أحيانًا على أنه عرف اجتماعي مقبول.
    • الاعتداء الجنسي: هو أي ممارسة جنسية تتم مع طرف دون رضاه أو موافقته. يعتبر هذا النوع من الاعتداء عنفًا قائمًا على أساس النوع الاجتماعي، ويستهدف النساء بشكل خاص. لا يقتصر الاعتداء الجنسي على الاغتصاب، بل يشمل أيضًا التحرش الجنسي (الجسدي أو اللفظي)، والدعارة القسرية، والاعتداء الجنسي، والزواج المبكر، وجرائم الشرف.
    • الإهمال: تعتبر الفئة الأكثر عرضة للإهمال هم الأطفال. ينقسم الإهمال ضد الأطفال إلى عدة أنواع: الإهمال العاطفي، والإهمال الجسدي، والإهمال الطبي، والإهمال الفكري، والإهمال التعليمي والتربوي. يعتبر الإهمال سببًا رئيسيًا للوفيات بين الأطفال، وتعتبر الفتيات والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أكثر الفئات التي تتعرض للإهمال.
    • الحرمان: ويشمل الحرمان من الحقوق الأساسية كالحق في التعليم والصحة.
  2. بناءً على العلاقة بين الجاني والضحية:

    • الاعتداء المباشر والموجه للذات: يحدث عندما يكون الشخص نفسه هو الجاني والضحية. وينقسم إلى قسمين: الانتحار وإيذاء النفس.
    • الاعتداء بين الأفراد: يحدث عندما يتوسع نطاق الاعتداء ليشمل العنف بين الأفراد. وينقسم إلى ثلاثة أنواع: الاعتداء الأسري، والاعتداء المجتمعي، والاعتداء بين الشركاء. يشمل الاعتداء الأسري العنف ضد الأطفال، ويشمل الاعتداء المجتمعي العنف الموجه للغرباء، والعنف بين الشباب، والعنف في المؤسسات وأماكن العمل، والعنف المتعلق بجرائم الممتلكات.
    • الاعتداء الجماعي: يحدث على نطاق أوسع ليشمل مجموعات من الأفراد. ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع: الاعتداء الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي.

وسائل مجابهة الاعتداء

تتعدد الحلول لمواجهة ظاهرة الاعتداء، وتختلف هذه الحلول باختلاف نوع الاعتداء. ومن بين هذه الحلول:

معالجة الاعتداء داخل الأسرة

تتضمن الحلول المتعلقة بالاعتداء الأسري ما يلي:

  • دعوة جميع أفراد الأسرة إلى التراحم وتقوية الروابط بينهم، امتثالًا لتعاليم الدين الإسلامي التي تحث على التعاون والتآزر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”.
  • إنشاء دور رعاية وإصلاح للأشخاص الذين عانوا من الاعتداء الأسري، ومحاولة تعويض الضحايا عما فقدوه في بيئتهم الأسرية، وتأهيلهم ليصبحوا مواطنين صالحين.
  • سن قوانين صارمة ورادعة ضد مرتكبي الاعتداء الأسري.
  • تقديم الدروس والندوات وإقامة المؤتمرات للتأكيد على قيم الإسلام وأخلاقه، والأساليب التي يشجع عليها في معاملة الآخرين.
  • في الحالات القصوى، سحب الولاية من الآباء والأمهات الذين لا يؤدون واجباتهم تجاه أطفالهم بشكل سليم، ومنحها للأقرباء الأكثر كفاءة والأولى برعاية الطفل.
  • علاج أفراد الأسرة الذين يعانون من أمراض نفسية وعرضهم على المختصين.

طرق الحماية من الاعتداء على الأطفال

تتضمن الحلول للحد من الاعتداء على الأطفال ما يلي:

  • تغيير النظرة السائدة تجاه الاعتداء على الأطفال، وخاصةً قبول الاعتداء الجسدي، من خلال وضع برامج تثقيفية للوالدين والمعلمين والمربين لتوعيتهم بهذا الأمر، وتعليمهم الأسس الصحيحة للتربية وأشكال التأديب غير المؤذية.
  • عقد دورات لتدريب وتأهيل الوالدين لرعاية الطفل وتربيته دون عنف.
  • الحصول على معلومات حول الاعتداء على الأطفال، واستخدامها لنشر الوعي وتغيير نظرة المجتمع نحو القضية، وحث الناس على اتخاذ ممارسات تحد من الاعتداء.
  • تشجيع الأطفال المعنفين والمراهقين الذين تعرضوا لظروف قاسية على إكمال تعليمهم ومساعدتهم في ذلك.
  • إيجاد أشخاص مهتمين بهذه القضية والعمل لأجلها؛ بهدف إنشاء شبكة من المهتمين لتشكيل صوت أكبر للمطالبة بحقوق الطفل، وتعريف المجتمع بالاعتداء وأسبابه.
  • الإبلاغ عن أي حالات اعتداء، مما يتيح لصانعي السياسات والقادة رؤية حجم المشكلة وفهمها، ويعزز التحرك الإيجابي نحو هذه القضية.
  • محاولة الوصول لصانعي القرار والتأثير عليهم وتفعيل القوانين المتعلقة بالاعتداء والحد منه، ونقلها من حيز الكتابة إلى حيز التنفيذ.

سبل الوقاية من الاعتداء على المرأة

يكمن علاج مشكلة الاعتداء ضد المرأة في شقين رئيسيين:

  • الشق الأول: يرتبط بالتربية والتنشئة التي تقع على عاتق الأسرة في تعليم الطفل القيم والمبادئ التي يحترم فيها المرأة، ويقدرها، وإبعاده عن الاعتداء والضرب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرا”.
  • الشق الثاني: بعد حدوث المشكلة وتفاقمها، لا بد من اتخاذ إجراءات وحلول، منها:

    • التشديد في تطبيق القوانين المتعلقة بجزاء الممارسين للاعتداء ضد المرأة، وصون المرأة وحفظها من أن يمارس عليها اعتداء المجتمع والأقارب.
    • عرض ضحايا الاعتداء على العلاج النفسي لمنع تفاقم الحالة.
    • السعي لتوعية المجتمع إعلاميًا حول قيمة المرأة في المجتمع وأهميتها، وأنه من غير المسموح أن يمارس عليها أفعال جائرة من الاعتداء بصفتها إنسانًا لها ما للرجل من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات، وبيان نظرة الأديان للمرأة واحترامهم وتقديرهم لها.
    • نشر الوعي بين النساء لفهم حقوقهن، والسعي لنشر ثقافة التعليم كي تصبح مثقفة وصاحبة استقلال مادي وفكري.
    • فرض القوانين الحاثة على تعليم المرأة، وعقاب من يحرمها منه.

مصادر إضافية

للمزيد من المعلومات حول هذا الشأن، يمكنك زيارة المواقع التالية:

Total
0
Shares
المقال السابق

طرق معالجة التلوث الكيميائي

المقال التالي

استراتيجيات مواجهة العنف ضد المرأة

مقالات مشابهة