طرق فعّالة في نشر رسالة الإسلام

استكشاف أساليب متنوعة لدعوة الآخرين إلى الإسلام، من الحكمة والموعظة الحسنة إلى القدوة الصالحة والمجادلة بالتي هي أحسن.

محتويات

الدعوة بالحكمة والبصيرة
الموعظة الحسنة: فن التأثير الإيجابي
فن الحوار البناء: المجادلة بالتي هي أحسن
التشجيع والتحذير: سبيلان إلى القلوب
التعليم التدريجي: نهجٌ رحيمٌ وفعّال
القدوة الحسنة: أبلغ الكلام
المراجع

الدعوة بالحكمة والبصيرة

الحكمة في اللغة تعني المنع، أي منع النفس عن الشر والظلم، وفي الاصطلاح، هي إقامة الحجة البينة، وتوضيح الحقائق بأساليب مقنعة. يؤكد القرآن الكريم أهمية الحكمة في الدعوة بقوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). [١][٢] فهي حجج قاطعة، تقود إلى اليقين والاقتناع التام.

الموعظة الحسنة: فن التأثير الإيجابي

تُعتبر الموعظة الحسنة أسلوباً خطابياً فعالاً، يعتمد على تحريك المشاعر وتوجيهها نحو الخير. مثالٌ على ذلك موعظة لقمان لابنه، كما ورد في القرآن الكريم: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).[٥][٤]

فن الحوار البناء: المجادلة بالتي هي أحسن

تُركز هذه الطريقة على الحجة والبراهين، بعيداً عن الانفعال. يقول الله تعالى: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).[٦][٧] فقد اتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في دعوته في مكة، متجنباً التعنت والحدة.

التشجيع والتحذير: سبيلان إلى القلوب

يُشجع هذا الأسلوب على اتباع الحق، ويرغّب في نيل رضا الله وثوابه، ويُحذّر من عقاب الله وغضبه في الدنيا والآخرة. مثال ذلك دعوة سيدنا نوح عليه السلام لقومه: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ* أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ).[١٠][٩]

التعليم التدريجي: نهجٌ رحيمٌ وفعّال

ينبغي ألاّ تكون الدعوة دفعة واحدة، بل بالتدريج، لتجنب الملل والإحباط. وقد اتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذا النهج، بدءاً بالتوحيد ثمّ بقية أركان الإسلام. فهو قال:(فإنْ هُمْ أطاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَواتٍ).[١١][١٢]

القدوة الحسنة: أبلغ الكلام

القدوة الصالحة هي أفعال حسنة وصفات حميدة تُظهر جمال الدين. النبي صلى الله عليه وسلم خير قدوة، فقد تطابقت أفعاله مع أقواله، مؤثراً في المشركين ليدخلو إلى الإسلام. يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً).[١٤][١٣]

المراجع

[١] سورة النحل، آية:125

[٢] عبير الشلهوب،كتاب دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى، صفحة 98-99. بتصرّف.

[٣] فخر الدين الرازي،مفاتيح الغيب، صفحة 287. بتصرّف.

[٤] عبدالرحمن الميداني،كتاب الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم، صفحة 353. بتصرّف.

[٥] سورة لقمان، آية:13

[٦] سورة النحل، آية:125

[٧] محمد الحسن الددو الشنقيطي،دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 15-16. بتصرّف.

[٨] أحمد أحمد غلوش،السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 496. بتصرّف.

[٩] عبدالكريم زيدان،أصول الدعوة، صفحة 437. بتصرّف.

[١٠] سورة نوح، آية:1-3

[١١] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:19، صحيح.

[١٢] أحمد حطيبة،شرح رياض الصالحين، صفحة 5-6. بتصرّف.

[١٣] عبير الشلهوب،دعوة العاملات المنزليات إلى الله تعالى، صفحة 113-114. بتصرّف.

[١٤] سورة الأحزاب، آية:21

Total
0
Shares
المقال السابق

فنون تبليغ الإسلام

المقال التالي

طرق وأساليب البلاغ الدعوي

مقالات مشابهة