التوكل على الله والاجتهاد في العمل
قدر الله عز وجل أرزاق عباده حتى يوم الدين، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [١]. يجب على المسلم أن يسعى في تحصيل رزقه، متوكلاً على ربه، راضياً بقضائه وقدره. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ﴾ [٢]. التوكل الحقيقي يتمثل في الاعتماد على الله مع الأخذ بالأسباب، فهو ليس توقفاً عن العمل، بل هو ثقة بالله أن يحقق النتيجة المرجوة بعد بذل الجهد المطلوب. فمن اعتمد على الله وحده، فلن يضلّ ولا يذلّ ولا يقلّ رزقه.
الاستغفار والتوبة النصوحة
يعدّ الاستغفار والتوبة من أهمّ أسباب زيادة الرزق. فذنوب العبد قد تكون حائلاً بينه وبين رحمة الله وبركاته. قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [٦]. و يُعدّ الاستغفار وسيلة عظيمة لجلب الخير والرزق، كما جاء في قوله تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ [٨].
تقوى الله عز وجل
التقوى هي أساس السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة. تُعرف التقوى بأنها اجتناب المعاصي والمحرمات خوفاً من سخط الله وعذابه. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [١٠]. وَعَدَ الله المتقين بفتح أبواب الرزق لهم من حيث لا يحتسبون، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [١١].
فضل الإنفاق في سبيل الله
إنفاق المال في سبيل الله من أعظم الأسباب التي تجلب الرزق وزيادته. فالله يضاعف الأجر و يفتح أبواب الرزق لمن ينفق في سبيله. قال تعالى: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [١٣]. الصدقة والإنفاق على الفقراء والمساكين، ونصرة دين الله، كلها أعمال تُنال بها بركة الله وزيادة في الرزق. فإن الصدقة تبارك فيما بقي من المال وتزيده.
أهمية صلة الرحم
صلة الرحم من أهمّ أسباب زيادة الرزق و البركة في الحياة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ﴾ [١٤]. صلة الرحم تُقرب العبد إلى الله، وتُنال بها رحمته وبركاته. فالمسلم عليه أن يحرص على صلة أرحامه، و زيارتهم، و الاطمئنان عليهم. قال تعالى: ﴿وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [١٦].
المراجع
الرقم | المرجع |
---|---|
[١] | سورة هود، آية:6 |
[٢] | رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، صحيح. |
[٦] | سورة الشورى، آية:30 |
[٨] | سورة نوح، آية:10-12 |
[١٠] | سورة النساء، آية:131 |
[١١] | سورة الطلاق، آية:2-3 |
[١٣] | سورة سبأ، آية:39 |
[١٤] | رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، صحيح. |
[١٦] | سورة الأنفال، آية:75 |