فهم مفهوم الرزق
يُؤمن المسلم إيماناً جازماً بأن الله -تعالى- هو القادر على رزق جميع خلقه، وهذا ما يؤكده قوله تعالى: ﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ﴾ [١]. يشمل الرزق جميع أنواع العطاء الإلهي، سواء في الحياة الدنيا أو الآخرة. الله -سبحانه وتعالى- هو الرازق الوحيد، وهو الذي يرزق عباده بلا تعب ولا كلفة منه، ويُذكر اسم “الرزاق” في القرآن الكريم مراراً وتكراراً، مما يدل على قدرة الله وعطائه اللامحدود.
طرق زيادة البركة في الرزق
قد يشعر البعض بقلة البركة في أموالهم، أو ذريتهم، أو صحتهم، أو غيرها. ولجذب البركة، ينبغي اتباع بعض السبل:
التقوى وعبادة الله
التقوى هي الدرع الواقية من عذاب الله، وهي سبيل لتحقيق البركة. يتحقق ذلك بالالتزام بطاعة الله وترك المعاصي. قال تعالى: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ﴾ [٤].
القرآن الكريم
تلاوة القرآن الكريم وتدبره من أهم أسباب زيادة البركة. القرآن الكريم شفيع لصاحبه يوم القيامة، والإقبال على قراءته باستمرار، وليس فقط في شهر رمضان، يُعدّ من أفضل الطرق لجلب البركة.
الأمانة والصدق
الصدق في المعاملات، وخاصة البيع والشراء، مع الإفصاح عن عيوب السلعة إن وجدت، يُحقق البركة ويزيد الرزق. كما أن الصدق بين الشركاء يُبارك أعمالهم ويزيد من خيراتها.
الابتعاد عن المعاصي
الابتعاد عن الفسق والمعاصي، سواء الكبيرة كالكفر والزنا، أو الصغيرة، ضروري لجلب البركة. التوبة والاستغفار من الله -تعالى- يُعدّان من أهم خطوات التطهّر والتقرب إلى الله.
البادرة المبكرة
الاجتهاد والعمل في أوقات الصباح الباكر، واقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في البادرة المبكرة للعمل، يُضفي بركة على العمل ونتاجه.
الدعاء والتضرع
الدعاء والتضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- من أهم العبادات، وهو صلة بين العبد وربه، يُجلب البركة والرزق.
التوكل على الله
يجب التوكل على الله -عز وجل- مع السعي والاجتهاد في الكسب، فالتوكل لا يعني الكسل والقعود عن العمل.
بر الوالدين وصلة الأرحام
برّ الوالدين وصلة الأرحام من أهم أسباب جلب البركة، فالله -تعالى- يَصل من يصل رحمه ويقطع من يقطعها.
العمل والكسب في الإسلام
حث الإسلام على العمل والكسب الحلال كوسيلة لتحصيل الرزق، قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [٥]. كما ربط الإسلام بين العمل والجهاد في سبيل الله، قال تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [٦]. العمل الحلال أفضل من السؤال، وقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (مكسبةٌ فيها دناءةٌ خيرٌ من سؤال الناس).
الإسلام نهى عن التسول، فهو يُضعف الفرد ويُلحق الضرر بالمجتمع. التسول يُعتبر شكوى من الله -تعالى- وإذلال للنفس إلا في حالات الضرورة القصوى.
جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
فهم مفهوم الرزق | فهم مفهوم الرزق |
طرق زيادة البركة في الرزق | طرق زيادة البركة في الرزق |
العمل والكسب في الإسلام | العمل والكسب في الإسلام |