طرق الوصول إلى الهداية الإلهية

فهرس المحتويات

معنى الهداية

لغةً، تُشتقّ كلمة “هداية” من “هدى”، ومعناها الرشاد والإرشاد. يقول الله تعالى في سورة السجدة: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ)،[١] وقد فسّر أبو عمرو بن العلاء هذه الآية بقوله: “معناه أولم يُبيِّن لهم”. ويُقال: “هديته الطريق والبيت”، بمعنى عرّفته.[٢] أما اصطلاحاً، فقد عرّفها القرطبي بأنّها نوعان: هداية دلالة، وهي ما يقدر عليه الرسل وأتباعهم، كما قال الله سبحانه: (وَلِكُلِّ قَومٍ هادٍ)،[٣] وهذه الدلالة تشمل الدعوة والتنبيه. أما النوع الثاني فهو هداية التوفيق والإعانة، وهي خاصة بالله تعالى، كما في قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ)،[٤] وهنا الهداية تعني غرس الإيمان في القلب. وقد ذكر أبو المعالي أن الهداية قد تشير إلى إرشاد المؤمنين إلى سبل الجنة وطرق الوصول إليها.[٥]

العوامل المؤدية إلى الهداية

تُعدّ الهداية إلى صراط الله المستقيم أسمى أهداف المسلم، ولذا بيّن الله تعالى أسبابها في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من أهمّ هذه الأسباب:[٦]

• سعة الصدر: انشراح القلب وقبول تعاليم الإسلام. أعظم ما يُسهم في سعة الصدر هو التوحيد الخالص لله تعالى، بعيداً عن الشك والشرك، لأن الشرك من أعظم أسباب ضيق الصدر. التوحيد هو مفتاح الهداية، والأعمال الصالحة هي أسنان ذلك المفتاح.
• المداومة على ذكر الله: يُقرّب ذكر الله القلب من خالقه، ويُسكنه ويُنير صدره.
• تلاوة القرآن الكريم بتدبر: للقرآن الكريم أثرٌ بالغٌ في النفوس، مهما بلغت قسوتها أو شدتها.
• التفكر في خلق الله: التأمل في الكون يُزيد المؤمن خشوعاً وخضوعاً لله تعالى.
• صحبة الصالحين: والابتعاد عن صحبة الفاسدين، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأن المرء على دين خليله.
• الإكثار من الدعاء: الدعاء سلاح المؤمن، وطلب التوفيق من الله ضروري.
• العلم بالله وأسمائه وصفاته: يجب على من يريد الهداية أن يعرف الله تعالى وأسمائه وصفاته.
• الإيمان: الاعتقاد والتصديق بالجنان، والنطق باللسان، والعمل بالأركان.
• التوبة: التوبة النصوح إلى الله من الذنوب والمعاصي.
• مجاهدة النفس والشيطان: جهاد النفس يكون بتعلم العلم والعمل به، ومجاهدة الشيطان بالابتعاد عن الشبهات والشهوات.
• قراءة السنة النبوية وسيرة النبي والصحابة: والعمل بها في الحياة اليومية.
• حضور مجالس العلم: الاجتهاد في حضور مجالس العلم عند العلماء الربانيين.

أنماط الهداية

تنقسم الهداية إلى عدة أنواع:[١٠]

• الهداية العامة: هداية عامة تشمل جميع الخلق، هداية الله لكل مخلوق لما يناسبه.
• هداية البيان والدلالة: هداية التعريف بطريق الخير والشر، ولكنها لا تضمن الهداية التامة.
• هداية التوفيق والإلهام: هداية تستلزم الاهتداء، قال الله تعالى: (مَن يَهدِ اللَّـهُ فَهُوَ المُهتَدي).[١١]
• هداية الوصول إلى غاية المطاف: الهداية إلى الجنة أو النار.

العوائق التي تعترض سبيل الهداية

هناك العديد من الأمور التي تُعيق الهداية وتمنع من سلوك سبيل المهتدين:[١٢]

• اتباع العادات والتقاليد الخاطئة.
• اتباع الشهوات.
• اتباع الهوى.
• التسويف وطول الأمل.
• الاستناد إلى القدر كعذر للتسويف عن التوبة.
• الإصرار على المعصية وعدم التوبة.
• الفهم القاصر لحقيقة الاستقامة.
• الغنى الفاحش وشَهوة الشهرة والجاه.

المصادر

1. سورة السجدة، آية: 26.
2. محمد بن عبدالقادر (1999)، مختار الصحاح (الطبعة الخامسة)، بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 325.
3. سورة الرعد، آية: 7.
4. سورة القصص، آية: 56.
5. القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 160، جزء 1.
6. عبدالله الزاحم (24-11-2014)، “من أسباب الهداية”، www.alukah.net
7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري.
8. محمد المنجد، “أسباب الهداية”، knowingallah.com
9. “من أسباب الهداية”، binbaz.org.sa
10. ابن القيم (1425)، بدائع الفوائد (الطبعة الأولى)، مكة المكرمة: دار عالم الفوائد، صفحة 445-448، جزء 2.
11. سورة الأعراف، آية: 178.
12. محمد المنجد (28-9-1432)، “سنة الهداية والإضلال”، www.almunajjid.com
13. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عمر.