طرق الهلاك في الحياة الدنيا والآخرة

استعراض لأسباب الدمار في الحياة الدنيا والآخرة، من ظلم وعدوان إلى شحٍّ بالنّعم وعقوقٍ للوالدين.

فهرس المحتويات

المبحثالرابط
إهمال الحقوق الإلهية والواجبات الإنسانيةالفقرة الأولى
البخل والجشعالفقرة الثانية
انتشار الفساد والمعاصيالفقرة الثالثة
مخاطر الرباالفقرة الرابعة
عقوق الوالدينالفقرة الخامسة
المصادرالمراجع

إهمال الحقوق الإلهية والواجبات الإنسانية

يُعدّ الظلم من أبرز أسباب الهلاك في الدّنيا والآخرة، سواء كان ظلمًا لله تعالى أو للعباد. فالتقصير في أداء الحقوق، سواء كانت حقوقًا لله أو للناس، يُعدّ ظلمًا. وقد ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الناسَ إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يدَيه، أوشكَ أن يعمَّهم اللهُ بعقابٍ مِن عندِه). [١] فإذا انتشر الظلم بالقول أو بالفعل، وانعدم إنكار المنكر، فإن الله -عزّ وجلّ- قد يُهلك الجميع، فلا يُستثنى الظالم ولا من سكت عن الظلم كما جاء في الحديث الشريف. [٢]

البخل والجشع

عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ على أنْ سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم).[٣] فالشحّ، أي البخل، وعدم الإنفاق في سبيل الله، يُعيق التّقدم في الحياة الدنيا، ويُقسّي القلوب، ويُؤدّي إلى عواقب وخيمة في الدّنيا، فضلًا عن الذّلّ والمهانة والعقاب في الآخرة. [٢]

انتشار الفساد والمعاصي

المجاهرة بالمعاصي تُهلك صاحبها في الدنيا، حيث تُغمره في الشهوات والمعاصي، وتُحجب قلبه عن التوبة والرجوع إلى الله. فالمُجاهر بالمعصية يمنعه اعتياده عليها من التوبة، خوفًا من نظرة الناس. وقد ذمّ النبي -عليه الصلاة والسلام- المُجاهر، وبيّن عقوبة حرمانه من عفو الله ومغفرته في الآخرة بقوله: (كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سترهُ اللهُ عليه، فيقولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنه). [٤][٥]

مخاطر الربا

وَعَدَ اللهُ تعالى آكل الربا بالمحاربة في الدنيا والآخرة، فهو من كبائر الذنوب. وأعظم خسارة قد تُصيب العبد هي محاربة الله له. كما يُعرّض المتعامل بالربا نفسه لعنة الله وغضبه في الدّنيا والآخرة. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(لعن اللهُ آكلَ الرِّبا وموكلَه وشاهدَه وكاتبَه). [٦] وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ* وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). [٧] فمفاسد الربا عظيمة في جميع المجالات، لا تُحصى. [٨]

عقوق الوالدين

جعل الإسلام عقوق الوالدين من كبائر الذنوب المهلكات. العاقّ لوالديه يُعاقَب في الدّنيا بعدم التوفيق وضيق العيش، فضلًا عن العقوبة في الآخرة، حيث يستحقّ اللعنة وغضب الله ومهانته وحرمانه من رحمته ومغفرته إن لم يتب قبل موته. عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى). [٩][١٠]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:2317، حديث صحيح.
  2. أسباب هلاك الأمم كما بينتها السنة النبوية، الألوكة.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2578، حديث صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6069، حديث صحيح.
  5. محمد الدويش، دؤوس الشيخ محمد الدويش، صفحة 6.
  6. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:420، حديث إسناده صحيح.
  7. سورة آل عمران، آية:130-132
  8. سعيد بن وهف القحطاني،الربا، صفحة 75.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2561، حديث حسن صحيح.
  10. ابن الجوزي، بر الوالدين، صفحة 6.
Total
0
Shares
المقال السابق

طرق الوصول إلى الهداية الإلهية

المقال التالي

أسباب حدوث الهلوسة

مقالات مشابهة