طرق البر بالمتوفى: الصدقة الجارية و آثارها

استمرار ثواب الأعمال الصالحة بعد الموت، وأنواع الصدقة الجارية، وكيفية البر بالمتوفى من خلال أعمال الخير

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
صدقات المتوفى قبل وفاتهالفقرة الأولى
ثواب العلم النافعالفقرة الثانية
دور الولد الصالح في الدعاءالفقرة الثالثة
أعمال خير دائمة الأجرالفقرة الرابعة
بر الأحياء بالمتوفينالفقرة الخامسة
الصدقة الجارية نيابة عن الميتالفقرة السادسة

صدقات المتوفى: آثارها الخالدة

تُعدّ الصدقة الجارية من أهم الأعمال التي تُثمر ثواباً مستمراً بعد الوفاة، وهي تلك الأعمال التي يبقى أصلها ثابتاً وتستمر منفعتها. وقد ورد في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه). [١][٢]

فضل العلم و أثره الباقي

يُعدّ العلم النافع من أعظم الصدقات الجارية. فالعلم الذي يُنير الطريق للهداية ويفيد الناس في أمور دينهم يبقى أثره خالداً. وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم النافع بقوله: (سَلوا اللهَ عِلمًا نافعًا وتَعَوَّذوا باللهِ مِن علمٍ لا ينفعُ). [٤] فالعالم وإن رحل، إلا أن علمه يبقى ينتفع به الناس، ويحصد أجر ذلك باستمرار.

دعاء الولد الصالح: رحمة مستمرة

الأبناء الصالحون هم زينة الحياة الدنيا والآخرة. تربية الصالحين من أعظم الاستثمارات في الآخرة، فدعاء الولد الصالح لأبيه بعد وفاته يكون سبباً في وصول الخير إليه، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ). [٥][٦]

أعمال الخير الدائمة: منارات رحمة

تُعتبر العديد من الأعمال الصالحة صدقات جارية، منها: إجراء الأنهار وحفر الآبار، وغرس الأشجار، وبناء المساجد، ووقف المصاحف. كل هذه الأعمال تبقى منفعتها مستمرة، ويحصل فاعلها على ثوابها باستمرار. فمثلاً، حفر بئر يسقى منها الناس والحيوانات، يُكسب صاحبه أجراً عظيماً في الدنيا والآخرة. وكذلك بناء المسجد الذي يُقام فيه الصلاة وذكر الله، ثوابه مستمر طالما استمرّ استخدامه للعبادة.

روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:(بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).[٨]

برّ الأحياء بالمتوفين: أعمال الخير نيابة عنهم

يستطيع الأحياء أن يبرّوا موتاهم بأعمال خير تُهدى ثوابها إليهم. من هذه الأعمال: الصدقة بأنواعها، وقضاء ديون الميت، وقضاء صيامه، والحج والعمرة نيابة عنه، وقراءة القرآن الكريم والتصدق باسمه. وهذه الأعمال كلها تُعتبر من صور البرّ بالمتوفين.

روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-  أنَّ امْرَأَةً مِن جُهَيْنَةَ، جاءَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ:(إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حتَّى ماتَتْ، أفَأَحُجُّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ حُجِّي عَنْها، أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَةً؟ اقْضُوا اللَّهَ فاللَّهُ أحَقُّ بالوَفاءِ).[١٢]

الصدقة الجارية نيابة عن الميت: صلة رحمة مستمرة

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[١٤] تُعدّ الصدقة الجارية من أهمّ الأعمال التي تُفيد الميت بعد وفاته، سواء كانت من أقاربه أو من غيرهم. ومن أمثلة ذلك: الوقف، وبناء المستشفيات، وتوفير المساكن للمحتاجين.

Total
0
Shares
المقال السابق

أنواع العطاءات الخيرية

المقال التالي

تصنيفات الشقوق الأرضية

مقالات مشابهة