محتويات |
---|
حج التمتع |
حج القران |
حج الإفراد |
الاختلافات بين أنواع الحج |
أفضل أنواع الحج |
رحلة التمتع: تفاصيل حج التمتع
يُعرف حج التمتع بالاستمتاع بالعمرة قبل الحج، وهو أحد أنماط الحج الثلاثة المقبولة شرعاً. و يُعرّف عند الحنفية بأنه الانتفاع بالعمرة قبل الحجّ بأداء أعمال العمرة في أشهر الحج، ثمّ أداء الحجّ في نفس السنة، دون الرجوع إلى الأهل. أما عند المالكية، فيُعرّف بأنه الإحرام بالعمرة وإتمامها في أشهر الحجّ، ثمّ أداء الحجّ في نفس العام. ويختلف التعريف قليلاً عند الشافعية والحنابلة، لكنّ جوهره يبقى هو أداء العمرة أولاً ثمّ الحجّ في نفس موسم الحج.
سمي حج التمتع بهذا الاسم لأنّ الحاجّ المُتمتّع يُحلّ له بين العمرة والحجّ ما يحرم على الحاجّ القارن والمفرد. ويبدأ حج التمتع بالتحلل من الإحرام بعد أداء العمرة، ثمّ الانتظار حتى اليوم الثامن من ذي الحجة للإحرام بالحج. لا يُشترط طواف القدوم، ويتجه الحاج إلى منى، ثمّ يسعى بين الصفا والمروة بعد طواف الإفاضة، ويكمل باقي مناسك الحج. يُجيز له الخروج من الحرم لقضاء حاجاته دون الإقامة خارجه. يجب على المُتمتّع الهدي لما خُفِّف عنه من أمور في الحجّ كطواف القدوم. وإذا تعذر ذبح الهدي، فيجب عليه صيام ثلاثة أيام قبل يوم النحر، وسبعة أيام عند الرجوع إلى أهله.
حج القران: الجمع بين النسكين
يُعرّف حج القران بأنه الإحرام بالحجّ والعمرة معاً في نُسك واحد، بقول الحاج: “لبيك اللهم عمرةً في حجّة”. لا يتحلل الحاج من إحرامه بالحلق أو التقصير بعد إتمام أعمال العمرة؛ بل يبقى مُحرمًا لإتمام أعمال الحج. يُطلق عليه “قِران” لأنه يجمع بين العمرة والحج دون فصل.
لهذا النوع من الحج ثلاث صور: الأولى، الإحرام بالحج والعمرة معاً في وقت واحد وإحرام واحد. الثانية، إدخال الحج على العمرة، بالإحرام أولاً بالعمرة ثمّ إدخال الحج عليها. الثالثة، إدخال العمرة على الحج، بالإحرام بالحج وحده ثمّ إدخال العمرة عليه. الصورة الثالثة محل خلاف بين الفقهاء، فبعضهم يرى جوازها، والبعض الآخر لا يجيزها. يجب على الحاجّ القارن الهدي، وإن لم يستطع، يصوم ثلاثة أيام قبل يوم النحر، وسبعة أيام عند الرجوع إلى أهله.
حج الإفراد: أداء الحج منفرداً
يُعرّف حج الإفراد بأنه الإحرام بالحجّ دون العمرة، بقول الحاج: “لبيك اللهم حجاً”. وإن أراد أداء العمرة، فلا يؤديها إلا بعد الفراغ من مناسك الحج. يبدأ الحاجّ بطواف القدوم عند دخول مكة، ثمّ السعي بين الصفا والمروة (يفضل بعد طواف القدوم). يبقى مُحرمًا حتى اليوم الثامن من ذي الحجة، ليبيت في منى ويؤدي الصلوات الخمس، يقف بعرفة في اليوم التاسع، ويجمع بين الظهر والعصر، ثمّ يتوجه إلى مزدلفة، ثمّ إلى منى ليرمي جمرة العقبة، يحلق أو يقصر شعره، ويغتسل ويتطيب، ثمّ يُؤدي طواف الإفاضة. يعود إلى منى ليبيت ليلة الحادي عشر والثاني عشر (أو الثالث عشر إن لم يتعجل)، ويرمي الجمرات، ثمّ يُؤدي طواف الوداع.
مقارنة بين طرق أداء فريضة الحج
الفرق الرئيسي بين حج التمتع والقِران يكمن في فصل العمرة عن الحج في التمتع، بينما يتداخلان في القِران. في التمتع، يُحرم الحاجّ أولاً بالعمرة، ثمّ يُحرم بالحجّ لاحقاً. أما في القِران، فيُحرم الحاجّ بالعمرة والحجّ معاً في نُسك واحد. أمّا حج الإفراد، فلا يجب فيه الهدي، بخلاف حج التمتع والقِران اللذين يشترطان الهدي، كما ورد في قوله تعالى: ﴿فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾ [البقرة: 196].
أيّ نوع من الحجّ هو الأفضل؟
اختلف الفقهاء في تحديد أفضل أنواع الحجّ. يرى الشافعية والمالكية أنّ الإفراد أفضل من القِران والتمتع إذا كان الحاج قد أدّى العمرة في نفس العام، لعدم وجوب الهدي عليه، مستندين إلى أنّ النبيّ ﷺ حَجّ مفردًا. يُفضّل المالكية القِران على التمتع، بينما يُفضّل الشافعية التمتع على القِران. أما الحنفية، فيرون أنّ القِران أفضل من الإفراد والتمتع، للاستمرار في الإحرام من الميقات حتى الانتهاء. وأخيراً، يرى الحنابلة أنّ التمتع أفضل، ثمّ الإفراد، ثمّ القِران.
خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَمِنَّا مَن أَهَلَّ بعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَن أَهَلَّ بحَجٍّ وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَن أَهَلَّ بالحَجِّ، وَأَهَلَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالحَجِّ. [صحيح مسلم]
سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُلبِّي بالحَجِّ والعُمْرةِ جميعًا، يقولُ: لبَّيكَ عُمْرةً وحَجًّا. [صحيح أبي داود]
تَمَتَّعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ وأَهْدَى، فَسَاقَ معهُ الهَدْيَ مِن ذِي الحُلَيْفَةِ. [صحيح البخاري]