فهرس المحتوى
- طرفة بن العبد: حياةٌ مليئة بالثراء والإبداع
- نشأة طرفة: رحلةٌ من اليتم إلى الشهرة
- قصة مقتل طرفة: نهاياتٌ غامضة
- بعض الحقائق عن طرفة
- أشعار طرفة: فنٌّ رفيعٌ يتحدى الزمن
- المراجع
طرفة بن العبد: حياةٌ مليئة بالثراء والإبداع
كان طرفة بن العبد أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي، وصاحب إحدى المعلقات التي حظيت بإعجاب النقاد، فمنهم من اعتبرها أفضل من العديد من معلقات شعراء ذلك الزمن. تميز شعر طرفة بعمق مشاعره، وحساسيته للجمال، وبراعته في استخدام التشبيهات، كما عبر شعره عن آرائه الفلسفية عن الحياة.
ينتمي طرفة لعائلةٍ عريقةٍ من الشعراء، فجدّه وأبوه هما المرقشان، وخاله المتلمس، وكلٌّ منهم شاعرٌ مرموق. وقد ولد في عام 543 ميلادي في منطقة المالكية التي تقع في مملكة البحرين حاليًا.
نشأة طرفة: رحلةٌ من اليتم إلى الشهرة
عاش طرفة حياةً صعبةً بدأت باليتم، حيث فقد والده وهو صغير. رفض أعمامه إعطائه نصيبه من ميراث والده، فنشأ مع والدته وأخته الخرنق بنت بدر.
بعدما شبّ، انغمس طرفة في حياةٍ مليئة باللهو والمتعة، وغرق في ملذات الدنيا. أدى هذا سلوكٌ إلى استياء قبيلته، فنفوه من بينهم. يذكر طرفة هذه التجربة في معلقته، مشبّهًا نفسه ببعيرٍ مصابٍ بالجرب، يجب إبعاده قبل أن يصبح عبئًا ثقيلًا.
قصة مقتل طرفة: نهاياتٌ غامضة
ذاع صيت طرفة الشعري حتى وصل إلى الملك عمرو بن هند، الذي جعله من المقربين إليه. لكنّ الملك كان معروفًا بتقلب مزاجه، فكان له يومٌ للنعمة ويومٌ للبؤس.
هجى طرفة الملك عمرو بن هند بقصيدةٍ، فغضب الملك وقرر التخلص من الشاعر. استخدم الملك حيلةً لقتل طرفة، فأرسله مع شاعرٍ آخر – المتلمس – حاملًا رسالةً لملك البحرين تُشير إلى قتلهما.
وجد المتلمس الرسالة وقرأها، فتملكه الخوف والقلق، فألقاها في البحر و حذّر طرفة من خطرها.
لكنّ طرفة تجاهل التحذيرات، وادّعى أنّه يحسد على الشرف الذي حصل عليه، ورفض تغيير مساره.
دخل طرفة على ملك البحرين “المكعبر”، وقرأ الرسالة، فأخبره الملك بالمخطط لقتله وأمره بالهرب، لكن طرفة رفض ذلك.
أُلقي القبض على طرفة، وأُعدم في سجنه.
بعض الحقائق عن طرفة
تُعتبر بعض المعلومات التالية هامّةً لفهم حياة طرفة:
- كان عمر طرفة قصيرًا، فقد توفي وعمره 26 عامًا.
- يُذكر أنّ عُنترة بن شداد هو من قتل طرفة.
- كان ديوان طرفة الشعري يحتوي على 657 بيتًا.
- كانت معلقته تُمثّل السدس من ديوانه الشعري، وتُعتبر قصيدةً بارعةً بلغت 104 أبياتٍ.
- لُقّب طرفة بـ “الغلام القتيل”.
أشعار طرفة: فنٌّ رفيعٌ يتحدى الزمن
إليك بعض أشعار طرفة بن العبد التي تُظهر موهبته في التعبير الشعري:
قصيدة سائلوا عنا الذي يعرفنا
سَائِلُوا عَنّا الَّذي يَعرِفُنا:::بِقُوانا يَومَ تَحلاقِ اللِمَمِ
يَومَ تُبدي البيضُ عَن أَسوقِها:::وَتَلُفُّ الخَيلُ أَعراجَ النَعَمِ
أَجدَرُ الناسِ بِرَأسٍ صِلدِمٍ:::حازِمِ الأَمرِ شُجاعٍ في الوَغَمِ
كامِلٍ يَحمِلُ آلاءَ الفَتى:::نَبِهٍ سَيِّدِ ساداتٍ خِضَمِ
قصيدة إن امرأ سرف الفؤاد يرى
إِنَّ اِمرَأً سَرفَ الفُؤادِ يَرى:::عَسَلًا بِماءِ سَحابَةٍ شَتمِ
وَأَنا اِمرُؤٌ أُكوى مِنَ القَصرِ ال:::بادي وَأَغشى الدُهمَ بِالدُهمِ
وَأُصيبُ شاكِلَةَ الرِمِيَّةِ إِذ:::صَدَّت بِصَفحَتِها عَنِ السَهمِ
وَأُجِرُّ ذا الكَفِلِ القَناةَ عَلى:::أَنسائِهِ فَيَظَلُّ يَستَدمِ
قصيدة لخولة بالأجزاع من إضم طلل
لِخَولَةَ بِالأَجزاعِ مِن إِضَمٍ طَلَل:::وَبِالسَفحِ مِن قَوٍّ مُقامٌ وَمُحتَمَلِ
تَرَبُّعُهُ مِرباعُها وَمَصيفُها:::مِياهٌ مِنَ الأَشرافِ يُرمى بِها الحَجَلِ
فَلا زالَ غَيثٌ مِن رَبيعٍ وَصَيِّفٍ:::عَلى دارِها حَيثُ اِستَقَرَّت لَهُ زَجَلِ
مَرَتهُ الجَنوبُ ثُمَّ هَبَّت لَهُ الصَبا:::إِذا مَسَّ مِنها مَسكَنًا عُدمُلِ
المراجع
- “طرفة بن العبد”، الهنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
- “فليت لنا مكان الملك عمرو”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
- “قصائد طرفة بن العبد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022.
