طبيعة إبليس: ملاك أم جني؟

اختلاف الفقهاء حول طبيعة إبليس، الأدلة التي تدعم كونه ملاكًا، والأدلة التي تدعم كونه جنيًا، مع الرجوع إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
الخلاف حول أصل إبليسالفقرة الأولى
أدلة من يرون أنه ملاكالفقرة الثانية
أدلة من يرون أنه جنيالفقرة الثالثة
الخلاصةالفقرة الرابعة

أصول الخلاف حول خلق إبليس

تباينت آراء أهل العلم والفقه حول أصل إبليس، فانقسموا إلى فريقين رئيسيين: فريق يرى أنه من الملائكة، وفريق آخر يرى أنه من الجن. وقد اتخذ كل فريق أدلته من القرآن الكريم والسنة النبوية، مما أدى إلى هذا التنوع في الرأي.

دلائل الفريق الذي يرى أن إبليس من الملائكة

يعتمد هذا الرأي على الاستثناء القرآني الذي يذكر إبليس بشكل منفصل عن الملائكة، كما في قوله تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ﴾ [٢]. يشير هذا الاستثناء إلى أن إبليس كان ضمن الملائكة قبل عصيانه، ثمّ استثني منهم بسبب كفره.

كما يضيف أصحاب هذا الرأي أن تصنيف إبليس ضمن الملائكة في بعض المواضع القرآنية يدعم موقفهم، فذكرُه معهم يشير إلى انتمائه السابق إليهم. ويذكرون أيضاً آراء عدد من المفسرين والفقهاء الذين تبنوا هذا القول، منهم ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن المسيب وأبو الحسن الأشعري وموفق الدين وغيرهم.

ويردّ هذا الفريق على الرأي الذي يقول إن إبليس من الجنّ، بالتأكيد على أن الجنّ كانوا من أحياء الملائكة، إلا أن خلقهم كان من نارٍ سماوية، وأن إبليس كان قائدًا لهم.

دلائل الفريق الذي يرى أن إبليس من الجن

يؤيد هذا الرأي الآية الكريمة: ﴿إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾ [٣]. هذه الآية صريحة في بيان أصل إبليس من الجنّ، مما يقطع الطريق على أي تأويل آخر. ويؤكدون أن عصيان إبليس ورفضه السجود لآدم هو ما فرق بينه وبين الملائكة الطائعين.

ويضيفون أن إطلاق اسم الملائكة على إبليس قبل عصيانه، لا يعني بالضرورة أنه من جنسه، بل هو كمن يُنادي حليف القبيلة باسمها دون أن يكون من أبنائها. كما أن عصمة الملائكة من العصيان، كما جاء في قوله تعالى: ﴿لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [٤]، تُشير إلى اختلاف طبيعة إبليس عنهم.

استنتاج

اختلاف الفقهاء حول أصل إبليس يدل على عمق النصوص الدينية، وقدرتها على حمل تفسيرات متعددة. لكل فريق حججه ودلائله، ولا يمكن حسم الأمر بشكل قاطع. ويبقى الرجوع إلى الآيات القرآنية والتأمل فيها هو أفضل طريقة لفهم هذا الموضوع المهمّ.

يُشار إلى أهمية الرجوع إلى المراجع الشرعية الموثوقة لأخذ المزيد من المعلومات والإجابة على الأسئلة المتعلقة بهذا الشأن. فالتنوع في الآراء لا يعني التناقض، بل هو دليل على غنى الفقه الإسلامي وطريقته في معالجة المسائل الدينية.

المراجع:

  1. “لماذا أمر إبليس مع الملائكة بالسجود لآدم؟”،إسلام ويب، 2016-4-3، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-19. بتصرّف.
  2. سورة ص، آية: 73،74.
  3. سورة الكهف، آية: 50.
  4. سورة التحريم ، آية: 6.
  5. “هل إبليس من الملائكة أم من الجن “،الإسلام سؤال وجواب، 2001-10-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-19. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

إبليس في القرآن الكريم: دراسة شاملة

المقال التالي

اتفاقية سايكس بيكو: تقسيم الشرق الأوسط

مقالات مشابهة