جدول المحتويات
حكم خروج المرأة بعد وفاة زوجها
في الشريعة الإسلامية، يجب على المرأة التي توفي عنها زوجها أن تقضي فترة العدة في المسكن الذي كانت تقيم فيه معه. وإذا تلقت نبأ وفاة زوجها وهي في مكان آخر غير منزلها، فإنه يلزمها العودة إلى بيتها لتقضي العدة فيه. ولا يجوز لها مغادرة المنزل إلا لحاجة ضرورية أو لعذر مقبول خلال النهار.
وقد ورد في ذلك ما صح عن الفريعة بنت مالك، حينما استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجوع إلى أهلها بعد مقتل زوجها لعدم تركه لها مسكناً أو نفقة، حيث قالت:
(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: نعم قالت: فانصرفتُ، حتَّى إذا كنتُ في الحجرةِ أو المسجدِ ناداني رسولُ اللهِ أو أمرَ بي فنوديتُ له فقال: : كيف قلتِ؟ قالت: فردَّدتُ عليه القصةَ التي ذكرتُ له من شأنِ زوجي قال: امكُثي في بيتكِ حتَّى يبلغَ الكتابُ أجلَه قالت: فاعتددْتُ فيه أربعةَ أشهرٍ وعشرًا قالت: فلمَّا كان عثمانُ أرسلَ إليَّ فسألني عن ذلك؟ فأخبرتُه فاتبعَهُ وقضَى به).[2][3]
حكم مبيت المرأة خارج منزلها
أجاز العلماء للمرأة المعتدة الخروج من بيتها خلال النهار لقضاء ما يلزمها من حاجات، لكن لا يجوز لها المبيت خارج منزلها طيلة فترة العدة. استناداً لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما في شأن المتوفى عنها زوجها، حيث قال:
(لا يصلحُ للمرأةِ أن تبيتَ ليلةً واحدةً إذا كانت في عدةِ وفاةٍ أو طلاقٍ إلا في بيتِها).[4][5]
مدة عدة المرأة المتوفى عنها زوجها
تختلف مدة العدة للمرأة المتوفى عنها زوجها بحسب حالتها: فإذا كانت حاملاً، فإن عدتها تنتهي بوضع حملها، وذلك لقول الله تعالى:
(وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)،[6]
ومن المعروف أن أقصر مدة للحمل هي ستة أشهر، وغالبها تسعة أشهر. أما إذا لم تكن حاملاً، فإن عدتها تكون أربعة أشهر وعشرة أيام، لقول الله تعالى:
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)،[7]
خلال هذه المدة، يتبين ما إذا كانت المرأة حاملاً أم لا. فإذا تبين أنها حامل، فإنها تتبع عدة الحامل، وإلا فإنها تلتزم بأربعة أشهر وعشرة أيام.
الأمور التي يجب على المرأة تجنبها أثناء العدة
يجب على المرأة المعتدة أن تتجنب أموراً معينة طوال فترة العدة، وهي:
- الزينة: يجب عليها ألا تضع أي مواد تجميل على جسدها أو وجهها، وألا ترتدي القلائد والخواتم والأساور وغيرها من المجوهرات التي تزيد من جمالها وزينتها.[9]
- التطيّب: يجب عليها ألا تتعطر بأي رائحة، سواء كانت عطراً أو بخوراً أو دهناً أو غيرها.[9]
- ثياب الزينة: يجب عليها ألا ترتدي الملابس التي عادة ما ترتديها النساء في الاحتفالات والمناسبات، ولكن يجوز لها ارتداء الملابس النظيفة.[9]
المراجع
- محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 255، جزء 4. بتصرّف.
- رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن الفريعة بنت مالك بن سنان، الصفحة أو الرقم:1204 ، صحيح .
- سيد سابق (1977)، فقه السنة (الطبعة 3)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 334-335، جزء 2.
- رواه ابن كثير ، في إرشاد الفقيه ، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:233، إسناده قوي رجاله ثقات.
- لجنة الإفتاء (24-4-2018)، “حكم خروج المعتدة من بيتها نهاراً”، دار الإفتاء. بتصرّف.
- سورة الطلاق، آية: 4
- سورة البقرة، آية: 234
- مجموعة من المؤلفين (1433)، الموسوعة الفقهية، صفحة 138، جزء 3. بتصرّف.
- محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 254-255، جزء 4. بتصرّف.