ضوابط خروج الزوجة من المنزل بدون موافقة الزوج

تعرف على الضوابط الشرعية لخروج الزوجة من المنزل دون إذن الزوج، حالات الضرورة المبيحة للخروج، وحق الزوجة في الحصول على الإذن عند الاستئذان.

رأي الفقهاء في مغادرة الزوجة منزل الزوجية دون إذن

أجمع جمهور علماء الشريعة الإسلامية على عدم جواز خروج المرأة من منزل الزوجية بدون الحصول على موافقة الزوج. وقد استند العلماء في هذا الحكم إلى العديد من النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والتي تشير بوضوح إلى أهمية استقرار الحياة الزوجية وضرورة التزام المرأة بمسؤولياتها تجاه زوجها ومنزلها. فالأصل هو لزوم المرأة بيتها، وعدم الخروج إلا لحاجة أو ضرورة.

وقد استدلوا بقول الله تعالى:
“وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” (الأحزاب: 33).

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ” (رواه الترمذي). وهذا الحديث يدل على أن خروج المرأة قد يكون مدعاة للفتنة، لذا يجب أن يكون خروجها مقيداً بالضوابط الشرعية والإذن من الزوج. بل إن العلماء ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث يرون أنه لا يجوز للمرأة أن تبيت في منزل أهلها بعد الزواج إلا بإذن زوجها.

حالات الضرورة التي تبيح للزوجة الخروج

على الرغم من الأصل في عدم جواز خروج الزوجة بدون إذن زوجها، إلا أن الشريعة الإسلامية السمحة قد وضعت بعض الاستثناءات التي تبيح للمرأة الخروج في حالات الضرورة القصوى. ومع ذلك، يجب على الزوجة أن تتأكد من أن زوجها لن يمانع في خروجها، فإن كانت تعلم يقيناً معارضته، فلا يجوز لها الخروج إلا بإذنه الصريح.

ومن هذه الحالات:

  • شراء الاحتياجات الأساسية: كشراء الطعام والشراب والملابس الضرورية للمنزل والأسرة.
  • زيارة الطبيب: في حالة المرض أو الحاجة إلى رعاية صحية عاجلة.
  • السؤال عن أمور الدين: إذا كانت هناك مسائل دينية تحتاج إلى استفسار من أهل العلم.
  • حماية النفس من الخطر: إذا كان بقاءها في المنزل يعرضها للخطر.

وينبغي أن يكون الخروج في هذه الحالات للضرورة فقط، وألا يستغرق وقتاً طويلاً. فالهدف هو تلبية الحاجة الملحة ثم العودة إلى المنزل في أقرب وقت ممكن.

يقول ابن تيمية وعلماء آخرون: إن خروج المرأة من بيتها دون إذن زوجها يعتبر معصية لله ورسوله، ويستوجب الإثم والعقاب.

استحقاق الزوجة للإذن بالخروج عند طلبه

من حقوق الزوجة على زوجها أن يسمح لها بالخروج من المنزل إذا طلبت ذلك، طالما كان خروجها لا يترتب عليه فتنة أو ضرر. وينبغي للزوج أن يتفهم حاجة زوجته لزيارة أهلها وأقاربها، أو لقضاء بعض الأمور التي تعود عليها بالنفع.

لكن في المقابل، يجب على الزوجة أن تعلم أن هذا الإذن لا يبيح لها فعل المنكرات والمحرمات، كالتبرج المبالغ فيه، أو الجلوس في المجالس المختلطة التي لا تراعي الضوابط الشرعية. فالإذن بالخروج لا يعني الإذن بفعل المعاصي.

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق” (رواه أحمد). وهذا الحديث يدل على أن طاعة الزوج لا تكون على حساب طاعة الله ورسوله.

مراجع ومصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

ضوابط خروج المرأة في فترة العدة بعد وفاة زوجها

المقال التالي

ضوابط خروج المرأة بدون محرم

مقالات مشابهة