مقدمة
تعتبر تسمية المولود من الحقوق الهامة التي يكفلها الإسلام للطفل، حيث يظل الاسم ملازماً له طيلة حياته، ويؤثر على شخصيته ونظرته لنفسه، ونظرة المجتمع إليه. لذلك، يجب على الآباء والأمهات التأني والتبصر عند اختيار اسم المولود، والحرص على أن يكون الاسم حسناً، ذا معنى طيب، ولا يحمل أي دلالات سلبية أو محرمة شرعاً. وفي هذا المقال، سنتناول بالبحث والتحليل ضوابط تسمية المواليد، مع التركيز على اسم “إيلين” وحكم التسمية به في الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى عرض مجموعة من أفضل الأسماء المستحبة والمكروهة.
دلالات اسم إيلين
قبل الخوض في الحكم الشرعي المتعلق بالتسمية باسم إيلين، يجدر بنا التعرف على معنى هذا الاسم ودلالاته. اسم “إيلين” هو اسم علم مؤنث ذو أصول أجنبية، وتحديداً إنجليزية. يحمل الاسم معاني جميلة وإيجابية، فهو يعني “الضوء” أو “نور الشمس” أو “البريق”. ويقال أيضاً أنه يحمل معنى “أجمل نساء العالم”.
الحكم الشرعي في التسمية بإيلين
الأصل في تسمية الأسماء هو الإباحة، ما لم يرد نص شرعي يحرم أو يكره اسماً بعينه. وبناءً على ذلك، يجوز التسمية باسم “إيلين” للإناث، وذلك لأنه يحمل معنى جميلاً ولا يتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية. فالاسم لا يتضمن أي تعبيد لغير الله، ولا يحمل أي دلالات شركية أو إباحية.
وقد سئل بعض العلماء عن حكم التسمية باسم مشابه، وهو اسم “ألين”، فأجابوا بأنه قد يكون له معنى في اللغة العربية الفصحى، وهو الفعل المضارع من “الليونة”، أي ضد القساوة. ولكن، إذا كان الاسم من أصول أعجمية، فإنه ينبغي للمسلم أن يتحقق من معناه قبل التسمية به، خشية أن يكون متضمناً لمعنى أو شعار يتنافى مع الدين والأخلاق. ففي هذا العصر، اختلطت المفاهيم واختلت الموازين، ولا يمكن الوثوق بسلامة كل الأسماء الأعجمية.
أحسن أسماء الإناث
من أفضل الأسماء التي يمكن تسمية البنات بها، أسماء أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، وبنات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك أسماء الصحابيات -رضوان الله عليهن-، والتابعيات الصالحات، ونساء السلف الصالح. فالتسمية بهذه الأسماء تستحضر صور هؤلاء النساء العظيمات، وتشجع على الاقتداء بهن في الدين والأخلاق.
لقد تربت زوجات النبي وبناته والصحابيات على سنته الشريفة، ونهلن من علمه وأخلاقه -صلى الله عليه وسلم-. ومن أمثلة هذه الأسماء المباركة: خديجة، وعائشة، وفاطمة، ومريم، وأم كلثوم، وحفصة، وزينب، وغيرها.
الأسماء المستحبة والمكروهة
الأسماء المحبذة
من الأسماء التي استحب الشرع الإسلامي التسمية بها، اسما عبد الله وعبد الرحمن، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: (أحبُّ الأسماءِ إلى اللهِ عبدُ اللهِ، وعبدُ الرحمنِ). وكذلك جميع الأسماء المعبدة لله -عز وجل-، مثل عبد العزيز، وعبد الرحيم، وعبد الرزاق، وعبد السلام، وغيرها من الأسماء الحسنى.
كما يستحب التسمية بأسماء الأنبياء والرسل -صلوات الله عليهم وسلامه-، وأسماء الصالحين من الصحابة والتابعين، والأسماء التي تحمل وصفاً صادقاً للإنسان.
الأسماء المنهي عنها
يحرم التسمية بالأسماء التي تحمل تعبيداً لغير الله -عز وجل-، مثل عبد الرسول أو عبد النبي أو عبد الأمير. كما يحرم التسمية بأسماء وصفات يختص بها الله -عز وجل-، نحو الرحمن، أو الرحيم، أو الخالق، أو القدوس.
ويكره التسمية بأسماء الشياطين، مثل إبليس، أو أسماء الأصنام التي كانت تعبد في الجاهلية، مثل العزى، ومناة، وهبل. ويكره أيضاً التسمية بالأسماء التي تحمل معاني الإثم، مثل ظالم أو فاسق، أو أسماء رموز الكفر والشرك، مثل فرعون أو هامان. وكذلك الأسماء التي تحمل معنى قد يعرض صاحبها للسخرية والتنمر، أو الأسماء التي تحمل معاني بذيئة أو إيحاءات غير لائقة.
المراجع
- “معنى إسم ايلين في قاموس معاني الأسماء”، المعاني.
- فتاوى الشبكة الإسلامية، رقم الفتوى: 14595.
- “حكم التسمية بألين”، إسلام ويب.
- فتاوى الشبكة الإسلامية، رقم الفتوى: 14546.
- أخرجه أبو داود في سننه، رقم الحديث: 4950، وصححه الألباني.
- كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، ص222.
- فتاوى إسلامية، رقم الفتوى: 14652.