مقدمة
تعتبر الصلاة عمود الدين وأساسه، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام. لذلك، يحرص المسلم على أدائها على أكمل وجه، ملتزماً بالشروط والآداب التي تضمن قبولها. ومن بين المسائل التي قد تشغل بال المصلي، هي حكم الصلاة على أنواع معينة من السجاد، خاصةً تلك التي تحمل رسومات أو زخارف.
حكم أداء الصلاة على سجادة عليها صورة الكعبة
يجوز أداء الصلاة على سجادة تحمل صورة الكعبة المشرفة أو صوراً لأماكن مقدسة أخرى كالمساجد، وذلك بشرط أساسي وهو خلو هذه الصور من صور ذوات الأرواح، سواء كانت آدمية أو حيوانية. ولا مانع من وطء هذه السجادة بالقدمين، قياساً على جواز دخول الكعبة المشرفة والمشي فيها والصلاة فيها، حيث لا يعتبر ذلك امتهاناً لقدسية المكان.
الأفضل أن تكون صورة الكعبة واحدة وواضحة، لتجنب تشتيت ذهن المصلي وإلهائه عن الخشوع في صلاته. أما إذا كانت الصلاة على هذه السجادة بقصد الإهانة، أو إذا كانت الرسومات تسبب إشغالاً للمصلي وتفقده التركيز، فإنه لا يجوز الصلاة عليها. وقد ورد في الحديث النبوي ما يدل على ذلك:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أعْلَامٌ، فَنَظَرَ إلى أعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: اذْهَبُوا بخَمِيصَتي هذِه إلى أبِي جَهْمٍ وأْتُونِي بأَنْبِجَانِيَّةِ أبِي جَهْمٍ، فإنَّهَا ألْهَتْنِي آنِفًا عن صَلَاتي وقالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عن أبِيهِ، عن عَائِشَةَ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كُنْتُ أنْظُرُ إلى عَلَمِهَا، وأَنَا في الصَّلَاةِ فأخَافُ أنْ تَفْتِنَنِي). رواه البخاري.
الخميصة هي كساء مخطط أو ذو نقوش، والأنبجانية كساء صوف ليس فيه علم ولا نقش. وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الصلاة على السجاد الذي يحمل صوراً للمساجد، فأجاب بأنه لا ينبغي وضع هذا النوع من السجاد أمام الإمام، لأنه قد يشوش عليه ويشتت انتباهه، مما يخل بالصلاة. إلا إذا انتفت هذه العلة، وهي ذهاب الخشوع والانشغال بالصور، فلا بأس في ذلك.
رأي الشريعة في الصلاة على السجاد المزخرف
تصح الصلاة على السجاد أو الفرش المزخرفة، ولكن الأفضل تجنبها وكراهة استخدامها في الصلاة، لما قد تسببه من تشتيت الذهن وإذهاب الخشوع، وجلب السهو والسرحان. فالأفضل للمصلي أن يختار سجادة بسيطة ليس فيها ما يشغله أو يلهيه عن الصلاة. فإذا كان المصلي لا يتأثر بهذه الزخارف، لكونه ضريراً أو ضعيف البصر، أو لاعتياده عليها، فلا يكره له الصلاة عليها.
حكم الشرع في الصلاة على السجاد الذي يحمل تصاوير
يجوز الصلاة على السجاد أو الفرش التي تحتوي على تصاوير، لأنها عادةً ما تُوطأ بالأقدام وتُبتذل، ولا يكون فيها تعظيم. وقد رخص في ذلك العديد من العلماء، ونُقل الجواز عن الإمام أحمد وإسحاق. ومع ذلك، كره البعض الصلاة عليها. والراجح أنه لا بأس ولا حرج في الصلاة عليها.
خلاصة
باختصار، يجوز الصلاة على السجاد الذي يحمل صور الكعبة أو المساجد أو غيرها من الرسومات، طالما أنها لا تشتمل على صور لذوات الأرواح، ولا تسبب إلهاءً للمصلي عن الخشوع في صلاته. والأفضل للمصلي أن يختار سجادة بسيطة خالية من الزخارف والنقوش التي قد تشتت ذهنه وتفقده التركيز.