مقدمة
تعتبر الصلاة عمود الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد بين الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كيفية أدائها وأحكامها. ومن بين هذه الأحكام مسألة الجهر والإسرار بالقراءة في الصلوات. هذا المقال سيتناول حكم رفع الصوت في الصلاة السرية، بالإضافة إلى استعراض الحكمة من التفريق بين الصلوات الجهرية والسرية، وتحديد الضوابط المتعلقة برفع الصوت في الصلاة السرية.
الرأي الشرعي في الجهر بالصلاة السرية
يجوز للمصلي أن يرفع صوته في الصلاة السرية، كما يجوز له أن يخفض صوته في الصلاة الجهرية، مع الإشارة إلى أن ذلك يعتبر مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فالسنة هي الجهر ورفع الصوت في الصلاة الجهرية في مواطن الجهر، كالركعتين الأوليين من صلاتي المغرب والعشاء، وصلاة الفجر. والسنة أيضاً هي الإسرار في الصلاة السرية، مثل صلاة الظهر والعصر والرواتب وصلاة الضحى.
ذهب بعض العلماء إلى جواز رفع المصلي لصوته في الصلاة السرية، شريطة أن يقتصر على بعض الآيات دون قراءة كاملة، وأن تكون القراءة بحيث يسمع نفسه فقط، دون أن يزعج الآخرين. يجوز ذلك خاصةً إذا خشي المصلي الوسوسة أو التشويش. والأصل هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالجهر في مواطن الجهر، والإسرار في مواطن الإسرار.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي”.
الغاية من الإجهار والإخفات في الصلوات
ينبغي على المسلم الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، دون أن يعلق هذا الالتزام على معرفة العلة أو السبب وراء الأفعال والأقوال. ومع ذلك، لا يوجد مانع من البحث في العلة والسبب بعد الالتزام بما أمر الله به ورسوله. فالمسلم يسر في صلاته السرية ويجهر في صلاته الجهرية امتثالاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم واقتداءً به.
قد تكون العلة في القراءة الجهرية في صلاة المغرب والعشاء والفجر هي تحقيق الفائدة من قراءتها بصوت عال في تلك الأوقات، بخلاف صلاتي الظهر والعصر، التي يناسبهما خفض الصوت لانشغال الناس، كما ذكر العلامة ابن باز رحمه الله.
مقدار الجهر في الصلاة السرية
اختلف العلماء في تحديد مقدار رفع الصوت في الصلاة السرية. ذهب أغلب العلماء إلى وجوب أن يسمع المصلي نفسه عند القراءة. الإمام النووي يرى أن أدنى الإسرار في القراءة هو أن يسمع المصلي صوت نفسه، إلا إذا كان هناك عارض يمنعه من ذلك، سواء كان ذلك في التشهد أو التسبيح أو التكبير أو القراءة.
بينما يرى المالكية أنه يكفي للمصلي أن يحرك شفتيه بمخارج الحروف عند القراءة، دون أن يسمع نفسه. وقد رجح هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية.
المصادر والمراجع
- حكم الجهر في الصلاة السرية بغرض تحصيل الخشوع فيها – الإسلام سؤال وجواب
- رواه الذهبي ، في تنقيح التحقيق ، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 1/164، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ما الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية – الإسلام سؤال وجواب
- هل يجب على المصلي أن يسمع نفسه القراءة – إسلام ويب