فهرس المحتويات
توضيح حكم رفع الصوت للمرأة بشكل عام
لا يوجد تحريم قاطع لرفع المرأة صوتها، حتى وإن كان ذلك عن قصد، طالما لم يكن مصحوباً بالخضوع في القول أو يثير الفتنة لدى المستمعين. الخطأ يكمن في النية والقصد، وليس في مجرد ارتفاع الصوت بشكل عفوي. هناك اختلاف بين العلماء حول اعتبار صوت المرأة عورة يجب سترها أمام الرجال الأجانب، والرأي الأرجح يعتبر أن صوتها ليس عورة في الأصل، ولكن يحرم رفعه إذا كان فيه تليين أو خضوع بالكلام أمام غير المحارم.
أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأن صوت المرأة في ذاته ليس عورة، ولا يحرم سماعه إلا إذا اشتمل على ترقيق وتكسر، فيصبح محرماً على غير الزوج. وهذا مستند على الآية الكريمة:
قال تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا).[الأحزاب: 32]
فالآية تحذر من الخضوع بالقول الذي قد يثير الفتنة، وتشجع على الكلام المعروف والمستقيم.
توضيح حكم ترتيل القرآن الكريم بصوت مسموع للمرأة
هناك حالتان لقراءة المرأة للقرآن أمام الرجال الأجانب:
- القراءة المصحوبة بتحسين وتلحين وتغني: في هذه الحالة، لا يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن أمام الرجال الأجانب، لما قد يثير ذلك من فتنة وإعجاب بالصوت.
- القراءة الخالية من التحسين والتغني والترقيق: في هذه الحالة، يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن أمام الرجال الأجانب إذا دعت الحاجة لذلك، كأن تكون في مقام التعليم أو التلاوة الجماعية بغرض التعلم.
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم تحسين الصوت في قراءة القرآن للطالبات أمام المعلم، فأجاب بأن الله تعالى قال: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)،[الأحزاب: 32] ولا يجب على الطالبة التي تقرأ القرآن أن تحسن صوتها بشكل مبالغ فيه يخشى معه الفتنة، ويكفيها أن تقرأ القرآن قراءة عادية.
توضيح حكم ارتفاع صوت الزوجة على زوجها
لا يجوز للمرأة أن ترفع صوتها على زوجها، حتى في حالات الغضب. يجب على الزوجة أن تعي حق الزوج عليها وأن تقدره حق قدره. رفع الصوت على الزوج أو سبه يعتبر من النشوز المحرم، والذي يمنح الزوج الحق في معاملة زوجته معاملة الناشز. يجب على المرأة الالتزام بالسنة النبوية في التعامل مع الغضب، من خلال الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وتغيير الوضعية والوضوء.
كما يجب على الطرفين، الزوج والزوجة، التحلي بالصبر والحكمة في التعامل مع الخلافات الزوجية، وتجنب كل ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل.
وفي الحديث الشريف، حث الرسول صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة الزوجات، حيث قال: “استوصوا بالنساء خيرا”.