ضمان الغذاء: أهميته في الدول النامية

استعراض شامل لأهمية الأمن الغذائي في الدول النامية، مكوناته، وأبعاده المختلفة، مع التركيز على الحلول والفرص المتاحة.

جدول المحتويات

ما هو الأمن الغذائي؟

يُعرّف الأمن الغذائي المطلق بأنه قدرة دولة ما على إنتاج غذاء يكفي أو يزيد عن احتياجات سكانها. أما الأمن الغذائي النسبي، فيشير إلى قدرة دولة أو مجموعة دول على توفير السلع الغذائية بشكل كلي أو جزئي. يُشبه الأمن الغذائي المطلق الاكتفاء الذاتي، بينما يمثل الأمن الغذائي النسبي ضمان توفير الحد الأدنى من السلع الغذائية اللازمة للمجتمع، سواءً من خلال الإنتاج المحلي أو الاستيراد. [1]

وتُعرّف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الأمن الغذائي بأنه حصول كل فرد على الغذاء الكافي والآمن والمتوازن بشكل مستمر، مما يسمح له بعيش حياة صحية وفعالة. كما تُحدد منظمة الصحة العالمية معايير أساسية لإنتاج، وتجهيز، وتوزيع أغذية آمنة وصحية مناسبة للاستهلاك البشري. [2]

الدور الحيوي للأمن الغذائي في التنمية

تُعد استراتيجيات الأمن الغذائي في الدول النامية ضرورية لزيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين القدرة التنافسية. تكمن أهمية ذلك في عدة جوانب رئيسية:[3]

  • تحفيز الاستثمار وزيادة الدخل: يُسهم الأمن الغذائي في زيادة دخل الأسر، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الغذاء.
  • النمو السكاني والهجرة: تؤدي الهجرة من الريف إلى المدن وزيادة عدد السكان إلى ارتفاع الطلب على الغذاء، مما يتطلب توفير كميات أكبر لتجنب العجز الغذائي.
  • التحديث الزراعي: يُعزز استخدام التقنيات الزراعية الحديثة والآلات الزراعية الفاعلية الإنتاجية، ويساعد على تقليل الاعتماد على الواردات.
  • رفع مستوى المعيشة: يُسهم الأمن الغذائي في تحسين مستوى معيشة السكان الريفيين، خاصةً النساء، من خلال زيادة فرص العمل والدخل.

ركائز تحقيق الأمن الغذائي

يُعدّ الأمن الغذائي من الأولويات الرئيسية لبرامج التغذية، ويتكون من عناصر مترابطة:[4]

  • التوافر: وجود كمية كافية من الغذاء، سواءً من خلال الإنتاج المحلي أو الاستيراد أو المساعدات.
  • الوصول: توافر الموارد المالية أو غيرها للحصول على الغذاء، سواءً من خلال الإنتاج، أو الشراء، أو المساعدات.
  • الاستخدام: الاستخدام الأمثل للغذاء من خلال التخزين السليم، والمعرفة السليمة بالتغذية، والرعاية الصحية.
  • الاستقرار: ضمان توفر الغذاء بشكل مستمر، حتى في حالات الطوارئ.

منظور متكامل للأمن الغذائي

يتمتع الأمن الغذائي بأبعاد متعددة ومتشابكة:[2]

البُعد الأخلاقي: يُشدد هذا البعد على حق الإنسان في الحصول على الغذاء، بغض النظر عن خلفيته، وضرورة تجنب التبعية الغذائية والسياسية، ومكافحة الاحتكار والغش في الغذاء.

البُعد الاجتماعي: يتناول هذا البعد العوامل الاجتماعية المؤثرة، مثل النمو السكاني، وتطور مستوى رفاهية السكان، وتكافؤ الفرص بين الجنسين، والهجرة.

البُعد الاقتصادي: يركز هذا البعد على العوامل الاقتصادية، مثل توافر الموارد، وتطور الصناعة، والتجارة، والاستثمار.

البُعد السياسي: يُلقي هذا البعد الضوء على دور الدولة في وضع السياسات والبرامج، وتنسيق الجهود بين القطاعات المختلفة.

المصادر

[1] مجمد ولد عبد الدايم (3/10/2004)،”مفاهيم تتعلق بالأمن الغذائي”،www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2018. بتصرّف.

[2] أبأ.د. محمد نجيب بو طالب ،أبعاد مفهوم الأمن الغذائي، صفحة 5-11، 12-13. بتصرّف.

[3] “مرتكزات الإستراتيجية التنموية للأمن الغذائي العربي”،www.aljazeera.net، 3/10/2004، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2018. بتصرّف.

[4] “الأمن الغذائي”،www.emro.who.int، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2018. بتصرّف.

Total
0
Shares
المقال السابق

أهمية ضمان الغذاء في الإسلام

المقال التالي

دراسة الإنسان: أهميتها وفروعها

مقالات مشابهة

دول مجلس التعاون الخليجي: نظرة عامة

مجلس التعاون الخليجي، أو كما يُعرف اختصارًا بـ (GCC)، هو اتحاد سياسي واقتصادي يضم دول الخليج العربي الست، ويشمل هذه الدول: البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت وقطر. تتميز هذه الدول بثروة طبيعية هائلة، خاصةً من احتياطيات النفط والغاز، ويسعى مجلس التعاون إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين دولها في جميع المجالات.
إقرأ المزيد