ضغط الدم المنخفض وصحة القلب

تأثير ضغط الدم المنخفض على القلب. هل يسبب انخفاض ضغط الدم مشاكل في القلب؟ وهل تؤثر أمراض القلب على قراءة ضغط الدم؟ إرشادات للحفاظ على قلب سليم وضغط دم طبيعي.

نظرة عامة حول هبوط ضغط الدم

يعتبر ضغط الدم المنخفض، أو ما يعرف طبيًا بـ “Hypotension”، حالة يتم فيها تسجيل قراءة للضغط الانقباضي أقل من 90 ملم زئبقي، أو قراءة للضغط الانبساطي تقل عن 60 ملم زئبقي. يرى العديد من الأطباء أن ضغط الدم منخفض إذا تسبب في ظهور أعراض معينة مثل الدوخة، وعدم وضوح الرؤية، وفقدان التركيز. ومن المهم الإشارة إلى أن قراءة ضغط الدم التي تعتبر منخفضة لشخص ما، قد تكون طبيعية تمامًا لشخص آخر. فيما يلي، سنتناول بالتفصيل العلاقة بين ضغط الدم المنخفض وأمراض القلب المختلفة.

تأثير انخفاض ضغط الدم على وظائف القلب

عادةً ما يتمتع الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة ولديهم ضغط دم منخفض (ولكن ضمن المعدلات المقبولة) بفرصة للعيش لفترة أطول مقارنة بالأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم (ولكن ضمن المعدلات المقبولة أيضًا). من الضروري قياس ضغط الدم بشكل صحيح خلال فترات الراحة. ومع ذلك، فإن الانخفاض الشديد في ضغط الدم يعتبر حالة صحية غير مرغوب فيها وقد يكون خطيرًا في بعض الحالات، حيث يمكن أن يؤدي إلى عدة مضاعفات، بما في ذلك:

  • الذبحة الصدرية: وهي حالة تتميز بنقص في التروية الدموية الواصلة إلى عضلة القلب، مما يسبب ألمًا في الصدر أو صعوبة في التنفس.
  • الصدمة: وهي حالة خطيرة تهدد حياة الفرد، وتنتج عن تلف أعضاء الجسم نتيجة فقدان التروية الدموية الكافية.
  • عدم وصول كميات كافية من الدم إلى جميع أجزاء الجسم، مما يحرم الخلايا من الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية.
  • عدم قدرة الخلايا على التخلص من الفضلات بشكل فعال، مما يؤدي إلى خلل في وظائف الخلايا والأعضاء المتضررة.

تأثير أمراض القلب على مستويات ضغط الدم

قد تتسبب بعض أمراض القلب، مثل بطء ضربات القلب، وفشل القلب، والنوبة القلبية، ومشاكل صمامات القلب، في انخفاض ضغط الدم. هذا بدوره يضعف قدرة القلب على توزيع الكميات الكافية من الدم التي يحتاجها الجسم. فيما يلي شرح موجز لهذه الأمراض:

  • بطء ضربات القلب (Bradycardia): يُعرّف بطء ضربات القلب بأنه تباطؤ غير طبيعي في معدل ضربات القلب، حيث يصبح أقل من 60 نبضة في الدقيقة. يعود السبب عادةً إلى وجود مشكلة في الإشارات الكهربائية في القلب، مما يؤدي إلى تأخير الوقت بين الضربات. وتتراوح المعدلات الطبيعية لضربات القلب بين 60 و 100 نبضة في الدقيقة.
  • مرض صمام القلب: يمكن أن يؤدي وجود مشكلة في أحد صمامات القلب إلى فشله في الفتح والإغلاق بشكل صحيح، مما قد يسبب آثارًا خطيرة على القلب، بما في ذلك عرقلة عملية ضخ الدم بكميات كافية إلى جميع أنحاء الجسم.
  • النوبة القلبية: قد ينخفض ضغط الدم أثناء النوبة القلبية لعدة أسباب:

    • تلف النسيج القلبي: قد تقل كمية الدم التي يستطيع القلب ضخها إلى باقي أجزاء الجسم نتيجة انسداد أو انقطاع كامل للتروية الدموية أثناء النوبة، مما قد يسبب صدمة وموت النسيج القلبي.
    • الاستجابة للألم: قد يحفز الألم الشديد رد فعل للجهاز العصبي يُعرف بالاستجابة الوعائية المبهمة، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم واحتمالية الإغماء.
    • نشاط الجهاز العصبي اللاودي: قد تسبب النوبة القلبية زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاودي، المسؤول عن تهدئة الجسم وخفض ضغط الدم.
  • فشل القلب: يتمثل فشل القلب في عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافٍ إلى جميع أجزاء الجسم، وغالبًا ما يحدث ذلك نتيجة تصلب أو ضعف شديد في عضلة القلب. من الشائع أن يعاني المصابون بفشل القلب المصحوب بانخفاض الكسر القذفي من انخفاض ضغط الدم، ويعتبر انخفاض ضغط الدم الانتصابي أحد العوامل المهمة التي تحد من معايرة العلاجات الروتينية المستخدمة لعلاج فشل القلب.

إرشادات للمحافظة على صحة القلب وضغط الدم

هناك مجموعة من النصائح الهامة التي تدعو إلى تغيير نمط الحياة بهدف الحفاظ على صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي وتقليل أو منع ظهور أعراضه. ومن أبرز هذه النصائح:

  • شرب كميات وافرة من الماء وتجنب شرب الكحول. فالماء يمنع الجفاف ويزيد من حجم الدم، بينما يسبب الكحول الجفاف وقد يخفض ضغط الدم.
  • الانتباه إلى وضعية الجسم وتجنب الجلوس بوضعية تربيع القدمين أو وضع ساق فوق أخرى. يُنصح بالتحرك برفق عند الانتقال من وضعية الاستلقاء أو القرفصاء إلى الوقوف.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تناول وجبات صغيرة من الطعام الصحي منخفض الكربوهيدرات. يساعد تناول كميات صغيرة من الطعام عدة مرات في اليوم، والحد من الكربوهيدرات (البطاطا، الأرز، المعكرونة، الخبز) على منع انخفاض ضغط الدم بعد الوجبات.
  • شرب كوب أو كوبين من القهوة أو الشاي الذي يحتوي على الكافيين مع وجبة الإفطار، بناءً على توصية الطبيب. شرب الكافيين على مدار اليوم قد يسبب الجفاف ويقلل من حساسية الجسم للكافيين.
  • ممارسة التمارين الرياضية التي ترفع معدل ضربات القلب بانتظام لمدة 30-60 دقيقة يوميًا، وممارسة تمارين المقاومة 2-3 أيام في الأسبوع. يُنصح بتجنب ممارسة الرياضة في الأجواء الحارة والرطبة.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض للتدخين السلبي قدر الإمكان.
  • التحكم في مستوى الكوليسترول في الدم ومعدل ضغط الدم.
  • السيطرة على التوتر والضغط النفسي.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

انخفاض ضغط الدم لدى الحامل في الشهر السابع: الأسباب، الأعراض، وطرق التعامل

المقال التالي

الإجهاد النفسي: نظرة شاملة وأساليب التخفيف

مقالات مشابهة

حساسية الشوكولاتة: أسبابها، أعراضها، وفوائد الشوكولاتة الداكنة

استكشف مخاطر وفوائد الشوكولاتة، من الحساسية إلى فوائد الشوكولاتة الداكنة الغنية بمضادات الأكسدة. تعرف على مسببات الحساسية، أعراضها، وكيفية التعامل معها.
إقرأ المزيد