صيام عاشوراء: تاريخه، فضائله، وأحكامه

استكشاف تاريخ صيام عاشوراء، فضائله، أحكامه، وموقعه في التقويم الإسلامي.

فهم صيام عاشوراء: رحلة عبر الزمن

يُعدّ صيام عاشوراء من العبادات المهمة في الإسلام، ويحمل هذا اليوم ذكرى عظيمة في التاريخ الإسلامي. سنتناول في هذا المقال تاريخ هذا الصيام، فضائله، أحكامه الشرعية، ووقته في التقويم الهجري.

أصل صيام عاشوراء وارتباطه بنبي الله موسى

عندما قدم النبي ﷺ إلى المدينة المنورة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. فسألهم عن سبب صيامهم، فأخبروه أنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وجنوده. وقد كان موسى يصومه شكراً لله تعالى. فصامه النبي ﷺ وأمر بصيامه قائلاً: (أَنتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَىٰ مِنْهُمْ فَصُومُوا).[١]

ولكن، لم يكن صيام النبي ﷺ اقتداءً باليهود، بل اقتداءً بنبي الله موسى عليه السلام، كما جاء في رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: (فَإِنِّي أَحَقُّ بِمُوسَىٰ مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ).[٣]

وتُروى قصة نجاة موسى عليه السلام وإغراق فرعون في القرآن الكريم بقوله تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ).[٥]

موعد يوم عاشوراء في التقويم الإسلامي

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم الحرام،[٨] وهو أحد الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [٩].

الثواب العظيم لصيام عاشوراء

يحظى من يصوم يوم عاشوراء بثواب عظيم، منها: تكفير ذنوب السنة الماضية، كما ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن الرسول ﷺ قال: (سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ).[١٢] وقد ذهب بعض العلماء إلى أن هذا التكفير يشمل الذنوب الصغائر دون الكبائر.

كما أن صيام عاشوراء هو اتباع لسنة رسول الله ﷺ، كما جاء في رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما: (مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ).[١٤]

بالإضافة إلى ذلك، فإن صيام عاشوراء هو اقتداء بنبي الله موسى عليه السلام، وشكر لله على نعمه الكثيرة، والسير على نهج الصحابة الكرام الذين كانوا يصومون هذا اليوم ويصومون أبناءهم معه.

الحكم الشرعي لصيام عاشوراء

اتفق الفقهاء على أن صيام عاشوراء سنة مؤكدة. وقد قال النبي ﷺ: (هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ).[١٦] وقد ذهب بعض العلماء إلى أن صيام عاشوراء كان فرضاً في بداية الإسلام، ثم أصبح سنة بعد فرض صيام رمضان.

ويُستحبّ صيام يوم التاسع من محرم (تاسوعاء) مع عاشوراء، لتفادي مشابهة اليهود الذين كانوا يصومون عاشوراء فقط، كما أن صيام اليوم الذي قبله أو بعده يحمي من الخطأ في تحديد بداية الشهر الهجري.

المراجع

[١] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، صحيح.

[٣] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، صحيح.

[٥] سورة الشعراء، آية: 63.

[٨] [مرجع مناسب] [٩] سورة التوبة، آية: 36.

[١٢] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، صحيح.

[١٤] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، صحيح.

[١٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاوية بن أبي سفيان، صحيح.

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
فهم صيام عاشوراء: رحلة عبر الزمنفهم صيام عاشوراء
أصل صيام عاشوراء وارتباطه بنبي الله موسىأصل صيام عاشوراء
موعد يوم عاشوراء في التقويم الإسلاميموعد عاشوراء
الثواب العظيم لصيام عاشوراءفضل عاشوراء
الحكم الشرعي لصيام عاشوراءأحكام عاشوراء
المراجعالمراجع
Total
0
Shares
المقال السابق

التحديات التي تواجه البلع: الأسباب والعلاج

المقال التالي

أسباب الوهن العام وكيفية التغلب عليه

مقالات مشابهة

مقومات الإيمان الراسخ: دروب الثبات على دين الله

استكشاف أهم العوامل التي تُسهم في ترسيخ الإيمان وتعزيز الثبات على دين الله، من خلال تجنب المحرمات، ومجالسة الصالحين، وقراءة القرآن الكريم، وغيرها من الممارسات الروحية والعلمية.
إقرأ المزيد