صناعة الورق: رحلة من البردي إلى التكنولوجيا الحديثة

استكشف تاريخ صناعة الورق من بداياته مع المصريين القدماء إلى التكنولوجيا الحديثة في تصنيع الورق من الأشجار. تعرف على طرق تصنيع الورق الميكانيكي والكيمائي، والمراحل المختلفة في كل طريقة.

محتويات

ما هو الورق؟

الورق مادةٌ مصنوعة من ألياف السيلولوز المستخلصة من النباتات، وتتخذ شكل صفحات رقيقة. يجد الورق العديد من الاستخدامات في حياتنا اليومية، مثل الكتابة والطباعة والتغليف والتعبئة. بعض أنواع الورق تستخدم لترشيح الرواسب من المحاليل، وتدخل في صناعة مواد البناء.

تاريخ صناعة الورق

تعود بداية صناعة الورق إلى الألف الثالث قبل الميلاد، مع المصريين القدماء. ابتكروا مادةً مناسبة للكتابة والتدوين من نبات البردي، الذي كان متوفرًا بكثرة في مصر، وخصوصاً في مستنقعات الدلتا. أطلقوا على هذا الورق اسم “ورق البردي”، والذي يُعد أحد أهم اختراعات البشرية.

كانت صناعة ورق البردي تتم عن طريق تقطيع لبّ نبات البردي إلى شرائح طويلة، ثم ترتيب هذه الشرائح بشكل متعاكس لعمل طبقتين أو ثلاث طبقات. تُوضع هذه الطبقات فوق بعضها وتبلل بالماء ثم تُضغط وتُترك لتجف. كانت كل صفحة تُصنع بشكل منفصل، ولكن يمكن لصقها ببعضها البعض.

مرّت صناعة الورق بتطورات عديدة عبر العصور، مع استخدام طرقٍ ومواد مختلفة. وصولاً إلى صناعة الورق الحديث، المصنوع من الأشجار باستخدام تقنيات وأجهزة متطورة.

طرق صناعة الورق الحديث

تُستخدم لحاء الأشجار في تصنيع الورق الحديث. تُقطع الأشجار للحصول على جذوعها، ثم تُنقل إلى مصانع الورق، حيث تُخضع لعمليات التصنيع الميكانيكية والكيمائية.

مراحل تصنيع الورق الميكانيكي

  1. تُستخدم أسطوانة دوارة داخل المصنع لنزع اللحاء عن جذور الأشجار.
  2. يُستخدم منشار آلي لتقطيع الخشب إلى شرائح رقيقة، بطول أقل من سنتيمترين.
  3. تُعالج شرائح الخشب بالبخار وبعض المواد الخاصة، بعد وضعها في حوض مخصص. تُمزج المكونات جيداً لتحويلها إلى عجينة.
  4. تُنقل العجينة إلى حوض آخر لغسلها والتخلص من الشوائب العالقة، كما يُضاف اللون المطلوب.
  5. تُوضع العجينة في أجهزة خاصة لتجفيفها من الماء وتشكيلها على هيئة صحف. تُعاد تجفيف هذه الصحف.
  6. يُستخدم جهاز خاص لتلميع الورق وصقله للحصول على مظهر أفضل.

مراحل تصنيع الورق الكيميائي

تُقسم عملية صناعة الورق الكيميائي إلى مرحلتين رئيسيتين:

تصنيع الكتل الليفية:

  1. يُقطع الشجر إلى أجزاء طولها متر أو مترين، ثم يُنزع اللحاء عن القطع وتُغسل جيداً.
  2. تُكسر القطع الخشبية باستخدام كسارة خاصة تُعرف باسم جذاذات.
  3. تُغطى القطع الصغيرة بمحلول كيميائي لتحرير الألياف السيلولوزية.
  4. تُنقل هذه المكونات إلى جهاز خاص لفصل اللب، ثم يُطحن ويُقطع، ويُضاف إليه مواد خاصة لتحسين لونه وجودته وقوته.
  5. تخرج الألياف من الخشب، ثم تُغسل جيداً للتخلص من المواد الكيميائية، ويتشكل خليط مائي.

إنتاج الورق:

بعد انتهاء مرحلة معالجة اللحاء وتحويله إلى خليط مائي، يُنقل إلى أجهزة خاصة تقوم بتشكيله على هيئة لفافات متواصلة، كما تُجفّف الورق تماماً من المياه. تعمل هذه الأجهزة بشكل أوتوماتيكي وسريع، ويمكن للمصنع إنتاج الورق على هيئة رولات ضخمة أو تقطيعه بأحجام محددة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

صناعة اللبن: رحلة من الحليب إلى الطاولة

المقال التالي

صومعة حسان: تحفة معمارية إسلامية

مقالات مشابهة