محتويات
صلح الحديبية: اتفاقٌ تاريخي
وقع صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة، ويُعدّ حدثاً مفصلياً في تاريخ الإسلام. كان هذا الصلح نتيجة لقاءٍ بين رسول الله ﷺ وقريش عند الحديبية، حيث كان النبي ﷺ متوجهاً إلى مكة معتمراً، راغباً في أداء مناسك العمرة بأمان، وقد أعدت قريش جيشاً لمواجهته.
دوافع صلح الحديبية
أهم أسباب صلح الحديبية هو رغبة النبي ﷺ في أداء العمرة وإبعاد المسلمين عن خطر الحرب، إضافةً إلى استعداد قريش للحرب عند سماعها بقدوم الرسول ﷺ. وقد جرت مفاوضات مكثفة بين الطرفين أسفرت عن هذا الصلح.
بنود صلح الحديبية: تفاصيل الاتفاق
تضمن صلح الحديبية بنوداً هامة، منها:[٢] وقف الحرب لمدة عشر سنوات، وعودة المسلمين هذه السنة، وأداء العمرة في السنة التالية، مع ضمان دخول المسلمين إلى مكة دون تعرضهم لأي عدوان. كما نصّ الصلح على أن من التحق بعهد الرسول ﷺ أو قريش كان آمناً، وقد انضمت خزاعة إلى عهد النبي ﷺ. وشمل الصلح أيضاً عدم ارتكاب السرقة أو الخيانة، ودخول مكة دون سلاح.
الحكمة من صلح الحديبية: دروس وعبر
نزلت سورة الفتح بعد بيعة الرضوان، والتي حملت بشائر عظيمة للمسلمين، منها مغفرة الله ﷻ للرسول ﷺ، وبشارة الجنة للمؤمنين، وبشارة نصر الله ﷻ لهم وتأييده لهم. ويُعدّ صلح الحديبية نموذجاً لتطبيق مبدأ الشورى، كما يُظهر مشروعية الهدنة بين المسلمين وأعدائهم.
فتح مكة: انتصارٌ عظيم
فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وكان فتحاً عظيماً أنهى مرحلةً من الصراع.
أسباب فتح مكة: سلسلة الأحداث
من أهم أسباب فتح مكة:[٣] نقض قريش لصلح الحديبية، واعتداء بني بكر (بحلفاء قريش) على بني خزاعة (حلفاء المسلمين)، وتزويد قريش لبني بكر بالسلاح، واستغاثة بني خزاعة بالنبي ﷺ واستجابته لدعوتهم.
وقائع ما قبل دخول مكة
قبل فتح مكة، بعثت قريش أبا سفيان للتفاوض مع النبي ﷺ، لكن المفاوضات فشلت. ثم استعدّ المسلمون للمسير نحو مكة، وقد بلغ عددهم عشرة آلاف مقاتل. وصل الجيش إلى منطقة قريبة من الطائف، ثم اتجه نحو مكة. رأى أبو سفيان الجيش الكبير، فأسلم ودخل في الإسلام.
دخول مكة: نهايةٌ مشرقة
قسم النبي ﷺ الجيش إلى خمس فرق، وقاد بنفسه إحدى الفرق. دخل الجيش مكة، وهدمت الأصنام، وأذن بلال للصلاة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً. وقد واجهت فرقة خالد بن الوليد هجوماً، لكنّ خالد تصدى له وقضى عليه.[٥]