صلاة النوافل: أنواعها، أحكامها، وأهميتها

تعريف صلاة النوافل

فرض الله -عز وجل- علينا خمس صلوات يوميًا، وهي عماد الدين وروحه. تشبه هذه الصلوات المطر الذي ينقي النفس والجسد من الشوائب، مُزكية ومُطهرة، مُنيرة للقلب، ومُهدئة للروح. ولكن رحمة الله وسعت كل شيء، فأضاف إلى الصلوات المفروضة صلاة النوافل، لتُكمّل صلاتنا وتُزيدها تمامًا، وتُقرّبنا إلى الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة. صلاة النوافل هي كل صلاة تُصلّى بالإضافة إلى الصلوات المفروضة.

أحكام صلاة النوافل

تُعدّ صلاة النوافل سنة مؤكدة، مستحبة وليست واجبة. أما الصلوات المفروضة فهي واجبة، وتركها حرام. يُعاقب تاركها، ويُوجب على كل بالغ عاقل أن يُصليها في المسجد. أما صلاة النوافل، فلا يُعاقب تاركها، ولكن يُثاب ويُؤجر من يُصليها، وهي سبب في تقرّب العبد إلى الله -تعالى- ورضاه. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكثر من صلاة النوافل في بيته، حتى لا تكون البيوت كالمقابر. وأفضل صلاة النوافل هي الجماعة، كصلاة التراويح والاستسقاء، حيث يضاعف الأجر. و للمرأة أن تُصلي النوافل في بيتها، وتحصل على أجر المُصلين في الجماعة، و يُسنّ لها الخروج إلى المسجد للصلاة، لكن أفضل مسجد للمرأة هو بيتها.

فضل صلاة النوافل

يظهر فضل صلاة النوافل جليًا في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يُوصي أصحابه بكثرة السجود لما فيه من قرب ورفعة يوم القيامة، ولما فيه من تقريب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومن أهمية صلاة النوافل أنها تُسدّ نقصًا في صلاة الفريضة، كما ورد في الحديث الشريف: “إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته: وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمّها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم”. لذا، علينا أن نُدرك هذه الحقيقة، ونُكثر من الخير والتزوّد به ليوم القيامة، حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

تتضمن صلاة النوافل العديد من الأنواع، منها ركعتا الفجر، وركعتا الظهر، وركعتا المغرب، وركعتا العشاء، وصلاة الضحى، وصلاة الوتر، وصلاة التهجد، وصلاة التراويح، وغيرها الكثير. كل هذه النوافل تفتح أبواب الخير والطاعات، وتُضاعف الحسنات وتُقربنا إلى الله سبحانه وتعالى.